د. أمل الجودر

فرض الله الصيام على البالغين من المسلمين والمسلمات شهراً، فالصوم نظام حياتي دوري يلتزم به الإنسان المؤمن وهو عبادة بين الإنسان وربه. وقد يتظاهر الإنسان بأداء فريضة الزكاة أو الحج ليقال عنه حاج ومزكٍّ ولكنه لا يستطيع التظاهر بالصوم ولعل هذا ما جعل للصوم منزلة خاصة. وكما ورد في الحديث القدسي « إن كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي عليه « ولعله هذه السنة لن يكون الصوم فقط بين المسلم وربه ولكن كل الشعائر ستكون بينك وبينه كقراءة القرآن والصلاة والدعاء والذكر بل صدقات وزكاة أموالك وصلة أرحامك ستكون كلها إلكترونياً لن يعلمها غيره سبحانه وتعالى. فمن منظوري الشخصي أرى رمضان هذه السنة نقياً من النفاق والفخر والمباهاة ولعله خير أراده الله لنا فله الحمد والشكر.

إن للصوم أثراً عميقاً على الصحة العضوية والنفسية، فهو يخلص البدن من الشحوم والسموم المتراكمة طوال العام ويقي من السمنة ويعالجها، وهو فرصة لإعطاء المعدة والأمعاء والكلى والدورة الدموية فترات من الراحة. وهو فرصة مواتية لمن يريد التوقف عن التدخين فبإمكانه اختيار هذا الشهر للبدء في ذلك وما دام استطاع التوقف طوال النهار فبإمكانه المواصلة على ذلك لو أراد. وبمنعه للسمنة والمساهمة في التوقف عن التدخين يكون الصيام عنصراً فاعلاً في الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية كأمراض القلب والسكري والسرطان... إلخ. ناهيك عن الفائدة الروحية التي تعود على النفس البشرية بالراحة والاطمئنان في هذا الوقت الاستثنائي من جائحة كورونا (كوفيد 19) والتي تسببت في إصابة العديد من الناس بالقلق والتوتر وبذلك يساهم الصيام والتقرب إلى الله في هذا الشهر الفضيل في إعادة الطمأنينة إلى النفس القلقة.

* خبير تعزيز صحة وجودة حياة