يزداد شغف المسلمين بمعرفة حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في منزله كزوج.
ومن الموضوعات التي يتساءلون عنها قصة زواج النبي من زينب بنت جحش- رضي الله عنها- خاصة أنها كانت متزوجة من زيد بن حارثة الذي تبناه النبي محمد "ص".
زواج الرسول محمد من السيدة زينب
دخلت زينب بنت جحش بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد زواجه من أم سلمة، فهي شابة جميلة من بني أسد بن خزيمة، وتكون حفيدة عبد المطلب بن هاشم، كما أن أمها تكون أميمة بنت عبد المطلب عمة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
قبل زواج السيدة زينب بنت جحش من الرسول، كانت متزوجة من زيد بن حارثة، الذي كان يدعوه النبي بابنه، حيث إنه كان مواليًا عند رسول الله، فلم يكن زيد عبدًا لكنه عندما خرج مع أمه في يوم من الأيام لتزور أهلها فتعرضت له خيل من بني القين بن جسر وباعوه في سوق من أسواق العرب، وحينها اشتراه حكيم بن خويلد، وعندما زارت السيدة خديجة وسيدنا محمد بيت أخيها حكيم عرض عليها أن تختار من الغلمان من تشاء وحينها أخذت زيد الذي كان يبلغ من العمر وقتها 8 سنوات، ولما رآه الرسول استوهبه منها فأعطته له راضية.
ولكن أبو زيد جزع من غياب ابنه فخرج يبحث عنه حتى علم مكانه، فذهب مع أخيه كعب إلى رسول الله وقالا له: «يا ابن عبد المطلب، يا ابن سيد قومه، أنتم جيران الله، تفكون العاني وتطعمون الجائع، وقد جئتك في ابننا، فتحسن إلينا في فدائه؟، فقال النبي: أو غير ذلك؟ فقال ما هو؟ فقال النبي: أدعوه وأخيره فإن اختاركما فذاك، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدًا».
زيد يختار سيده على أبيه
ولما دعا الرسول زيد ليختار بينه وبين أبيه اختار النبي محمدًا، لكن أباه توسل إليه أن يذهب معه إلا أنه أصر البقاء مع النبي، وحينها قام به الرسول إلى ملأ من قريش وأشهدهم أن زيدًا ابنه وارثًا وموروثًا، ودعاه زيد بن محمد، وحينما بعث الرسول كان زيد من أول 4 في الإسلام، وحينما آخى الرسول بين المهاجرين، كان زيد بن حارثة وحمزة بن عبد المطلب أخوين.
زيد يتزوج زينب
وحينما وصل زيد إلى سن الزواج اختار له أن يتزوج زينب بنت جحش، بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب، لكنها هي وشقيقها كرها هذا الزواج، لأن زينب لم يجر عليها الرق وتكره أن تكون تحت إمرة مولى، إلى أن نزل فيهما قول الله تعالى: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالًا مبينًا».
زينب تمتثل لأوامر الله
وبعد أن نزلت تلك الآيات، وافقت زينب أن تتزوج زيد طاعة لأمر الله- سبحانه وتعالى- لكن زواجهما لم يكن سعيدًا، حيث لم تنس زينب أنها حرة وأنها متزوجة من مولى، وقاسى زيد منها الأمرين من ترفعها وصدها، لذا اشتكى إلى النبي منها ما يجد من معاملة زوجه، لكن النبي كان يوصيه بالاحتمال والصبر إلى أن أذن الله تعالى بأن يطلقها زيد ويتزوجها الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.
لماذا أمر الله رسوله أن يتزوج من زينب؟
وأوضح المفسرون أن الله- سبحانه وتعالى- أمر الرسول بأن يتزوج السيدة زينب لإبطال التبني وبيان حرمته؛ لأن النبي محمدًا كان يعتبر زيد ابنه، حتى قال الله تعالى: «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين»، كما قال تعالى: «وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولًا»، ويعتبر زيد بن حارثة هو الصحابي الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم.