يواصل الجيش السوري وحلفاءه، الجمعة، هجوما بدأ منذ أسبوعين للسيطرة على واد استراتيجي يحوي نبعا رئيسيا يوفر إمدادات المياه لأربعة ملايين نسمة في العاصمة دمشق، بحسب سكان ومقاتلون من المعارضة. وقال السكان والمقاتلون إن الضربات الجوية والقصف من جانب جنود الجيش ومقاتلي جماعة حزب الله المتمركزين في الجبال المطلة على الوادي الواقع على الطرف الشمالي الغربي للعاصمة اشتدت في الساعات الثماني والأربعين الماضية. وقصفت عشرات الطائرات المنطقة حول نبع عين الفيجة وقرى بسيمة وكفر الزيت والحسينية، التي تشكل جزءا من عشر قرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الوادي. ولم ينجح الجيش السوري بمساعدة جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، في تحقيق أي تقدم كبير في الوادي منذ بدأ هجومه لاستعادة المنطقة الاستراتيجية واتهم مقاتلو المعارضة بتلويث النبع بالديزل. ورفض مقاتلو المعارضة عرضا من الحكومة بمغادرة المنطقة إلى محافظة إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا. وكان مقاتلو المعارضة قد تخلوا عن مناطق كبيرة بينها حلب بموجب اتفاقات مشابهة. ويقول سكان المنطقة إن طبيعة أرضها الوعرة تعطي مقاتلي المعارضة -وهم من فصائل معتدلة وأخرى متشددة- ميزة طبيعية للتصدي لأي قوات زاحفة. وقال أبو محمد القلموني وهو مقاتل من المعارضة، إن القوات السورية لا تستطيع التقدم بسهولة، وإنه حتى لو كانت تفوق مقاتلي المعارضة عددا فإن المقاتلين يستطيعون بسهولة أن يضربوا أي قوات متقدمة من المداخل الثلاثة الرئيسية للوادي المحاصر.