عبدالله صويلح
حديث المجتمع
- تفرض الحياة بطبيعتها على الإنسان جملة من الظروف الطارئة والأحداث غير المتوقعة، التي قد تكون في بعض الأحيان بسيطة، وقد تأتي في أحيان أخرى على هيئة أزمات قاسية. وغالباً ما يكمن الخلل في عدم تهيئة الذهن لاحتمالية التعرض لمثل هذه المواقف، مما يجعل الاستعداد المسبق ووضع خطط بديلة ضرورة ملحّة لضمان القدرة على المواجهة واتخاذ القرار...
- نتحدث كثيراً عن الإنجازات والبطولات التي تُحققها المرأة في المحافل الوطنية والدولية، وما تحمله من صورة مشرّفة لمملكتنا الغالية في الخارج، لكن الواقع يظهر بوضوح أن النساء حاضرات وبقوة في مختلف الميادين، فهن نصف المجتمع بل الشريك الأساسي والركيزة الأهم في نهضة الشعوب كافة، ومن دون مبالغة تُعد المرأة الورقة الرابحة لأي عملية...
عبدالله صويلح - الأمان ليس معنى واحداً مغلقاً، بل مجموعة من الأساليب والمشاعر التي تتشكل مع مراحل العمر المختلفة. فمنذ اللحظة الأولى لولادة الإنسان تغرس فيه فطرة الشعور بالأمان، لكنه شعور لا يكتمل وعيه إلا عند النضج. في طفولته يرى الأمان في عيني والديه في رعايتهما له وحرصهما على غذائه وصحته، وفي دفء حضورهما الذي يمنحه الثقة بأن...
- لا يوجد إنسان على وجه الأرض يخلو من المصائب أو الهموم، فالجميع مبتلى بشكلٍ أو بآخر، بعضنا يُصاب بكسرٍ في الجسد، وآخرون تُصيبهم كسورٌ في النفس، وأحياناً لا نحتاج سوى كلمةٍ طيبة من أحدٍ حولنا لتكون البلسم الذي يرمم ما انكسر فينا. فالكلمة الطيبة قادرة على أن تبعث النور في أكثر القلوب انطفاءً، وهي التي تُكمل الحياة وتنهض بها. - ولن...
- تندرج تحت مصطلح بدل فاقد معانٍ كثيرة، لكلٍّ منها دلالته الواضحة المرتبطة بفقدان شيءٍ ماديٍّ أو رسميٍّ يمكن تعويضه بوثيقة جديدة. لكن في هذا المقال، سنتناول هذا المصطلح من زاوية مختلفة تماماً؛ زاوية تتعلق بالإنسان ذاته، بشخصيته وفرادته وكرزمته، كفردٍ له كيان خاص لا يُستنسخ ولا يُستبدل. - من منّا يرضى أن يكون احتياطياً في الحياة؟...
منذ نعومة أظافرنا، ترسّخ في أذهاننا أن السلاح هو أداة تُستخدم في الحروب أو عند الدفاع عن النفس، وغالباً ما يتبادر إلى الذهن السلاح الناري «المسدس». ومع مرور الوقت، أدركنا أن هناك أنواعاً أخرى من الأسلحة تُعرف بالأسلحة البيضاء مثل السيوف والخناجر والرماح، وقد سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى لون المعدن اللامع الذي تُصنع منه. كان...
- الخيارات في حياتنا كثيرة، وطرقها متعددة، ولكل طريق وجهة نختارها بوعينا ونوايانا. فالنوايا هي البوصلة التي تحدد مسارنا، إذ لا يمكننا أن نخطو خطوة واحدة دون أن تسبقها نية واضحة. فبقدر صفاء النية تكون الوجهة، وبقدر صدقها تتحدد النتيجة. هناك من ينوي الخير فييسر له طريقه، وهناك من ينوي الشر فيهلك في منتصف الطريق، وهناك من لا ينوي...
- مع تسارع وتيرة الحياة وتغير أنماطها، بات واضحاً أن شريحة من المجتمع انجرفت وراء تقليد الآخرين في السلوك والكلام والمظهر وحتى في القيم الأخلاقية. بعضهم تحول إلى نسخة مطابقة لما يقلده، وآخرون ظهر بينهم التناقض والاختلاف. غير أن الخطر الحقيقي يكمن في أن تصبح هذه الممارسات عادة تنتقل إلى الأجيال القادمة، فتفقد هويتنا شيئاً فشيئاً...
عبدالله صويلح - شهدت المجتمعات الإنسانية في الماضي أنماطاً من التعايش البسيط والشفاف، حيث كانت القلوب صافية والنفوس أكثر رضا. كان الفرح يُقابَل بالتهنئة الصادقة، والحزن يُواجَه بالتعاطف والمساندة، وكان النجاح يلقى تقديراً وتشجيعاً لا حسداً أو تدقيقاً مفرطاً. فقد كان من يمتلك العزيمة والإصرار يرتقي إلى القمم بجدارة، مستنداً...
- في مختلف مجالات الحياة، وبالأخص في التعاملات اليومية، نواجه مواقف تتطلب سرعة في التصرف ودقة في الحكم. وهنا يظهر دور الحكمة والحنكة في تقييم الموقف بصورة متزنة، لا بعجلة ولا بتأخير مبالغ فيه. فبعض الناس يتسرعون في إطلاق أحكامهم منذ البداية دون معرفة التفاصيل، وآخرون لا يحكمون إلا بعد اكتمال الصورة، بينما يكتفي البعض برؤية نصف...
- في كثير من التعاملات بين الأفراد، أصبح من المعتاد التوقف عند كل كلمة أو تصرف أو حتى نظرة، وكأنها تستحق التحقيق والمساءلة، بغضّ النظر عن حجم الموقف أو بساطته. ومع مرور الوقت، يتحول التدقيق المفرط إلى ركيزة في أسلوب التواصل، مما يخلق بيئة مليئة بالاستنفار والخوف من الوقوع في أي خطأ، حتى لو كان عفوياً أو غير مقصود. فالإنسان...
- في مسيرة الحياة، نتخذ قرارات لا حصر لها، بعضها يصيب، وبعضها يخيب، وبين هذا وذاك تكمن حنكة الإنسان، وقدر الله تعالى، ومدى إدراكنا لما يدور حولنا. - ليس كل قرار صائب يعني أنه سيكون ناجحاً، وليس كل قرار مدروس يكتب له القبول، فالنتائج لا تتحقق دوماً بحساباتنا نحن، بل هي مرهونة بمشيئة الله الذي يسبب الأسباب، ويصرف الأمور بحكمته. وهنا...