في زمنٍ تتكاثر فيه الوسائل، وتقلّ فيه المعاني، تبقى القراءة أصدق وسيلة لتربية العقل وصون الروح، لقد جاء تحدي القراءة العربي ليذكّرنا أن الكتاب لا يزال أصل الفكرة، وأن الأمة التي تقرأ لا تموت، بل تتجدد وتنهض.

أطلق هذه المبادرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، لتكون منارة عربية تُعيد الاعتبار للغة الضاد، ولتغرس في الأجيال شغف المعرفة وحب الكلمة، ومن خلال هذه المبادرة، وبدعم من مبادرات سموه الأخرى في مجالات التعليم والثقافة وتنمية الإنسان، امتدت رسالة التحدي من الخليج إلى المحيط، لتصنع جيلاً عربياً قارئاً مؤمناً بأن التقدّم يبدأ من صفحة كتاب. وفي مملكة البحرين، لم يكن هذا التحدي حدثاً عابراً، بل قصة نجاحٍ وطنية تُجسّد روح الحكومة التي شعارها عشق التحدي وحب الإنجاز، حكومة تؤمن بأن بناء الإنسان هو جوهر التنمية، وأن مستقبل الوطن يُصنع في مقاعد الدراسة وبين دفّات الكتب.

ومن هذا الإيمان، عمل فريق وزارة التربية والتعليم في البحرين بإخلاصٍ وتفانٍ، مؤمنين بأن القراءة هي مفتاح الإبداع والتفوق، وأن الطالب الذي يقرأ هو القائد الذي يُفكّر ويُبدع ويقود، وقد كان فوز الطالب البحريني محمد جاسم مبارك بالمركز الثاني في تحدي القراءة العربي خير شاهدٍ على ذلك، لم يكن فوزٌ وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية وطنية ومؤسسية تؤمن بأن النجاح عادة، وأن البحريني لا يقف عند حدود المشاركة، بل يسعى إلى الريادة.

وقد امتد أثر هذه الثقافة إلى بيوتنا أيضاً؛ إذ رأيته في بناتي بمدارس الإيمان، تلك المدارس التي تؤمن بأن العلم لا يكتمل إلا بثقافة القراءة، وتشجّع طالباتها على خوض التحدي في مجالات التعليم والثقافة بروحٍ تنافسيةٍ جميلة، كنّ يقرأن القصص بحب، ويسجّلنها في جوازات تحدي القراءة بفخرٍ وبهجةٍ وفضولٍ لا ينتهي، وكأن كل صفحةٍ هي مغامرة جديدة، وكل كتابٍ هو عالم ينتظر أن يُكتشف.

وهكذا تتكامل الرؤية البحرينية في قيادة رشيدة وحكومة موقرة تؤمن وتحقق الإنجازات، ووزارة ترعى الفكر، ومدارس تغرس القراءة، وأسر تحوّل الكتاب إلى رفيق يومي، حين تتحد هذه الجهود، لا يكون التحدي مجرد مشروعٍ ثقافي، بل رسالة نهضة تعيد للأمة العربية مكانتها في ميادين الفكر والمعرفة.

همسة

علّموا أبناءكم أن الصفحة قد تفتح باباً، وأن الكتاب قد يغيّر حياة، فليس كل بطلٍ يحمل سيفاً.. بعضهم يحمل كتاباً، وينتصر بالفكر والكلمة.