* وفاة شخصين وإصابة 96 شخصاً منذ ظهور المرض في 7 أغسطس بعد 22 عاماً

الجزائر - جمال كريمي، (أ ف ب)

أكد مدير الوقاية بوزارة الصحة الجزائرية الدكتور جمال فورار ان مرض الكوليرا الذي تسبب في حالتي وفاة "يقترب من النهاية".

وصرح الدكتور فورار أنه "لم يبق في المستشفى سوى 3 مرضى (...) ودورة الوباء تقترب من النهاية (...) كل المؤشرات تقول إنها النهاية"، لكن تبقى "الفوبيا" من وجود المرض قائمة بين الجزائريين.

ومنذ عودة ظهور المرض في 7 أغسطس بعد 22 سنة من الاختفاء، تم تسجيل 98 اصابة مؤكدة توفي منها مريضان. وكانت آخر حصيلة بتاريخ 1 سبتمبر تشير إلى 78 حالة مؤكدة.

وبعد 5 أيام دون اكتشاف إي إصابة جديدة، ظهرت حالة الأحد في البليدة وهي المنطقة الأكثر إصابة بالوباء وتقع على بعد 50 كلم جنوب غرب العاصمة الجزائرية، بحسب جمال فورار.

ولأول مرة تم تسجيل حالة جديدة خلال الايام الاخيرة في وهران "400 كلم غرب الجزائر"، كما اكد فورار الذي اوضح ان المريض لم يصب في المدينة.

وكان المرض محصورا في مناطق وسط البلاد وخاصة البليدة والولايات القريبة منها مثل العاصمة وتيبازة اضافة إلى إصابات قليلة جداً في مناطق أخرى مجاورة.

وأضاف أن تحقيقاً يجري حالياً لمعرفة مصدر هذه الإصابة، كما يجب انتظار عشرة أيام بعد آخر إصابة قبل الحكم إن كان المرض قد اختفى.

وفي وقت سابق، أكدت وزارة الصحة الجزائرية، وجود "انخفاض محسوس" لعدد حالات الإصابة بالكوليرا المشتبه، بعد التوصل لمصدر الداء وهو وادي بني عزة بمحافظة البلدية 50 كم غرب العاصمة، وخلف الداء حتى الساعة وفاة شخصين، وتأكيد إصابة 74 آخرين غادروا المسشتفيات.

وقالت وزارة الصحة، في بيان، ان "نتائج المتابعة اليومية للوضعية الوبائية لداء الكوليرا تتلخص في انخفاض ملحوظ لعدد الحالات المشتبه فيها التي تم استشفاؤها خلال الأيام الأخيرة ولم تسجل أي حالة حتى 5 سبتمبر 2018، وأضافت أن "6 مرضى لا يزالون ماكثين في المستشفى" وأن "بقية المرضى غادروا المستشفى بعد تماثلهم التام للشفاء".

في ذات السياق، أكدت وزارة الصحة الجزائرية أن "الوباء يبقى محصوراً على مستوى محافظة البليدة فقط، حيث تم تحديد مصدر الوباء المتواجد بوادي بني عزة بنفس المحافظة".

ورغم التطمينات الحكومية، بسيطرتها على الوضع، إلا أن حالة من "الفوبيا" تسيطر على المواطنين، بعد الحديث عن إمكانية انتقال العدوى لهم من الفواكه والخضروات، كون أنها مسقية بمياه الصرف الحي، ولهذا لجأ العديد من المواطنين إلى استهلاك العجائن فقط، وقام عدد من المحافظين في مختلف مناطق البلاد، بإتلاف مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية التي ثبت أنها مسقية بمياه الرف الصحي، مع متابعة الفلاحين المتورطين في ذلك.

وسبق لنقابات قطاع التربية، المطالبة بتأجيل الدراسة، فيما بدأت الأربعاء الماضي، بدعوى حماية التلاميذ، الأمر الذي رفضته وزيرة القطاع نورية بن غبريت، وطمأنت أولياء الأمور بأنه سيتم اتخاذ إجراءات صارمة للتوعية والحفاظ على نظافة المؤسسات التربوية.

وأخذ ملف الكوليرا بعدا سياسيا، حيث أعلن وزير الصحة مختار حسبلاوي، أن رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة يتابع القضية شخصيا، وذكر انه يتلقى اتصالات يومية من طرفه يستفسره عن صحة المواطنين.

لكن اللافت في تسيير الأزمة من طرف الوزير وهو بروفيسور في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، حالة الاضطراب التي أبان عليها، حيث أعلن في وقت سابق أنه سيتم القضاء على الداء في غضون 3 أيام، ليصدر بيان تكذيب من الوزارة بعد 24 ساعة تنفي تلك التصريحات، رغم أن وسائل الإعلام قد وثقت تصريحه السابق، زيادة على التراشق بالاتهامات بين عدة قطاعات حكومية، وهي المياه بعد صدور تصريحات لقطاعات في وزارة الصحة تقول إن أصل الداء هو مياه الحنفيات "الصنابير:، الأمر الذي نفته وزارة الموارد المائية، ثم تم توجيه أصابع الإتهام إلى المنتجات الفلاحية، لتنفي وزارة الفلاحة أي علاقة للداء بالمنتجات الزراعية، وتأكيد سلامتها من أي مكروبات.

ودفع محافظ البليدة مصطفى لعياضي "الثمن"، والذي أقيل من طرف الرئيس بوتفليقة، نتيجة لعدم سيطرته على تسيير الأزمة، ومن صورها فرار عدد من المصابين بداء الكوليرا من مستشفى الأمراض المعدية ببوفاريك - في محافظة البليدة -، قبل استكمال العلاج، وتم تكليف الشرطة بتأمين المستشفى لمنع تكرار حالات الفرار، زيادة على ما قيل إنه تعالي منه في كيفية حديث "المحافظ المقال" مع المرضى.

كما تفاعل نواب البرلمان مع ملف الكوليرا، وطالبوا بفتح تحقيق حكومي موسع، وقدمت الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم استجوابا كتابيا للحكومة حول ظهور وباء الكوليرا في الجزائر.

وأكد وزير الصحة الجزائري مختار حسبلاوي الثلاثاء أن مرض الكوليرا الذي تسبب في حالتي وفاة منذ 7 اغسطس هو "تحت السيطرة"، كما نقلت وكالة الانباء الجزائرية.

وقال الوزير "الوضعية وفقا لما عرضه الخبراء هي تحت السيطرة، فيما سيتم الإبقاء على نظام اليقظة إلى غاية فهم الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذه الحالة الصحية الاستعجالية وإلى غاية عدم تسجيل أي حالة مشتبه فيها".

وبحسب حصيلة رسمية فان 10 مرضى فقط مازالوا في المستشفى من أصل 74 مريضا تم التأكد من إصابتهم بالكوليرا منذ طهور الوباء بعد 22 سنة.

ومنذ 29 اغسطس لم تعلن السلطات عن أي حالة جديدة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فان فترة ظهور المرض بعد الاصابة بالبكتيريا تصل الى 5 أيام بينما يمكن ان تعيش في جسم الانسان لمدة عشرة أيام لدى الاشخاص الاصحاء.

وقام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بإقالة والي البليدة حيث ظهر أكبر عدد من المرضى، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية نقلته وسائل اعلام حكومية.

واشارت وسائل اعلام الى ان سبب الاقالة حالة انعدام النظافة في ولاية البليدة الواقعة على بعد 50 كلم عن العاصمة الجزائرية، إضافة الى عدم التعاطف مع مريضة بالكوليرا طلبت الحديث معه كما أظهرت صور بثتها قنوات التلفزيون الخاصة.

وظهر الوالي مصطفى العياضي في الصور بعيداً عن بوابة مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك وهو يتحدث إلى المريضة جاهلاً بكيفية انتقال المرض.

وتعرضت السلطات السياسية والصحية الى انتقادات حادة، بسبب الفوضى التي رافقت التعاطي الرسمي مع ظهور وباء الكوليرا والتأخر في الإعلان عنه.

وتعرض وزير الصحة نفسه الى الانتقاد من قبل الصحف، بسبب غيابه وصمته عند بدء ظهور المرض.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فان فترة ظهور المرض بعد الاصابة بالبكتيريا تصل إلى 5 أيام بينما يمكن ان تعيش في جسم الإنسان لمدة عشرة أيام لدى الأصحاء.

والكوليرا هي عدوى معوية حادة تنجم عن تناول طعام أو مياه ملوثة تسبب الإسهال والقيء ويمكن أن تؤدي إلى الجفاف الشديد والموت في غياب العلاج الفوري.