خلال العقد الأخير، تباينت أسهم بعض القطاعات الرسمية مثل الوزارات والهيئات في مملكة البحرين بين ارتفاع وانخفاض، ومنها ما يمكن تشبيهه بالأسهم القيادية مثل «أبل و جوجل» والتي دائماً ما تكون في القمة.

طبعاً القيمة هنا ليست قيمة سوقية أو مادية، بل مستوى تصدر هذه المؤسسات الرسمية المشهد العام في البلد، ومدى قوتها وتأثيرها في وقت الأزمات والسلم.

مؤخراً أصبحت وزارة الصحة من الجهات التي يضرب بها المثل في التضحية والتفاني، فما أن دخلنا مصيبة فيروس كورونا (كوفيد19) وتحول هذا الفيروس إلى وباء، إلا وأصبح وصف منتسبي وزارة الصحة بالجيش الأبيض، وهم يستحقون ذلك. فطوال هذه الأشهر حرم هؤلاء من الراحة والحياة الطبيعية بسبب وضعهم وتعاملهم المباشر مع هذه الجائحة.

ولعل من أكثر الجهات الرسمية التي لم تنال المكانة والشكر على مستوى المجتمع والدولة، هي وزارة الإعلام، فهذه الوزارة الكثير يجهل دهاليزها وكيف تسير الأمور فيها، وحجم العمل الذي تقدمه خلال السنوات العشر الماضية خاصة.

وزارة الإعلام شهادتي بها مجروحة لقربي منها، إلا أن ما تقدمه من عمل يلزم الجميع على إعطائها مكانة أكبر مما هي عليه الآن. ففي هذه الوزارة أقسام لا تقل أهمية عن سلاح الجو في المؤسسات العسكري ولا عن المستشفيات في الجهات الصحية.

تلفزيون البحرين وإذاعة البحرين ومركز الأخبار ووكالة أنباء البحرين، قطاعات يجب أن يقف عندها الجميع بالفخر والاعتزاز، فالكثير لا يعلمون أن هؤلاء يعملون على مدى اليوم «24 ساعة»، طوال السنة دون توقف دون أو تعذر، وخلال السنوات الماضية وفي كل قضية مرت على البحرين إلا وكان لوزارة الإعلام دور كبير في التغطية والنقل، ومؤخراً في فترة الحداد على الأمير الراحل خليفة بن سلمان «رحمه الله»، هل تعلمون حجم العمل والجهد خلال تغطية حدث مثل هذا ؟

إلا أننا لا نلاحظ ذلك، ولم نخرج يوماً بوصف لجنود هذه الوزارة من الإعلاميين، ليس نكراناً منا لهذا القطاع الهام والقيادي بل لأننا اعتدنا وجودهم ودورهم في حياتنا، فهم معنا قبل وبعد أي حدث.

فما يقدمونه من برامج وطنية واجتماعية أو نشرات إخبارية أو أخبار مقروءة عشناه بشكل تصاعدي في عدة سنوات وسنوات، ولذلك لم نلاحظ التغيير. نحن فقط نشاهد ونقرأ النتاج النهائي والذي لا يتعدى حجم الشاشة والصفحة، ولا نعلم أن هناك خلف هذا العمل جنود من الإعلاميين تختلف حياتهم عن سائر موظفي الدولة، فهؤلاء الجنود تمر عليهم الأيام والشهور بأيام العمل والإجازات الرسمية والطارئة دون تمييز، فهي بالنسبة لهم يوم عمل كباقي أيام السنة. قطاع الإعلاميين جنود سلاحهم الصوت والصورة والكلمة، ليسوا جنود الأزمات بل فئة جنود السلام والحدث، فلولاهم لاختلت كل الساحات

وضعفت كل الجبهات، فكل التحية والشكر لهؤلاء، لزملائنا من الإعلاميين العاملين في الصفوف الأمامية وخلف الكواليس على قدماً وساق مع زملائهم في الأمن والدفاع والصحة وكافة مؤسسات الدولة. فمن دون جهودكم لما اكتملت الصورة.