أصدرت ميليشيات الحوثي الانقلابية تعميماً لمشرفيها ونقاط التفتيش العسكرية والأمنية والسلطات التابعة لها بعدم السماح لأي صحافي أو طاقم تلفزيوني بدخول محافظة الحديدة الواقعة غرب البلاد، باستثناء أولئك التابعين لوسائل إعلام حوثية.

وأكد إعلاميون في صنعاء أنهم التقوا الثلاثاء، وزير الإعلام في حكومة الانقلابيين، واشتكوا له من قيام سلطات الحوثيين في الحديدة بمنع عدد من الصحافيين ومراسلي القنوات الخارجية من العمل وتنفيذ تقارير إنسانية، إلا أنهم فوجئوا أن الوزير المختص مجرد ديكور ويعمل تحت إمرة مشرف حوثي يدعى أبو عبدالقدوس، مشيرين إلى أن الأخير رد على استفسار الوزير الانقلابي بالقول "من الصعب السماح لأي مراسل بعمل تقارير، ونحن منعنا نزول الصحافيين إلى الحديدة".

واعتبر مراقبون أن قرار المنع يأتي بهدف التغطية على الأوضاع المأساوية التي خلفتها الجرائم والانتهاكات وعمليات النهب والسلب التي يمارسها الحوثيون في محافظة الحديدة التي تعد الشريان الحيوي الأبرز بحكم مينائها التجاري الهام.

وكانت الحكومة الشرعية، أعربت قبل عدة أيام عن القلق من استمرار استغلال ميليشيات الحوثي لميناء الحديدة الواقع تحت سيطرتهم، حيث يستغلون الشحنات الواصلة إليه ويتاجرون بها ويبتزون التجار لتحقيق مكاسب خيالية وغير مشروعة تذهب لصالح استمرار الحرب وإلى جيوبهم الخاصة وذلك كله على حساب الوضع الإنساني الصعب الذي يواجهه الشعب اليمني.

وكان تقرير أعده المركز الحقوقي في مقاومة تهامة أشار إلى أن الحوثيين ومنذ اقتحامهم قرى منطقة الزرانيق بمحافظة الحديدة أواخر العام الماضي، ارتكبوا العديد من الجرائم التي يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الإنسانية، منوهاً بأن الميليشيات قامت بتدمير ونهب أكثر من 400 منزل بآلتهم العسكرية الثقيلة وميليشياتهم المسلحة.

ولفت إلى أن الميليشيات قامت بتهجير وتشريد 302 أسرة من سكان عشر قرى من مناطق الزرانيق وأجبرتهم على النزوح الإجباري من مساكنهم.

وأفاد التقرير بأن ميليشيات الحوثي بالحديدة، فرضت أتاوات مالية على التجار وأصحاب المحلات التجارية، بدعاوى دعم مجهودها الحربي.

وأوضحت تقارير سابقة أن الحوثيين، قاموا بنهب عشرات السيارات والدراجات وآلات الزراعة والمواشي والمزارع والمحال التجارية التي تعود ملكيتها للمواطنين، لافتة إلى أن الميليشيات قامت أيضاً بإغلاق العديد من مساجد المنطقة ومنع الصلاة فيها، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية لميلشياتها.

وأكدت التقارير أن الحوثيين قاموا باستحداث سجون ومعتقلات في المنطقة، يمارس فيها أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، إلى جانب زراعة الألغام وممارسة الإخفاء القسري بحق شباب محافظة الحديدة.