نشبت مجموعة واسعة من الحرائق في محافظات سورية، أتت على مساحة كبيرة من المزروعات والمحميات الطبيعية ووصلت في بعض مناطق محافظة اللاذقية، إلى بعض المباني التابعة لحكومة النظام، بعدما عجزت طواقم الإطفاء عن إخمادها.
واندلعت النيران التي عادة ما تنشب في هذا الوقت من السنة، نظراً لقوة حركة الرياح والجفاف الذي يعم المنطقة، في مناطق في محافظات طرطوس وحمص والسويداء واللاذقية، وكان للأخيرة النصيب الأكبر في اتساع مساحة الحرائق التي ضربت جزءا واسعاً من الغابات المنتشرة من شمالي اللاذقية إلى جنوبها، وكذلك باتجاه المناطق الجبلية في الشرق، ووصلت الحرائق إلى قرى "جبلة" وريفها، ثم صعوداً باتجاه قرى "البودي" وبشيلي" و"عين الشرقية" وقرى أخرى كثيرة.
وبحسب إعلام النظام، فقد أفادت "سانا" بوصول الحرائق إلى منطقة القرداحة، مسقط رأس آل الأسد، وحاصرت مستشفى "الباسل" التابع لحكومة الأسد، مما حدا بالأخيرة لنقل مرضى المستشفى لمذكور، إلى مستشفى آخر، في "جبلة" بعد اقتراب الحرائق المدمرة منه وانتشار الدخان في أروقة المبنى.
دمار مستودعات شركة التبغ
وأكدت مصادر النظام السوري أن الحرائق دمرت في شكل شبه كامل، مستودعات شركة التبغ التابعة له في القرداحة. وبحسب الصور المتناقلة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الحرائق دمرت جزءا كبيرا من مستودعات التبغ في المنطقة. وأكدت وكالة إعلام النظام، سانا، في وقت لاحق، السبت، خبر التدمير الذي طال مستودعات شركة التبغ، جراء الحرائق التي ضربت أجزاء واسعة من ريف المنطقة، في الريف الممتد من شمال اللاذقية، إلى أقصى مناطق الساحل في ريف محافظة طرطوس، جنوباً.
وأسفر الحريق الذي ضرب مبنى مستودعات شركة التبغ، عن أضرار وتلفيات كبيرة جدا، بعدما أتت النيران على أربع مخازن تابعة للشركة المملوكة للنظام، وقامت سيارة إطفاء تابعة للقوات الروسية المتمركزة في المنطقة، بمساعدة طواقم النظام، على إخماد حريق مخازن شركة التبغ.
وذكر عدد من الأهالي، في مدينة "جبلة" أن الحرائق وصلت إلى حدود منطقة "حميميم" التي تتمركز فيها القوات الجوية الروسية، وأن الطواقم الروسية بدأت باستخدام الطائرات لإخماد النيران، فيما انتقدت شخصيات موالية للنظام، عدم مسارعة القوات الروسية للمساعدة بإخماد حرائق المنطقة.
من شمال اللاذقية إلى جنوبها
واستدعى النظام، مختلف طواقم الإطفاء المنتشرة في مناطق سيطرته للمساعدة على إخماد الحرائق التي ضربت مناطق واسعة من محافظات حمص واللاذقية وطرطوس. وأكدت الأنباء الواردة من المنطقة أن النيران أدت إلى احتراق عدد من المنازل في ريف طرطوس، وأدت إلى دمار واسع في البيوت البلاستيكية المخصصة للزراعات المحمية. وامتدت النيران في مناطق واسعة من ريف طرطوس الشمالي والشمالي الغربي، فالتقت مع النيران الناشبة في مناطق جبلة واللاذقية، بدءا من منطقة "بانياس" المحاذية لحدود "جبلة" التي امتدت فيها النيران وأتت على مساحة واسعة من المناطق الزراعية والحراجية.
وعلى غرار ما حصل من احتراق لبعض المباني التابعة لحكومة النظام، في ريف اللاذقية، فقد وصلت النيران في محافظة طرطوس، إلى محطة ضخ المياه في منطقة "بلغونس" وتمكن موظفو الشركة بمساعدة واسعة من الأهالي، من منع تقدم النيران على محطة الضخ، فيما أكد إعلام النظام أن أهالي المنطقة غادروا بيوتهم بعدما حزموا أمتعتهم، خوفا من وصول النيران إليهم.
النظام يتهم الفلاحين
وفيما تعكف جهات في النظام السوري، على اتهام جهات مجهولة بافتعال الحرائق، أكد محمد حسان قطنا، وزير الزراعة في حكومة الأسد، في تصريح لسانا، الجمعة، أن 72% من الحرائق التي ضربت محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، سببها قيام الفلاحين بحرق الأعشاب اليابسة في حقولهم، ثم تأتي الرياح شديدة السرعة، والتي تصل سرعتها إلى 70 كيلومترا في الساعة، لتزيد في منطقة الحريق، ليمتد لاحقا وينتشر بسرعة، ويشمل مناطق واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون وغيرها.
وشهد ريف محافظة حمص الغربي، نشوب حرائق واسعة في "الزويتية" و"المزينة" وبلدة "حبنمرة" في تلكلخ و"قلع السقا" و"برج المكسور" و"الجويخات" ووصلت إلى بعض بيوت أهالي المنطقة في بلدة "حبنمرة" بحسب إعلام النظام.
وأدت الحرائق التي ضربت محافظة اللاذقية، إلى وفاة شخصين اختناقا، وإصابة عدد آخر، نتيجة استنشاق دخان الحرائق التي اندلعت في منطقة "بلوران" و"دفيل" فيما ضربت النيران مناطق سياحية مشهورة، في ريف اللاذقية، كأم الطيور ورأس البسيط.
هؤلاء يرتكبون جرائم الحرائق
وكانت حرائق عدة قد ضربت مناطق واسعة في محافظة السويداء، جنوبي البلاد، بدءا من السابع من الشهر الجاري، ووصلت النيران إلى بلدات القريا والمنيذرة والكارس وألحق أضرارا كبيرة ببساتين الزيتون والعنب، بعدما كانت الحرائق قد أتت على مناطق عديدة في المحافظة، في الفترات القريبة السابقة.
وبحسب إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والمعروفة اختصارا، بالفاو، فإن أكثر من خمسين ألف حريق يندلع في مناطق مختلفة، وبشكل سنوي، من حوض البحر الأبيض المتوسط، مؤكدة في هذا السياق، أن أكثر من 95% من تلك الحرائق، أسبابها بشرية، إمّا من خلال الإشعال المتعمّد، أو الإشعال بسبب الإهمال، كإلقاء أعقاب السجائر المشتعلة، والتعامل بلامبالاة مع شواء اللحم في المناطق الحراجية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة.
أمّا في ما يخص سوريا، بموضوع حرائق الغابات، فقد أكدت منظمة الأغذية والزراعية العالمية، بأن 95% من مجمل الحرائق التي تضرب غاباتها وأحراجها، فسببها بشريّ خالص، كالإهمال بحرق الأعشاب أو سواها، أو ما يقوم به "الرجال" فهم مسؤولون "عادةً عن الحرائق الإجرامية" التي تنشب ما بين القرى والأحراج.
وكانت المنظمة الدولية، قد قدرت ومنذ سنوات، بأن عدد حرائق الغابات تضاعف في سوريا، إلى خمسة أضعاف، في أقل من 10 سنوات.
وكانت الحكومة الإيطالية قد مولت مشروعاً لزيادة الوعي بالبيئة وطرق التعامل مع الحرائق، في عام 2004، في محافظة اللاذقية المتوسطية التي عادة ما تتعرض غاباتها وأحراجها، إلى حرائق سنوية سببها بشري.
وتتسبب حرائق الغابات، بشقيها المتعمد والعفوي، بخسائر اقتصادية هائلة، بحسب "الفاو" وفضلا من تأثيرها السلبي المباشر على التوزان البيئي، فإن احتراق أشجار الغابات والأحراج، يؤدي إلى سهولة انجراف الطبقة السطحية من التربة، بفعل الأمطار في المناطق المنحدرة، مما يؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي، الأمر الذي يعتبر تهديدا مباشراً للمحاصيل الزراعية.
واندلعت النيران التي عادة ما تنشب في هذا الوقت من السنة، نظراً لقوة حركة الرياح والجفاف الذي يعم المنطقة، في مناطق في محافظات طرطوس وحمص والسويداء واللاذقية، وكان للأخيرة النصيب الأكبر في اتساع مساحة الحرائق التي ضربت جزءا واسعاً من الغابات المنتشرة من شمالي اللاذقية إلى جنوبها، وكذلك باتجاه المناطق الجبلية في الشرق، ووصلت الحرائق إلى قرى "جبلة" وريفها، ثم صعوداً باتجاه قرى "البودي" وبشيلي" و"عين الشرقية" وقرى أخرى كثيرة.
وبحسب إعلام النظام، فقد أفادت "سانا" بوصول الحرائق إلى منطقة القرداحة، مسقط رأس آل الأسد، وحاصرت مستشفى "الباسل" التابع لحكومة الأسد، مما حدا بالأخيرة لنقل مرضى المستشفى لمذكور، إلى مستشفى آخر، في "جبلة" بعد اقتراب الحرائق المدمرة منه وانتشار الدخان في أروقة المبنى.
دمار مستودعات شركة التبغ
وأكدت مصادر النظام السوري أن الحرائق دمرت في شكل شبه كامل، مستودعات شركة التبغ التابعة له في القرداحة. وبحسب الصور المتناقلة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الحرائق دمرت جزءا كبيرا من مستودعات التبغ في المنطقة. وأكدت وكالة إعلام النظام، سانا، في وقت لاحق، السبت، خبر التدمير الذي طال مستودعات شركة التبغ، جراء الحرائق التي ضربت أجزاء واسعة من ريف المنطقة، في الريف الممتد من شمال اللاذقية، إلى أقصى مناطق الساحل في ريف محافظة طرطوس، جنوباً.
وأسفر الحريق الذي ضرب مبنى مستودعات شركة التبغ، عن أضرار وتلفيات كبيرة جدا، بعدما أتت النيران على أربع مخازن تابعة للشركة المملوكة للنظام، وقامت سيارة إطفاء تابعة للقوات الروسية المتمركزة في المنطقة، بمساعدة طواقم النظام، على إخماد حريق مخازن شركة التبغ.
وذكر عدد من الأهالي، في مدينة "جبلة" أن الحرائق وصلت إلى حدود منطقة "حميميم" التي تتمركز فيها القوات الجوية الروسية، وأن الطواقم الروسية بدأت باستخدام الطائرات لإخماد النيران، فيما انتقدت شخصيات موالية للنظام، عدم مسارعة القوات الروسية للمساعدة بإخماد حرائق المنطقة.
من شمال اللاذقية إلى جنوبها
واستدعى النظام، مختلف طواقم الإطفاء المنتشرة في مناطق سيطرته للمساعدة على إخماد الحرائق التي ضربت مناطق واسعة من محافظات حمص واللاذقية وطرطوس. وأكدت الأنباء الواردة من المنطقة أن النيران أدت إلى احتراق عدد من المنازل في ريف طرطوس، وأدت إلى دمار واسع في البيوت البلاستيكية المخصصة للزراعات المحمية. وامتدت النيران في مناطق واسعة من ريف طرطوس الشمالي والشمالي الغربي، فالتقت مع النيران الناشبة في مناطق جبلة واللاذقية، بدءا من منطقة "بانياس" المحاذية لحدود "جبلة" التي امتدت فيها النيران وأتت على مساحة واسعة من المناطق الزراعية والحراجية.
وعلى غرار ما حصل من احتراق لبعض المباني التابعة لحكومة النظام، في ريف اللاذقية، فقد وصلت النيران في محافظة طرطوس، إلى محطة ضخ المياه في منطقة "بلغونس" وتمكن موظفو الشركة بمساعدة واسعة من الأهالي، من منع تقدم النيران على محطة الضخ، فيما أكد إعلام النظام أن أهالي المنطقة غادروا بيوتهم بعدما حزموا أمتعتهم، خوفا من وصول النيران إليهم.
النظام يتهم الفلاحين
وفيما تعكف جهات في النظام السوري، على اتهام جهات مجهولة بافتعال الحرائق، أكد محمد حسان قطنا، وزير الزراعة في حكومة الأسد، في تصريح لسانا، الجمعة، أن 72% من الحرائق التي ضربت محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، سببها قيام الفلاحين بحرق الأعشاب اليابسة في حقولهم، ثم تأتي الرياح شديدة السرعة، والتي تصل سرعتها إلى 70 كيلومترا في الساعة، لتزيد في منطقة الحريق، ليمتد لاحقا وينتشر بسرعة، ويشمل مناطق واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون وغيرها.
وشهد ريف محافظة حمص الغربي، نشوب حرائق واسعة في "الزويتية" و"المزينة" وبلدة "حبنمرة" في تلكلخ و"قلع السقا" و"برج المكسور" و"الجويخات" ووصلت إلى بعض بيوت أهالي المنطقة في بلدة "حبنمرة" بحسب إعلام النظام.
وأدت الحرائق التي ضربت محافظة اللاذقية، إلى وفاة شخصين اختناقا، وإصابة عدد آخر، نتيجة استنشاق دخان الحرائق التي اندلعت في منطقة "بلوران" و"دفيل" فيما ضربت النيران مناطق سياحية مشهورة، في ريف اللاذقية، كأم الطيور ورأس البسيط.
هؤلاء يرتكبون جرائم الحرائق
وكانت حرائق عدة قد ضربت مناطق واسعة في محافظة السويداء، جنوبي البلاد، بدءا من السابع من الشهر الجاري، ووصلت النيران إلى بلدات القريا والمنيذرة والكارس وألحق أضرارا كبيرة ببساتين الزيتون والعنب، بعدما كانت الحرائق قد أتت على مناطق عديدة في المحافظة، في الفترات القريبة السابقة.
وبحسب إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والمعروفة اختصارا، بالفاو، فإن أكثر من خمسين ألف حريق يندلع في مناطق مختلفة، وبشكل سنوي، من حوض البحر الأبيض المتوسط، مؤكدة في هذا السياق، أن أكثر من 95% من تلك الحرائق، أسبابها بشرية، إمّا من خلال الإشعال المتعمّد، أو الإشعال بسبب الإهمال، كإلقاء أعقاب السجائر المشتعلة، والتعامل بلامبالاة مع شواء اللحم في المناطق الحراجية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة.
أمّا في ما يخص سوريا، بموضوع حرائق الغابات، فقد أكدت منظمة الأغذية والزراعية العالمية، بأن 95% من مجمل الحرائق التي تضرب غاباتها وأحراجها، فسببها بشريّ خالص، كالإهمال بحرق الأعشاب أو سواها، أو ما يقوم به "الرجال" فهم مسؤولون "عادةً عن الحرائق الإجرامية" التي تنشب ما بين القرى والأحراج.
وكانت المنظمة الدولية، قد قدرت ومنذ سنوات، بأن عدد حرائق الغابات تضاعف في سوريا، إلى خمسة أضعاف، في أقل من 10 سنوات.
وكانت الحكومة الإيطالية قد مولت مشروعاً لزيادة الوعي بالبيئة وطرق التعامل مع الحرائق، في عام 2004، في محافظة اللاذقية المتوسطية التي عادة ما تتعرض غاباتها وأحراجها، إلى حرائق سنوية سببها بشري.
وتتسبب حرائق الغابات، بشقيها المتعمد والعفوي، بخسائر اقتصادية هائلة، بحسب "الفاو" وفضلا من تأثيرها السلبي المباشر على التوزان البيئي، فإن احتراق أشجار الغابات والأحراج، يؤدي إلى سهولة انجراف الطبقة السطحية من التربة، بفعل الأمطار في المناطق المنحدرة، مما يؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي، الأمر الذي يعتبر تهديدا مباشراً للمحاصيل الزراعية.