القمة البحرينية المصرية التي عقدت مؤخراً ضرورة حيوية ومطلب أساسي لاستقرار المنطقة وأمنها وتقدمها لما يتوافر للزعيمين من حكمة سياسية ورؤية استراتيجية يدعمها قوة العلاقات وتميزها بين البلدين في كافة المجالات.

إن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للبحرين هي زيارة قائد عظيم ورئيس شعب عظيم إلى ملك عظيم وشعب عظيم، فكلاهما أصحاب حضارة ممتدة عبر آلاف السنين، وكلاهما معروف بالحكمة والإصلاح وبناء دولة مدنية حديثة، حيث شكلت كل من مصر والبحرين نموذجاً يحتذى للعالم أجمع في بناء دولة عصرية في وقت قليل من عمر الشعوب، ناهيك عن أن كلا الزعيمين استطاع أن ينجو ببلاده إلى بر الأمان بعد العواصف السياسية التي مرت بالمنطقة خلال السنوات العشر الماضية والتي تربصت لنا فيها قوى إقليمية ودولية أرادت الإضرار بالبلدين، ولكن عناية الله وحكمة القائدين ووطنيتهما استطاعت أن تنجو بالجميع لبر الأمان وتفشل هذه المخططات الآثمة.

الزعيمان تجمعهما سمات مشتركة فكلاهما رجل سلام وتنمية وإصلاح ورغبة في ترك بصمة لشعبيهما سوف يسجلها التاريخ بحروف من ذهب، أنا شخصياً تملؤني السعادة حين أرى لقاء الزعيمين سواء في مصر أو في البحرين لأن ذلك يعكس قوة العلاقة والتعاون وتوحيد الرؤى والمواقف حول القضايا المشتركة في المنطقة والعالم.

لاشك أن الزيارة تأكيد لدور كلا الزعيمين في استقرار المنطقة وأمنها من ناحية وأنها تبشر بالخير لكلا الشعبين الشقيقين من ناحية أخرى.

وكما يتمتع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، بمكانة عظيمة وكبيرة في قلوب المصريين الذين أطلقوا اسم جلالته على أكبر شوارع مدينة شرم الشيخ العالمية حباً وتقديراً وعرفاناً بالجميل فإن فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي له في قلوب شعب البحرين مكانة كبيرة نلمسها ونراها في احترامهم لفخامته وتقديرهم لقيمته ومكانته حين يرد اسمه في الأخبار في وسائل الإعلام المحلية أو حين يكون في زيارة كهذه إلى مملكة البحرين.

الجميع يدرك حجم التحديات الموجودة الآن إقليمياً ودولياً ولكن الثقة في قدرة الزعيمين على مواجهتها أكبر، لما يتمتعان به من مكانة دولية وعلاقات متينة مع القوى العالمية بالإضافة للخبرة والحكمة التي يتمتعان بها في إدارة كل الملفات الكبيرة والمهمة في المنطقة يدعم ذلك اتحاد الرؤى والمواقف بشأن هذه القضايا وغيرها.

أدام الله الزعيمين لنا فخراً ومجداً حتى تستمر مسيرة الإصلاح والبناء والأمن والأمان والتقدم الاقتصادي لكلا الشعبين ويتحقق للمنطقة استقرارها المنشود.

* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال