قدم أربعة أشخاص وثائق للكونغرس الأميركي تتهم شركة "ميتا" بعرقلة أبحاث داخلية تخص سلامة الأطفال على الإنترنت، مما أعاد للأذهان تسريبات فرانسيس هاوغن عام 2021، التي كشفت أن إنستغرام يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للفتيات المراهقات، ما فجر نقاشات واسعة حول مسؤولية ميتا الاجتماعية.

تغييرات مثيرة للجدل بعد تسريبات إنستغرام

وغيرت ميتا سياساتها الداخلية في التعامل مع الأبحاث الحساسة مثل قضايا الأطفال، السياسة، العِرق والتحرش بعد أسابيع من تسريبات هاوغن، حيث تضمنت التغييرات فرض قيود على طريقة صياغة نتائج الأبحاث، إضافة إلى إشراك محامين بهدف حماية الشركة قانونيًا، وهو ما اعتبره المبلّغون محاولة لتقييد الشفافية.

شهادات من داخل الشركة تكشف المستور

من جانبها، كشفت كيلي ستونليك، التي عملت في ميتا لخمسة عشر عامًا، عن غياب إجراءات حماية فعالة تمنع دخول الأطفال دون 13 عامًا إلى منصات الواقع الافتراضي، مشيرة إلى أن مستخدمين من ذوي البشرة السوداء واجهوا إهانات عنصرية خلال ثوانٍ من دخولهم التطبيق.

مزاعم مجتزأة وتشويه متعمّد

نفت شركة ميتا هذه الاتهامات، مؤكدة أن لوائح الخصوصية الدولية تُلزمها بحذف أي بيانات يتم جمعها من قاصرين من دون موافقة الأهل.

وأوضح المتحدث باسم "ميتا" أن الشركة وافقت منذ عام 2022 على نحو 180 دراسة متعلقة بسلامة المراهقين ورفاههم، معتبرًا أن ما يتم عرضه على الكونغرس مجرد أمثلة منتقاة لتضخيم القضية.

دعاوى قضائية تزيد الضغوط

رفعت كيلي ستونليك دعوى قضائية ضد الشركة بتهم التمييز، إلى جانب دعوى أخرى حول تقاعس الإدارة في حماية الأطفال.

وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه "ميتا" انتقادات متزايدة بشأن روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بعد تقارير أشارت إلى سماحها بمحادثات مع القاصرين.