في ظل التحولات المتسارعة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، برزت منصة Bluesky كمشروع طموح يسعى إلى إعادة تعريف تجربة المستخدم على الإنترنت، حيث طُورت المنصة على يد جاك دورسي، المؤسس السابق لتويتر، لتكون بديلًا اجتماعيًا لامركزيًا يمنح المستخدمين حرية التحكم في بياناتهم والتنقل بين مجتمعات متعددة دون خسارة المتابعين أو المحتوى.

وتعتمد Bluesky على بروتوكول AT Protocol المفتوح المصدر، ما يوفر تجربة تواصل اجتماعي شبيهة بتويتر، ولكن مع إمكانيات أكبر لتخصيص الخوارزميات واختيار الفئات والمجتمعات التي تهم المستخدمين.

نمو سريع في ظل تغييرات إكس

ومنذ استحواذ إيلون ماسك على تويتر المعروف الآن باسم إكس، بدأ جمهور المنصة يبحث عن بدائل أكثر حرية وخصوصية، وعلى الرغم من فشل منصات مثل ماستدون وPost وPebble في تحقيق انتشار واسع، نجحت Bluesky في جذب أكثر من 30 مليون مستخدم حتى فبراير 2025، لتصبح واحدة من أسرع الشبكات الاجتماعية نموًا بعد منصة ثريدز.

يشمل هذا النمو تغييرات مثيرة للجدل في سياسات إكس مثل تعديل وظيفة الحظر والسماح باستخدام المحتوى لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى موجة انتقال جماعي من جمهور المشاهير إلى Bluesky، مما عزز شعبيتها.

مميزات وواجهة المستخدم

توفر Bluesky تجربة مشابهة لتويتر، حيث يمكن كتابة منشورات قصيرة تصل إلى 256 حرفًا، الإعجاب بها، إعادة النشر، الرد عليها، ومشاركة الصور والفيديو.

وتعمل المنصة على تطوير ميزات إضافية مثل الفيديو الرأسي والمنشورات الشائعة، لتقديم تجربة تفاعلية كاملة، كما توفر Bluesky خوارزميات مخصصة تتيح للمستخدم اختيار محتوى الفيدز الذي يناسبه، مع أدوات متقدمة للصور والفيديو تحت مسمى Flashes.

أبرز المستخدمين والشخصيات العامة

وانضم إلى Bluesky عدد من الشخصيات العامة، من بينهم النائبة الأمريكية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، الملياردير مارك كوبان، النجمة باربرا سترايسند، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، كما انضم لاحقًا الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وتستخدم منصات إعلامية كبرى مثل بلومبرج وواشنطن بوست المنصة لنشر محتواها.

الاختلافات بين Bluesky وإكس

تتميز Bluesky بالاعتماد على بروتوكول لا مركزي لا يستخدم محتوى المستخدمين لتدريب الذكاء الاصطناعي، مع الاحتفاظ بوظيفة الحظر التقليدية، وتقديم خوارزميات مخصصة قابلة للتخصيص بالكامل، كما لا تعتمد المنصة على نموذج إعلاني، بل تخطط لتقديم اشتراكات مدفوعة باسم Bluesky+، مع أدوات قوية لإدارة الصور والفيديو.

إدارة المحتوى والتحديات

واجهت Bluesky انتقادات تتعلق بالإشراف على المحتوى وحماية الفئات المهمشة من الحسابات المزيفة أو اللغة العنصرية، واستجابت المنصة بتوسيع فريق المراقبة إلى حوالي 100 موظف، وإطلاق أداة Ozone لإشراف مستقل للمستخدمين، وتحديث سياسات التحقق ومكافحة التضليل بما يشمل التحذير من الروابط المضللة وتفعيل التحقق عبر البريد الإلكتروني.

موقف Bluesky في المنافسة

على الرغم من النمو الملحوظ، لا تزال Bluesky أقل حجمًا مقارنة بعدد المستخدمين النشطين شهريًا على ثريدز، الذي يضم 275 مليون مستخدم، إلا أنها تقدم تجربة أكثر انفتاحًا وسهولة مقارنة بماستدون الذي يعاني من تعقيد واجهته ونظام السيرفرات.

ملكية وإدارة المنصة

رغم أن جاك دورسي كان مؤسس Bluesky، إلا أنه لم يعد عضوًا في مجلس الإدارة منذ مايو 2024، وتُدار المنصة حاليًا من قبل الرئيسة التنفيذية جاي جرايبر، وتعمل كشركة نفع عام مستقلة، مع التزامها بتوفير بيئة اجتماعية لا مركزية وآمنة للمستخدمين.

موضوعات متعلقة:

وثيقة مسربة تفضح سياسات ميتا بشأن تفاعل روبوتات الذكاء الاصطناعي مع القاصرين

رغم التسريبات.. DeepSeek تنفي إطلاق R2 في أغسطس وسط ضغوط على طموحات الذكاء الاصطناعي