رد النظام السوري على استهداف الصواريخ الأميركية لمطار الشعيرات العسكري وسط حمص فجر الجمعة، ببيان عسكري "يجعل واشنطن شريكا لداعش والنصرة"، في حين أكدت وزارة الدفاع في الولايات المتحدة أن الضربة تمثل "ردا متناسباً لهجوم الأسد الشائن".
وتعني البنتاغون بـ"هجوم الأسد الشائن" الهجمات الكيماوية التي شنتها طائرات تابعة لنظام الرئيس السوري على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب الثلاثاء الماضي ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأثار ردود فعل غاضبة حول العالم.
ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يتهم فيها نظام الأسد بشن هجمات كيماوية على المدنيين، فإن الضربة الأميركية تعد غير مسبوقة، الأمر الذي يمثل انقلابا واضحا من الإدارة الجديدة برئاسة دونالد ترامب على تراخي الرئيس السابق، باراك أوباما.
وبيان البنتاغون يؤكد عزم واشنطن عدم التساهل إزاء مثل هذه الهجمات، وقالت، في بيانها، "قامت القوات الأمريكية بتوجيه من الرئيس بضربة صاروخية على مطار تابع للقوات الجوية السورية..".
و"استهدفت الضربة مطار الشعيرات في محافظة حمص، وجاءت رداً على الهجوم الذي شنته الحكومة السورية بالأسلحة الكيمياوية في 4 أبريل في خان شيخون، والذي أسفر عن مقتل وجرح المئات من السوريين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال".
وأضاف البيان "وتم توجيه الضربة باستخدام صواريخ توماهوك الهجومية البرية أطلقت من المدمرتين "يو.أس.أس.بورتر"و"يو.أس.أس.روس" في شرق البحر الأبيض المتوسط".
و"استهدف ما مجموعه 59 صاروخاً مماثلاً الطائرات، ومضادات الطائرات، ومخزونات النفط واللوجستيات، ومخابئ إمدادات الذخائر، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات".
و"كما هو الحال دائماً، اتخذت الولايات المتحدة تدابير استثنائية لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين والامتثال لقانون النزاع المسلح. وقد اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لتنفيذ هذه الضربة بأقل قدر من المخاطر على الموظفين في المطار"، وفق بيان البنتاغون.
وأردف "تمثل الضربة رداً متناسباً لهجوم الأسد الشائن. تم استخدام مطار الشعيرات لتخزين الأسلحة الكيمياوية والقوات الجوية السورية..".
و"يقيّم مجتمع الاستخبارات الأميركي بأنّ الطائرة التي شنت الهجوم بالأسلحة الكيميائية قد انطلقت من الشعيرات في 4 أبريل. وقد هدفت الضربة إلى ردع النظام عن استخدام الأسلحة الكيمياوية مرة أخرى".
و"قد تم إخطار القوات الروسية قبل الضربة باستخدام خط تجنب تداخل العمليات. وقد اتخذ المخططون العسكريون الأميركيون احتياطات لتقليل المخاطر على الموظفين الروس أو السوريين الموجودين في المطار".
و"تشير الدلائل الأولية إلى أنّ هذه الضربة قد ألحقت أضرار بالغة أو دمرت الطائرات السورية و البنية التحتية و المعدات الداعمة في مطار الشعيرات، مما قلل من قدرة الحكومة السورية على تسليم الأسلحة الكيميائية. ولن يتم التسامح مع استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الأبرياء".
أما دمشق فقد ردت على الضربات الجوية قائلة في بين "للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة": "عدوان سافر استهدف إحدى قواعد الجيش العربي السوري الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ" ما أدى إلى" مقتل ستة أشخاص و"سقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار ماديّة كبيرة".
وأضاف أن "هذا العدوان الأميركي المدان يؤكد استمرار الاستراتيجية الأميركية الخاطئة ويقوض عملية مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش العربي السوري ويجعل الولايات المتحدة الأمريكية شريكا لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية..".
وأوضحت أن "إقدام الولايات المتحدة الأميركية على محاولة تبرير هذا العدوان بذريعة استخدام الجيش العربي السوري للسلاح الكيماوي في خان شيخون دون معرفة حقيقة ما جرى وتحديد المسؤول عنه من شأنه أن يبعث برسائل خاطئة للمجموعات الإرهابية تجعلها تتمادى في استخدام السلاح الكيماوي مستقبلاً كلما تعرضت لخسائر كبيرة في ميدان المعركة".