كم هو مدعاة للفخر والاعتزاز عندما يكون الإنجاز الرياضي بسواعد وطنية، كذلك الذي حققه مؤخراً منتخبنا الوطني لكرة الطاولة للناشئين والناشئات بفوزه ببطولة غرب آسيا وتأهله إلى بطولة القارة الآسيوية.

مثل هذه الإنجازات الرياضية الوطنية تظل راسخة في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال القادمة، ففي مجال كرة الطاولة من منا لا يتذكر إنجازات الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة وزميلها البطل العملاق علي كانو في الدورة العربية في منتصف ثمانينات القرن الماضي متبوعة بإنجازات بطولية عربية للبطلتين نادية بوجيري وعلوية خليل والبطل علي المادح وصولاً إلى الجيل التالي من أمثال الأبطال حمد بوحجي وأنور مكي ومحمد بوشليبي وراشد سند ومريم القاسمي وكلثم الياسي ومحمد عباس والقائمة تطول، مما يؤكد على جودة الاستراتيجية التي ينفذها الاتحاد البحريني للعبة رغم محدودية الإمكانيات المادية المتاحة لهذا الاتحاد، مما يدل على أنه ليس بالضرورة أن يكون تنفيذ الخطط قائماً فقط على الجانب المالي.

ذاكرة الإنجازات الرياضية الوطنية لا تتوقف عند حدود أبطال وبطلات كرة الطاولة -التي هي صلب حدثنا اليوم- بل إن هذه الذاكرة تشمل العديد من الألعاب الرياضية الأخرى التي كان لأبناء الوطن فيها شرف الوقوف على منصات التتويج الرياضية، فمن منا لا يتذكر الإنجاز الآسيوي التاريخي للبطل العداء أحمد حمادة وتتويجه بالميدالية الذهبية الآسيوية الأولى في منتصف ثمانينات القرن الماضي متبوعاً بالإنجاز العربي للعداء خالد جمعة والإنجاز الآسيوي للعداءة رقية الغسرة وكذلك الإنجاز الآسيوي المشرّف للبطل العداء علي خميس، ومن منا لا يتذكر أبرز إنجازات كمال الأجسام التي حققها الأبطال طارق الفرساني ومحمد صباح وسامي الحداد على الصعيد القاري والعالمي.

أما على صعيد الألعاب الجماعية فلايزال لأبطال كرة اليد الوطنيون يتصدرون المشهد البطولي إلى جانب ما حققته منتخبات الكرة الطائرة بمختلف فئاتها العمرية من إنجازات بطولية إقليمية وعربية، وأخيراً ما حققه منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من إنجاز قاري وخليجي أفرح بهما الشعب البحريني الذي يسعد دائماً بإنجازات أبنائه الأوفياء.

أعلم جيداً بأن هناك العديد من الأبطال والبطلات ممن لم تسعفني الذاكرة ولم يسعفني المجال لذكر أسمائهم في هذا الحيز المحدود لكنهم يبقون دائماً يزيّنون لوحة الشرف الذهبية لإنجازات الرياضة البحرينية.

بقي أن نهنئ الاتحاد البحريني لكرة الطاولة وجميع منتسبي هذه اللعبة على الإنجاز المستحق، مع تمنياتنا لهذا المنتخب الواعد بجنسيه بالمزيد من التألق والتوفيق.