يدرك المتابع للشأن المصري أن الرئيس المعزول محمد مرسي كان له دور في تفشي العنف في بلاده عبر إجراءات عدة، بينها قرارات العفو عن محكومين بقضايا إرهاب، وذلك خلال عهده الذي استمر عاما فقط قبل أن يتم عزله اثر احتجاجات شعبية حاشدة.
ومرسي، الذي حكم البلاد بقبضة "إخوانية" من 30 يونيو 2012 إلى 3 يوليو 2013، أصدر نحو 8 قرارات عفو عن زهاء 2500 محكوم بقضايا إرهاب وتهريب أسلحة إلى سيناء واغتيالات لقيادات أمنية وغيرها من التهم الخطيرة.
ومن بين المعفى عنهم قيادات في جماعة الإخوان، التي حظرها العهد الجديد وصنفها جماعة إرهابية، وشخصيات إرهابية تنتمي لجماعات أخرى، متورطة في هجمات إرهابية أوقعت عشرات القتلى وتسببت في إضرار اقتصادية هائلة للبلاد.
ومعظم الشخصيات التي عفى عنها "عهد الإخوان"، سارعت عقب إطلاق سراحها إلى العودة إلى الإرهاب، وحتى كان لبعضها دور في إطلاق جماعات متشددة، استهدفت بأعمالها الإرهابية الجيش والشرطة والمدنيين، وأضرت بالسياحة واقتصاد البلاد.
وأمس الأحد، كشف المتحدث العسكري للجيش المصري عن "مفاجأة إخوانية" جديدة، وهي "أبو أنس الأنصاري" الذي قتل من جراء غارة جوية استهدفت موقع لتنظيم أنصار بيت المقدس الذي بايع داعش وغيره اسمه لـ"ولاية سيناء" في نوفمبر 2014.
والأنصاري، واسمه الحقيقي سالم سلمى الحمادين، وقد أطلق سراحه بموجب أحد قرارات مرسي، التي يبدو أنها كانت من أبرز الأسباب لتقوية شوكة الإرهاب في مصر.
وكأن مرسي، ومن ورائه الإخوان، كان يدرك جيدا أن عهده في الحكم لن يطول، لذا أطلق مئات الإرهابين كقنابل موقوتة، مستعدة لنشر الإرهاب في مصر فور سقوطه بإرادة شعبية.
وأبو أنس الأنصاري هو إحدى هذه القنابل الموقوتة، فقد كان أحد مؤسسي تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، ومن أبرز قيادات التنظيم بشمال سيناء، والمسؤول عن تسليح وتدريب العناصر التكفيرية"، حسب بيان المتحدث العسكري.
ونعت داعش الأنصاري، الذي وصفته بأنه كان عضوا في تنظيم "التوحيد والجهاد" في سيناء، المؤيد لتنظيم القاعدة، والذي شن هجمات دامية ضد المنتجعات السياحية في سيناء بين عامي 2004 و2006، بينها هجوم طابا الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.
وجرى توقيف الأنصاري قبل أن يهرب من السجون المصرية إبان الثورة ضد الرئيس الاسبق حسني مبارك العام 2011، لكنه أوقف مجددا قبل أن يطلق سراحه بموجب العفو الذي صدر في مرسي.
ويقول تنظيم داعش إن الأنصاري "من أوائل المنضمين" إلى "ولاية سيناء" الذي صعد من عملياته الإرهابية ضد الجيش والشرطة والمدنيين في سيناء، بعد عزل مرسي إثر احتجاجات شعبية مناهضة لحكم الإخوان المصنفة بدورها جماعة إرهابية.
وعليه، فإن مرسي أطلق سراح "الأنصاري" رغم أنه متورط بهجمات إرهابية استهدفت المدنيين، وأتاح له تأسيس جماعة إرهابية تعد في الوقت الراهن من أخطر التنظيمات التي تسعى لزعزعة استقرار مصر.