التهاب فم المعدة هو مصطلح طبي يُستخدم لوصف التغيرات الالتهابية التي تصيب الغشاء المخاطي المبطن للمعدة، هذا الالتهاب يمكن أن يظهر بشكل مفاجئ ويستمر لفترة قصيرة، وقد يكون مصحوبًا بألم شديد أو غثيان مفاجئ، وقد يؤدي إلى تلف دائم في بطانة المعدة إذا لم يُعالج.

كيف يحدث التهاب فم المعدة

بطانة المعدة تحتوي على خلايا تفرز المخاط لحمايتها من الحمض المعدي والإنزيمات الهاضمة، عندما يحدث خلل في هذه الحماية، أو تتعرض البطانة لمحفزات مهيّجة، يبدأ الجسم في إطلاق استجابة التهابية، مما يؤدي إلى احمرار وتورم في الغشاء المخاطي، أو تآكل أو ضعف الطبقة الواقية.

ما الفرق بين التهاب فم المعدة وقرحة المعدة

التهاب فم المعدة يشير إلى تهيج أو التهاب في البطانة، بينما قرحة المعدة هي ضرر أعمق يؤدي إلى تكوّن جروح أو ثقوب في جدار المعدة.

أسباب التهاب فم المعدة

تتعدد أسباب التهاب فم المعدة من بينها حدوث العدوى البكتيرية والتي تعيش في بطانة المعدة وتُضعف الغشاء المخاطي الحامي، مما يؤدي إلى التهاب مزمن، كذلك تتفاقم المشكلة مع الاستخدام المفرط والطويل للأدوية المضادة للالتهاب، حيث أن هذه الأدوية تُقلل من إفراز المواد الطبيعية التي تحمي بطانة المعدة، مما يزيد من خطر التهيج والالتهاب.

إلى جانب شرب الكحول بكثرة حيث يسبب تآكلًا في الغشاء المخاطي ويزيد من إنتاج الحمض المعدي، كذلك الإجهاد الجسدي أو النفسي الشديد له دور في تفاقم المشكلة.

وقد ينتج التهاب فم المعدة عن الارتجاع الصفراوي تدفق العصارة الصفراوية من الأمعاء الدقيقة إلى المعدة، ويسبب تهيجًا في الغشاء المخاطي.

أعراض التهاب فم المعدة

من أهم أعراض التهاب فم المعدة حدوث ألم أو انزعاج في الجزء العلوي من البطن، يزداد غالبًا بعد الأكل أو على معدة فارغة، شعور بالرغبة في التقيؤ، وقد يكون مستمرًا أو يحدث بعد الأكل، في بعض الحالات، قد يتقيأ المريض مادة صفراء أو شفافة.

كذلك يمكن أن يحدث الانتفاخ والشعور بالامتلاء، حتى بعد تناول كمية صغيرة من الطعام، فقدان الشهية، بسبب الانزعاج المستمر في المعدة، أو حدوث حرقة المعدة (الحموضة).

إلى جانب وجود دم في القيء أو البراز، فيكون القيء لونه داكن مثل القهوة المطحونة، أما البراز أسود قطراني يدل على نزيف داخلي.

مخاطر التهاب فم المعدة

إذا لم يتم علاج التهاب فم المعدة فهناك العديد من المضاعفات التي قد تحدث من بينها: القرحة المعدية، حيث يحدث تآكل أعمق في بطانة المعدة بسبب استمرار الالتهاب، إلى جانب حدوث النزيف المعدي حيث يكون نزيف بسيط أو غزير نتيجة تآكل الأوعية الدموية في بطانة المعدة، ويظهر في القيء الدموي، البراز الأسود القطراني.

وقد يحدث فقر الدم بسبب فقدان الدم المزمن الناتج عن النزيف البسيط المستمر، إضافة إلى حدوث التهاب المعدة الضموري وهو شكل مزمن من الالتهاب يؤدي إلى ترقق بطانة المعدة، وفي الحالات المتقدمة يكون هناك زيادة احتمالية الإصابة بسرطان المعدة.

يتعدد العلاج على حسب نوعية الأسباب المؤدية لالتهاب فم المعدة، في مقدمتها علاج العدوى بكتيرية، ويُعرف بالعلاج الثلاثي أو الرباعي، أما علاج الالتهاب الناتج عن المسكنات، من خلال استخدام أدوية واقية للمعدة بالتزامن مع أي مسكنات ضرورية.

أما عندما يكون السبب ناتج عن الكحول أو التدخين أو التوتر، فيكون العلاج متمثل في الإقلاع عن العادات الضارة، أما الأدوية تتمثل في مثبطات مضخة البروتون، مضادات مستقبلات، مضادات الحموضة، أدوية واقية للمعدة.

كذلك من الضروري اتباع نمط حياة صحي يشمل تناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلًا من وجبات كبيرة، مضغ الطعام جيدًا وتناول الطعام ببطء، شرب الماء بانتظام، لكن بعيدًا عن وقت الأكل، وتجنب الأطعمة الحارة والمقلية والدسمة.