تمتلئ سيرة سيدنا حمزة بن عبد المطلب بالكثير من المواقف النبيلة والشجاعة، التي سطرها التاريخ بأحرف من نور، فلسيد الشهداء وأسد الله حكايات كثيرة تروى قبل إسلامه وبعده.
من هو سيد الشهداء؟
يعتبر سيد الشهداء هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخوه في الرضاعة، إذ ولد قبل النبي بسنتين وكان من أبرز صيادي الأسود في شبه الجزيرة العربية، كما كان من أوائل من أسلموا من قرابة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
لماذا لقب حمزة بسيد الشهداء؟
لقب سيدنا حمزة بن عبد المطلب بسيد الشهداء بسبب الطريقة البشعة التي استشهد بها، ما جعله يستحق أن ينال هذا اللقب، إذ أمرت هند بنت عقبة بقتل حمزة وشق بطنه في غزوة أحد بسبب قتله عائلتها، لذا استحق هذا التكريم.
ما سبب إسلام حمزة؟
جاء في كتب السيرة أن السبب في إسلام حمزة بن عبد المطلب أن أبا جهل آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم لكنه لم يرد أذيته ولم يرد عليه، فسمع أسد الله بذلك وهو عائد من الصيد فذهب لأبي جهل ووجده جالسًا بين سادة مكة عند المسجد الحرام، فهجم عليه وضربه بالقوس وأصابه بجرح في رأسه، وقال له: "أتسبه وأنا على دينه؟"، قال حمزة تلك الكلمات لكنه لم يكن أسلم وقتها ولكنه كان يعلم أن أكثر شيء يغيظ أبا جهل هو الإسلام.
صراع في نفس حمزة
ولما رجع حمزة إلى بيته كان في صراع عنيف مع نفسه حيث إنه ما زال غير مقتنع بالإسلام، كما أنه لا يمكن أن يرجع في كلمته أمام سادة قريش، وظل في حيرته حتى دفعته فطرته أن يدعو الله - سبحانه وتعالى - بإن كان ما فعله خيرًا فيجعل التصديق في قلبه، حتى ألهمه الله بالذهاب إلى الرسول محمد ليأخذ مشورته حتى كلّمه النبي عن الإسلام وأخذ يرشده ويقدم له النصيحة حتى انشرح صدره للإسلام وآمن برسول الله راضيًا مستبشرًا.
كان حمزة يمتاز بصفات جسدية وذهنية، حيث إنه كان قويًا شجاعًا لا يخاف أحدًا، لذا اكتسب مكانة مرموقة بين سادة مكة، وكان قوي البنيان بسبب المعارك والصراعات التي كان يخوضها، فضلًا على مهارته في التصويب لذا كان يحمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويفديه بروحه.