الحبّال بفتح الحاء وتشديد الباء هو الشخص الذي يصطاد الطيور بالفخ، وهي كلمة دارجة وقديمة قدم هذه الحرفة.

وعندما كنا صغارا كان أول ما نبحث عنه هو صناعة الفخ، فنذهب إلى الأسواق التي تذبح فيها الماشية من أبقار وأغنام لنحصل على قرن مستدير بنصف قطر الدائرة يصلح لعمل الفخ اللازم، وكنا نقوم بغسله وتنظيفه ثم نحكه و «نصنفره» حتى يصبح ملمسه ناعماً وجميلاً، لكن صناعة الفخاخ بعدها تطورت وأصبح لها صناعها الذين يصنعون الفخاخ من الأخشاب المختلفة في صور جميلة ورائعة.

وحتى نكمل صناعة الفخ كنا نعمل له «حِكة» بكسر الحاء و«مد» وسير من الجلد قوي وخرزة في أعلى المد لنضع فيه الطعم للطيور مثل «العتل» أو «العنيوش» أو الذبابة الخضراء الكبيرة ونقوم بعدها بدفن هذا الفخ بالتراب مع إبراز الطعم حتى ينخدع الطير فينقض على الطعم فيصطاده الفخ فنجري بسرعة لفك الطير من الفخ قبل أن يموت، وعادة وفي الأغلب تكون هذه الطيور «كالفكاكة» وهي على نوعين «زيان وشيان» حسب ألوانها، أو «المدقي»، أما الطيور الكبيرة «كالشراييص» فتصنع لها فخاخ كبيرة وتربط في حجارة ثقيلة حتى لا يتمكن الطير الكبير من التحليق بها بعد أن يصطاده الفخ. وترجح بعض المصادر العلمية أن البحرين كانت موطنا لأكثر من 300 نوع من أنواع الطيور المختلفة بعضها انقرض وبعضها هاجر بعد الزحف العمراني على الحقول والبساتين، وبعضها يأتي مع هجرات الطيور ثم يرحل عنها، ومنها طيور بحرية «كالكريوية» والنوارس «الجن» والخطاطيف، وهناك الحمام بأنواعه الجميلة والببغاوات المختلفة الأشكال والألوان وبعض أنواع من طيور الوروار والهدهد ونقار الخشب والبلابل والعصافير وطيور الحسون وغيرها كثير.