نمر في كثير من الأحيان بأزمات وتقلبات اقتصادية ومالية على الصعيد الشخصي أو المجتمعي تجبرنا على تغيير خططنا ونهجنا في الحياة، وفي كثير من الأزمات الاقتصادية والمالية التي تصيبنا نستغني عن الكماليات أو حتى الأساسيات لنسد العجز الحاصل ونجد حلاً -وإن كان مؤقتاً- للأزمة التي حصلت.

وفي هذا الصدد سمعنا وشهدنا أشخاصاً يبيعون سياراتهم أو أجهزة إلكترونية لديهم بسبب ضيق مالي حتى أننا سمعنا البعض وهو يفكر في بيع كليته من أجل المال وإن كانت من باب المزاح ربما.

إلا أن يصل الحال لأحدنا أن يعرض «كارتون تلفزيون» صندوقاً ورقياً للبيع فهذا يدل على وضع خطير نعيشه في مجتمعنا، والأمر قد لا يكون مزحة، بل إعلاناً على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لشخص يعرض كارتوناً للبيع وبسعر 5 دنانير! وكما هي عادة البحرينيين وكما قلت سابقاً في مقال «شعب نكتة مثل شعب البحرين» أصبح الموضوع عبارة عن تعليقات ساخرة وهزلية على الموضوع.

لم أفكر ولا حتى أحد المعلقين هل فعلاً صاحب الكرتون جاد! هل هو بوضع مادي اضطره لبيع أغلى ما يملك «كارتون التلفزيون»، فدائماً ما نجعل من المشاكل والمصيبة مادة للسخرية ومتنفساً لتفريغ ونسيان مشكلة أخرى.

قد تكون المشاكل والمصائب القادمة ليست حكراً على البحرين ومَن فيها، بل هي أزمة عالمية نتيجة عدة عوامل منها الحرب ومنها الجائحة ومنها تقلبات الطبيعة، إلا أننا من المجتمع الذي سيكون التأثير عليه قوياً إن حدثت أزمة اقتصادية أو مالية، فأغلبنا يعيش على دخل واحد محدود، بالكاد يسد احتياجاته الأساسية، وهذا الدخل لم يترنح طوال العشر سنوات رغم الزيادة الكبيرة التي حدثت على أسعار السلع والخدمات. بالإضافة إلى أننا في بلد محدود الموارد والمساحة ولدينا كثافة سكانية عالية مقارنة بدول مجاورة.

الأيام القادمة قد تكون صعبة على كثير من الناس في المجتمع خاصة مع انتهاء فترة تأجيل الأقساط البنكية، وهنا الأمر لا يتعلق فقط بالمواطنين بل أنه يمتد إلى جميع من يعيش على أرض هذه البلاد، وبسبب نقص السيولة والتضخم الحاصل أساساً مع تلميحات عالمية إضافية لمزيد من النقص في الغذاء والسلع، لن نستبعد أن يخرج أحد بيننا يعرض نصف علبة شامبو للبيع!