يمضي جيش الاحتلال الإسرائيلي قدما في إقامة جدار طموح تحت الأرض على الحدود مع غزة، للكشف عن الأنفاق والحيلولة دون تسلل أشخاص من القطاع إلى جنوب إسرائيل.
وتحدث مسؤولون إسرائيليون، الخميس، عن مشروع سري سيشكّل رادعاً كبيراً ضد ما تراه إسرائيل تهديدا استراتيجيا منذ الحرب الأخيرة مع حركة حماس، والتي كشفت عن كم هائل من الأنفاق.
جعلت إسرائيل الكشف عن الأنفاق الممتدة من غزة أولوية، وفي الأشهر الأخيرة أزالت ثلاثة منها في الأقل عبر مجموعة من العمليات الاستخباراتية والعسكرية والتكنولوجية.
بدأت إسرائيل بناء جدار تحت الأرض بطول 64 كيلومترا الصيف الماضي، بهدف منع الفلسطينيين من التسلل نحو المجتمعات الإسرائيلية عبر الحدود. ويبلغ عمق الجدار مئات الأقدام، كما أنه مزود بأجهزة استشعار ويعلوه سياج بارتفاع 26 قدما.
في السياق، قال الناطق باسم جيش الاحتلال الكولونيل جوناثان كونريكوس في إيجاز للصحافيين عند الحدود الخميس، إن "التكنولوجيا تحدث اختراقا بالفعل"، باعثاً رسالة إلى حماس مفادها بأن إسرائيل بات تمتلك منظومة بإمكانها رصد وتدمير الأنفاق.
وأضاف كونريكوس أن الجدار المضاد للأنفاق قيد الإنشاء "يشكّل تحديا كبيرا لأي شخص يدخل الأنفاق متسللا"، دون أن يوضح مزيدا من التفاصيل.
وتم حشد آلات حفر وخلاطات الخرسانة ومئات العمال لإتمام بناء الجدار الجديد بحلول منتصف العام 2019 بتكلفة نحو 700 مليون دولار.
وتعمل الفرق 24 ساعة في اليوم و6 أيام في الأسبوع، قد تم حتى الآن إكمال 4 كيلومترات من الجدار الذي يمتد لقرابة 64 كيلومترا.
ويخشى مسؤولون عسكريون إسرائيليون ترسيب معلومات عن الجدار، وهم متحفظون إزاء مناقشة التفاصيل التي تتعلق بقدرات الكشف عن الأنفاق بالجدار، أو على وجه التحديد إلى أي مدى يمتد في الأرض.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز لوكالة "اسوشيتد برس": "إنه عميق بما فيه الكفاية".
وبينما رفعت رافعات أقفاص حديد التسليح التي يبلغ طولها 25 مترا في الهواء، قال المسؤول: "يتم لحامها معا" لتشكيل العمود الفقري المقوى بالجدار الخرساني.
من جهته، قال حازم قاسم، المتحدث باسم حركة "حماس"، إن الحركة سوف تجد طريقة للتحايل على الجدار، مضيفاً: "إن شعبنا أثبت أنه قادر دائما على إيجاد السبل والآليات للتغلب على كافة الإجراءات التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي، ولدى شعبنا طرق كثيرة للدفاع عن نفسه".