في اليمن يقول عبد الملك الحوثي «وصلنا إلى مستوى متقدم في القدرات العسكرية لا تمتلكه كثير من الدول العربية»، وفي لبنان يقول حسن نصر الله إن حزبه قادر على تدمير إسرائيل في وقت قياسي، وإسماعيل هنية يقول إن «حماس» ستدك إسرائيل بـ 150 صاروخاً خلال الخمس دقائق الأولى من الحرب، وفي إيران يقول الحرس الثوري إن تدمير إسرائيل لن يستغرق سوى سبع دقائق ونصف، عليه صار واجباً قيامهم بتوفير الجواب عن السؤال الذي من الطبيعي أن يطرح في مثل هذه الحالة عن الأسباب التي تجعلهم يتأخرون عن اتخاذ قرار تدمير إسرائيل وتخليص العالم منها؟!

الانتصار على إسرائيل لا يتحقق عبر المبالغة في امتلاك القوة لأن الأكيد هو أن إسرائيل تمتلك من الأسلحة ما قد لا يخطر على بال أصحاب تلك التصريحات، وهي لا تزال تحصل على الدعم والمساندة من الولايات المتحدة والغرب إجمالاً، كما أن العديد من الدول العربية توصلت إلى قناعة مفادها أنه يمكن إيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر أبواب أخرى وهذا يعني أنها لن تشارك في حرب تعرف نتائجها مسبقاً.

ما قاله ويقوله أولئك بعيد عن الواقع ولا يمكن أن يوصل إلى مفيد أياً كان حجم الإعلام الذي يساندهم وأياً كانت أعداد الذين يؤمنون بأن ما يقولونه قابل للتحقق، فالأمور ليست هكذا ولا يمكن أن تدار بهذه الطريقة حتى مع حصول تغيرات دراماتيكية في المنطقة من مثل تخفيض حجم التواجد الأمريكي وابتلاء الولايات المتحدة بأمور ليست في الحسبان.

المواجهة العسكرية مع إسرائيل ليست في صالح «محور المقاومة» لأن الواقع غير ولا يمكن لهذا الغير أن يتغير في لحظة فتنقلب الموازين. الواقع لا يتغير بادعاء القوة ولكن بتوفرها وبعدم توفرها لدى الجانب الآخر.