مع الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد، وتضارب الأنباء والتسريبات حول إمكانية انسحاب القوات الأميركية من العراق، أعلن إقليم كردستان العراق معارضته لهذه الخطوة.
وشددت دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان العراق على أن الإقليم "ليس مع الدعوة لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق".
وتحدث موقع "سكاي نيوز عربية" مع فلاح مصطفى، كبير مستشاري السياسات الخارجية لرئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، الذي فسر موقف الإقليم المتمتع بحكم ذاتي.
وقال مصطفى: "كما تعلمون فإن وفد الإقليم متواجد في العاصمة الأميركية الآن ضمن الوفد العراقي المشارك في الحوار الاستراتيجي، واليوم ستنعقد مباحثات مهمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للتباحث في القرار النهائي حول الوجود العسكري الأميركي في العراق".
ويضيف: "نحن من طرفنا في كردستان العراق دوما ما نؤكد على أن علاقاتنا التاريخية المتينة مع الولايات المتحدة أساسية وضرورية، ونحرص دوما على تطويرها وتعزيزها، فالعلاقات الأميركية العراقية في نظرنا ليست مقتصرة على الجوانب العسكرية والأمنية، وإنما هي علاقة متشعبة تشمل مختلف مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والاستثمار والصحة والطاقة، لهذا فالحفاظ على وجود علاقة صحية وصحيحة ومستدامة بين العراق وأميركا، وعلى قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، هو في مصلحة العراق بكافة مكوناته".
ويردف كبير مستشاري رئيس إقليم كردستان العراق: "لذلك فعندما يتم البحث في مسألة حساسة ومصيرية كالانسحاب الأميركي، يجب أن ننطلق في العراق من تقييمات واقعية وموضوعية بعيدا عن العواطف والشعارات، فهل بإمكان العراق تدبر مواجهة التحديات والتهديدات الأمنية ومكافحة الإرهاب والأخطار المحيطة لوحده في الوقت الحاضر؟".
ويتابع مصطفى: "نحن نرى أن الأخطار والتهديدات كبيرة وقائمة، ومخاوف عودة داعش جدية ومشروعة، فالتنظيم يعيد ترتيب صفوفه في العراق وسوريا، لذلك نرى أنه من الضرورة أن يتخذ الجانبان الأميركي والعراقي قرارا واقعيا وصائبا يندرج في إطار مراعاة حقيقة أن العراق مستفيد من وجود علاقة استراتيجية طويلة الأمد مع أميركا".
ويضيف المسؤول الكردي العراقي الرفيع: "نحن مشاركون في وفد العراق في الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، ويترأس وفدنا ضمن الوفد العراقي السيد فوزي حريري رئيس ديوان رئاسة الإقليم في هذه الجولة الرابعة، ونحن طيلة الجولات السابقة أيضا والآن موقفنا واضح وثابت مرسوم على قاعدة المصالح العليا لإقليم كردستان والعراق ككل".
ويختم: "لا أحد منا ينتظر بقاء القوات الأميركية وقوات التحالف للأبد في العراق، فهذا وجود مؤقت بطبيعة الحال، لكن في غمرة الحديث عن انسحاب القوات القتالية الآن مع الإبقاء على مستشارين ومدربين أميركيين يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا، فالقدرات القتالية الجوية والاستخباراتية واللوجستية العالية للولايات المتحدة لا يستطيع أحد إنكارها، والعراق بحاجة ماسة لها وهو يرتكز عليها. علينا إذن التفكير مليا في جملة الأخطار المحدقة بنا لا سيما من قبل الدواعش، والعمل على تطوير التكامل والتعاون بين قوات البيشمركة والقوات العراقية، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي ودعمها للقضاء على الإرهاب، ومواجهة كافة التحديات والمخاطر المتربصة بالعراق".
ووصل الكاظمي إلى العاصمة الأميركية، الأحد، على رأس وفد حكومي، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام تشهد بحث العلاقات العراقية الأميركية في مختلف المجالات والقضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك، وفق بيان صادر من مكتبه.
وقال الكاظمي قبيل مغادرته نحو واشنطن: "هذه الزيارة تأتي في إطار جهود العراق لترسيخ علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة، مبنية على أسس الاحترام المتبادل والتعاون الثنائي في مختلف المجالات، كما أنها تتوج جهودا طويلة من العمل الحثيث خلال جلسات الحوار الاستراتيجي لتنظيم العلاقة الأمنية بين البلدين على أساس المصلحة الوطنية العراقية".