- الخيارات في حياتنا كثيرة، وطرقها متعددة، ولكل طريق وجهة نختارها بوعينا ونوايانا. فالنوايا هي البوصلة التي تحدد مسارنا، إذ لا يمكننا أن نخطو خطوة واحدة دون أن تسبقها نية واضحة. فبقدر صفاء النية تكون الوجهة، وبقدر صدقها تتحدد النتيجة. هناك من ينوي الخير فييسر له طريقه، وهناك من ينوي الشر فيهلك في منتصف الطريق، وهناك من لا ينوي شيئاً، فيظل واقفاً مكانه مقتنعاً بموضعه.

- حين أقول كل الطرق تؤدي إلى.. قد يتبادر إلى الذهن أنها تؤدي إلى «روما»، لكن وجهات البشر ليست كروما، وليست جميعها جميلة أو حضارية كما توحي المقولة. فبعض الطرق تؤدي إلى النور، وبعضها إلى الظلام، وبعضها لا يؤدي إلى شيء. لذلك تركت عنوان المقال مفتوحاً، لأمنح كل إنسان فرصة ليكمل الجملة بما يناسب نواياه. فالطريق ممهد لمن أراد السير، ولكن النهاية لا يعرفها إلا السائر نفسه.

- لسنا متساوين في تفكيرنا، فهناك من يفكر ليبني، وهناك من يفكر ليهدم، وهناك من لا يفكر أبداً. نحن من نرسم خرائطنا بأيدينا، ونختار الطرق التي نسلكها بوعينا. قد تكون الطرق طويلة أو قصيرة، سهلة أو وعرة، لكن النية تظل هي القائد الحقيقي. والعقل هو من يسير قبل القدمين، لأن التفكير هو أول خطوة في أي طريق.

- نحن اليوم نعيش بين مجتمعات تسعى للتطور والرقي، لكن فيها أيضاً من يسير بنوايا خبيثة. ومع ذلك يمكن إصلاح تلك النوايا، وتوجيهها نحو الخير، حتى تصبح جميع الطرق تؤدي إلى «روما» بالمعنى الجميل للمقولة، أي إلى التقدم والنور، والسلام، فصاحب النية الصافية هو من تفتح له الطرق، ويُقتدى به في مسيره.

- تذكر دائماً كل الطرق أمامك مفتوحة، لكن وجهتك تحددها نيتك، فأحسن النية، وأحسن الاختيار، لتكون طرقك ميسرة، ونهايتك مشرقة، فرب طريقٍ قصيرٍ أوصل صاحبه إلى الجنة، ورب طريقٍ طويلٍ قاد آخر إلى الجحيم. الأمر كله يبدأ من النية، وينتهي عندها.