من الإجحاف أن ينكر تماماً جهود أعضاء مجلس النواب، وكأنهم طيلة السنوات الأربع لم ينجزوا أو يجتهدوا في مواضيع كثيرة، نعم هناك بعض الملفات لم تتناول بشكل جيد ولكن هناك ملفات خدمت الشعب، ومثلما هناك نواب «نائمين في العسل» هناك نواب أستطيع أن أقول عنهم «إعصار وطوفان» في مواجهة مواضيع في غاية الأهمية تلك التي تمس قضايا المواطن والرأي العام المحلي، أبداً لا نكيل بمكيالين، نحن نعلم تماماً حجم العمل والجهد الذي نقدره من مجلس النواب، هناك من يدس السم في العسل لا لشيء وإنما من أجل أن تفشل الجهود الوطنية وتشل الحياة البرلمانية حتى يوهم المجتمعات الأخرى بفشل دور المجلس التشريعي في المملكة وزجه على أعتاب من الفوضى الديمقراطي، وهذا إجحاف ونكران وظلم.

لا يعجبني جحود بعض المتنافسين للانتخابات القادمة لجهود النواب ودائماً ما يلمح البعض منهم بأن المجلس كان فاشلاً، التنافس على مقعد البرلمان لا يعني أنك في معركة دموية شرسة تفقدك أصول التنافس الشريف للوصول إلى القبة البرلمانية ولا يعني أن تنسف جهود أعضاء النواب وتنسب لهم الكسل والتخاذل، فبدلاً من هذا الأسلوب الرخيص لاستمالة الناخبين عاطفياً، عليك أن تبرز مكامن قوتك وتضع النقاط على الحروف للقضايا التي تمس المواطن واحتياجات الوطن، أبداً لا أن تنسف جهود وطنية خلال الأربع سنوات بكلمة «ما سوو شي».

استعراض عضلات اللسان لا يليق بالنائب المنتظر، بالنائب الصحيح، بالنائب الوطني، لا ندري بعد هذا النقد ماذا سيؤول إذا حالفه الحظ وأصبح في مقعد بالمجلس النيابي، من ينتقده بالأمس وماذا سيقدم للشعب وماذا سيحقق لهم بعد الوعود الطويلة، هل سينكمش هذا اللسان بعدها أم سيكون بالفعل قول وفعل؟! لا ندري! ما نعلمه أن كثرة الانتقاد تقلل من قيمة ومكانة الشخص وخاصة إذا وقع في نفس الأخطاء المنتقدة ممن سبقوه منذ بداية العمل البرلماني، نريد منافسة شريفة قوية الحجة بين المرشحين خلال الانتخابات بعيدة عن اللغط وتهميش الأدوار فهذه أخلاق المسلم وأخلاق الشخص الوطني منا، يجب التمسك بها في كل مرحلة من مراحل الانتخابات وما بعد ذلك وصولاً إلى المجلس النيابي وتحت القبة البرلمانية.