* قلق إسرائيلي تزامناً مع نقل السفارة الأمريكية في ذكرى النكبة

* ترامب يتحدث عبر الفيديو خلال تدشين السفارة الأمريكية في القدس

غزة - عزالدين أبو عيشة، وكالات

استشهد فلسطيني وأصيب مئات آخرون بالرصاص الحي والمطاطي واستنشاق الغاز المسيل للدموع الذي اطلقه جيش الاحتلال في يوم الجمعة السابعة والأخيرة والتي أطلق عليها الفلسطينيون مسمى "جمعة النفير والنذير" في سلسلة من موجة الاحتجاجات التي يشهدها القطاع منذ عدة أسابيع، من اجل مسيرة العودة الكبرى، في إشارة إلى التحدي والمقاومة التي يبديها الفلسطينيون قبل ساعات من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وذلك حسب ما هو مقرر في 14 مايو الجاري.

وأعلن المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان صحافي "استشهد جبر سالم أبو مصطفى "40 عاماً" بطلق ناري في الصدر أطلقته قوات الاحتلال الصهيوني شرق خان يونس جنوب القطاع".

وأضاف أن "731 شخصاً أصيبوا بجروح مختلفة منهم 200 بالرصاص الحي والشظايا، بينهم 10 في حالة خطيرة" في المناطق الشرقية الحدودية لقطاع غزة.

وأشار إلى أن "305 مصابين بينهم 38 طفلاً و12 سيدة نقلوا إلى المستشفيات المختلفة لتلقي العلاج" لافتاً إلى وجود 3 مسعفين بين المصابين.

وبذلك يرتفع إلى 53 عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص جيش الاحتلال منذ بدء الاحتجاجات في 30 مارس الماضي والتي أصيب أيضاً خلالها الآلاف. ولم تسجل إصابات في الجانب الإسرائيلي.

ومن بين الجرحى أصيب صحافيين، أحدهم مصور فلسطيني من قطاع غزّة، والأخر صحافي أجنبي ألماني الجنسية، أصيب بقنبلة غاز في قدمه، جاء للقطاع لرصد ومتابعة الأحداث الجارية في مسيرة العودة.

وبحسب شهود عيان فإن الصحافي الأجنبي كان يقف في منطقة أمنة ويلبس الشارات الصحافية المتعارف عليها دولياً وهي خوذة الرأس، والدرع الصحفي الواقي، ويحمل الكاميرا، وأن الطواقم الطبية تعاملت معه مباشرة ونقلته إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

وأطلق الاحتلال في الجمعة السابعة لمسيرة العودة الرصاص الحي المباشر على المتظاهرين، وقنابل الغاز المسيلة للدموع، واستخدم مكبرات الصوت لترويع الفلسطينيين.

وعمل جيش الاحتلال على زيادة التعزيزات العسكرية على الحدود بشكل ملحوظة، من أسلاك شائكة وسواتر ترابية وقناصة واليات، بهدف التصدي للطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي يطلقها المتظاهرون.

وتجمع آلاف الفلسطينيين على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. وفي حين يبقى معظم المتظاهرين على مسافة من الحاجز الحدودي مع إسرائيل الذي يحرسه جنود مدججون بالسلاح، يتحدى بعضهم الخطر ويقترب من الحاجز لرمي الحجارة باتجاه الجنود أو يحاولون العبور عنوة.

واشعل الشبان عدداً من إطارات السيارات، بينما شوهدت في الأجواء عشرات الطائرات الورقية حمل بعضها بزجاجات حارقة، لكن طائرات إسرائيلية يتم التحكم بها عن بعد كانت تلاحقها لإسقاطها.

وسقط عدد من الطائرات على الجانب الإسرائيلي من الحدود حيث تصاعد دخان حريق أوقعته، وظهر عدد من الجنود الإسرائيليين وهم يخمدون الحريق.

وقام متظاهرون بسحب جزء من الأسلاك الشائكة التي يضعها الجيش على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي.

وشوهد عدد من الجنود الإسرائيليين وهم يطلقون الرصاص وقنابل الغاز من وراء غرف أسمنتية نصبت عليها رشاشات.

ويخشى الإسرائيليون من تدهور الأوضاع في 15 مايو الجاري، الذي يصادف الذكرى السبعين لقيام إسرائيل ونكبة الشعب الفلسطيني، وموعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي حظي برفض فلسطيني وعربي وإسلامي ودولي، كونه يخالف الاتفاقيات الدولية.

ولا يزال آلاف المواطنين يزحفون بالقرب من السياج الحدودي للقطاع، تمهيداً للمشاركة الكبرى في يوم 14 مايو، حيث دعوة اللجنة العليا لمسيرة العودة إلى قص السلك واجتيازه، رفضاً لتنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

ولا تزال أجواء قطاع غزة تشهد حركة طيران واستطلاع إسرائيلية كثيفة وعلى مستويات منخفضة منذ صباح الجمعة، وتتركز على الحدود الشرقية للقطاع، مكان التظاهرات السلمية في مخيمات العودة.

وفي كلمة أمام المتظاهرين شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة قال رئيس حماس إسماعيل هنية "سنحول النكبة التي حلت على فلسطين إلى نكبة تحل على المشروع الصهيوني".

وتابع "سنكون على موعد مع الزحف الكبير في 14 و 15 مايو كل الشعب الفلسطيني سيكون في شوارع فلسطين وسيزحف شعبنا من مخيمات لبنان إلى حدود فلسطين الشمالية كما يزحف أهلنا في الأردن إلى مشارف فلسطين".

وأطلقت الهيئة الوطنية العليا المشرفة على "مسيرة العودة" في بيان اسم "مليونية العودة" على احتجاجات الإثنين.

ويتجمع فلسطينيون من قطاع غزة منذ يوم الأرض في 30 مارس بالآلاف قرب الحدود مع الاحتلال خصوصاً يوم الجمعة للمطالبة بحقهم في العودة إلى أراضيهم التي طردوا منها أو غادروها عند قيام إسرائيل في 1948.

ومن المتوقع أن يتجمع الآلاف على طول الحدود الإثنين تزامناً مع افتتاح مقر السفارة الأمريكية في القدس.

وهناك مخاوف من أن يحاول متظاهرون اقتحام السياج الفاصل ما سيؤدي الى المزيد من إراقة الدماء.

وكان زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار أعلن الخميس أنه لا يرى ضيراً من قيام آلاف الفلسطينيين باقتحام السياج الحدودي مع إسرائيل خلال الاحتجاجات المقررة الأسبوع المقبل.

ومن المتوقع أن تبلغ التظاهرات قرب الاحتلال مع قطاع غزة ذروتها في الذكرى السبعين للنكبة في 15 مايو.

والهدف من الاحتجاجات المطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

وتفرض إسرائيل منذ أكثر من 10 سنوات حصاراً محكماً جواً وبحراً وبراً على نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة.

من جانبها، أعلنت السفارة الفلسطينية قي القاهرة الجمعة في بيان صحافي ان "السلطات المصرية قررت فتح معبر رفح البري أربعة أيام بدءاً من السبت وحتى الثلاثاء لسفر وعودة المواطنين في الاتجاهين".

وفي القدس المحتلة، قال المنسق الإعلامي بدائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس فراس الدبس إن نحو 60 ألفاً شاركوا بصلاة الجمعة برحاب المسجد الأقصى المبارك.

وبدأت وفود المصلين الوصول إلى المسجد المبارك منذ ساعات الصباح قادمة من مختلف ضواحي وأحياء القدس، فضلاً عن مشاركة عدد كبير من مسلمي جنسيات أجنبية.

وتزامنت صلاة الجمعة مع إجراءات مشدّدة فرضتها سلطات الاحتلال على المدينة المقدسة، ضمن استعداداتها الأمنية غير المسبوقة في القدس للاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة بعد عدة أيام.

وشملت الإجراءات تسيير ونصب دوريات عسكرية وسط المدينة وفي الشوارع المتاخمة المحاذية لسور القدس التاريخي، ونصب حواجز مباغتة وطيارة في الشوارع والطرقات بمحيط المدينة المقدسة.

وفي الضفة الغربية، شارك العشرات في مسيرة قرية بلعين السلمية الأسبوعية المناهضة لجدار الضم والتوسع العنصري، الجمعة، كما خرجت مظاهرات مختلفة في محافظات الضفة للتنديد بنقل السفارة إلا أن جنود الاحتلال تصدوا لهم بالنار والرصاص المطاطي والقنابل اليدوية.

وأصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع بكثافة خلال المواجهات التي اندلعت عقب صلاة الجمعة، في محيط باب الزاوية وسط الخليل.

وأصيب 4 شبان بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، خلال المواجهات التي اندلعت بين الشبان وجيش الاحتلال، عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة وسط الضفة الغربية.

وقمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت من مدينة البيرة نحو المدخل الشمالي للمدينة، حيث أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط بكثافة نحو الشبان.

وفي الاراضي المحتلة، فشل مستوطنون في إطلاق طائرات ورقية مشتعلة تجاه قطاع غزة، فأحرقوا برجاً عسكرياً في مستوطنة، وقال جيش الاحتلال إنه اعتقل 3 مستوطنين قاموا بإطلاق طائرات ورقية تحمل مواد مشتعلة قرب منطقة السياج الحدودي مع قطاع غزة.

من جانبها، قالت شرطة الاحتلال إن المستوطنين الثلاثة تسببوا باندلاع حريق في أحد الحقول الزراعية وفي برج عسكري في المستوطنة، قبل أن تتم السيطرة عليه.

في المقابل، أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي لحظة إطلاقه بالونات بألوان علم فلسطين شرق مدينة غزة.

وقال منظمو الاحتجاجات التي تنظم تحت عنوان "مسيرة العودة الكبرى" إنهم يتوقعون توافد عشرات الآلاف من سكان غزة إلى المخيمات المقامة على الحدود في الأيام المقبلة.

وتبلغ الاحتجاجات ذروتها في أيام الجمعة، ويتوقع أن تبلغ أوجها يوم 15 مايو إحياء لذكرى النكبة التي شهدت تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين مع قيام دولة الاحتلال في عام 1948.

وقال شهود إن جنودا إسرائيليين استخدموا طائرات بدون طيار لإسقاط طائرات ورقية مشتعلة أطلقها المحتجون فوق الحدود في محاولة لإشعال النار في الأحراش وتشتيت القناصة.

في شان متصل، سيتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين عبر الفيديو خلال حفل تدشين السفارة الأمريكية في القدس التي اعترف بها عاصمة لإسرائيل، كما أعلن الجمعة مسؤول أمريكي كبير.

وقال المصدر للصحافيين دون أن يكشف ما إذا يتعلق الأمر برسالة مسجلة مسبقاً أو مباشرة "إن الرئيس حسب علمي سيتحدث إلى المدعوين عبر الفيديو". وتدشن الولايات المتحدة الإثنين سفارتها في القدس رغم استياء الأسرة الدولية والفلسطينيين.

وكان ترامب أعلن في 6 ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل أبيب وفقاً لوعد قطعه خلال حملته الانتخابية وخلافا لتوافق دولي حول الموضوع منذ عقود.

وكان الرئيس الأمريكي اعرب عن الأمل في حضور حفل التدشين لكنه سيمثل بمساعد وزير الخارجية جون سوليفان وابنته إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر مستشار البيت الأبيض.

وقال المسؤول الأمريكي الذي كان يتحدث من تل أبيب "إننا في غاية السرور وننتظر بفارغ الصبر المشاركة في هذا الحدث التاريخي".

وأوضح أنه يتوقع مشاركة "800 شخص" بينهم وفد كبير من الكونغرس الأمريكي في حفل تدشين السفارة في مقرها الموقت في القنصلية الأمريكية سابقا بانتظار تشييد المبنى الجديد.

لكنه أوضح أن الحفل سيكون "ثنائياً" أمريكياً إسرائيلياً مقللاً من أهمية المعلومات التي تحدثت عن مقاطعة بلدان عدة لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأضاف المسؤول أنه ليس على علم بلقاءات محتملة مرتقبة بين أعضاء الوفد الأمريكي ومسؤولين فلسطينيين.

ويرفض الفلسطينيون أي اتصال مع الأمريكيين بشأن عملية السلام مع إسرائيل منذ إعلان ترامب حول نقل السفارة الأمريكية باعتبار أن إدارته لم تعد وسيطاً نزيهاً.

واكد المسؤول الكبير أن القرار الأمريكي الذي لا يزال يغضب الفلسطينيين قائم على "المصالح الأمريكية" ولم يتخذ للحصول على شيء في المقابل من تل أبيب.