قال الحوثة «الهدنة الأممية مثلت تجربة صادمة ومخيبة للآمال ولا يمكن تكرارها في المستقبل». فهناك عراقيل في وصول النفط لميناء الحديدة وعراقيل في رحلات الطيران من مطار صنعاء. متناسين عراقيلهم بفك الحصار عن تعز وفتح الطرق وفقاً لاتفاق الهدنة. وحين أعلنت أمريكا والأمم المتحدة وتحالف دعم الشرعية في اليمن لتثبيت الهدنة ستة أشهر وليس شهرين بادرت ميليشيا الحوثة بالرفض فلماذا؟ وما مصدر قوتهم للرفض؟

التعنت المبكر موقف تفاوضي حتى مطلع أغسطس القادم بعد أيام بعد أن قال الرئيس بايدن إنه اتفق مع السعودية على تعميق الهدنة وتكثيف الجهود من أجل تمديدها، والعمل على تسوية أوسع في اليمن، وكبرت الدعوة الأمريكية رؤوسهم.

وليست الهدنة في صالح الحوثة، فالهدنة تنزع الروح القتالية العدوانية لدى كوادرهم. وهناك خلافات بين الأطراف المتشددة والأخرى المعتدلة في المعسكر الحوثي.

كما إن الهدنة ليست في صالح الحوثة فأمراء الحرب بينهم تجارة حرب من أسلحة وغذاء ودواء. والهدنة تدخلهم المجهول الذي بدأ بالاغتيالات بينهم في صفوف القيادات العسكرية والسياسية الوسطي، وقد تكون مؤشراً ومبشرا عن وجود خلافات حادة تتعلق بالمال والسلطة والنفوذ. ومادامت الهدنة ليست لأسباب ودوافع إيرانية فليست الهدنة في صالح الحوثة، فالجماعة المغتصبة للسلطة يأتمرون بأوامر طهران، ولن تفيد الهدنة في محادثات المشروع النووي 5+1 أو المفاوضات مع السعودية.

وليست الهدنة في صالح الحوثة فالهدنة تعود الشعب اليمني على السلم، وعندما يشبع ويستقر ويهدأ سينقض على الحوثة، فالهدنة تكشفهم وتكشف عدم كفاءة إدارتهم، فالحرب ذريعة سوء الإدارة. كما إن التوصل لحل سياسي يقتل مشروع جمهورية الحوثيين الإسلامية، وحلم الثلاثين عام بدأ منذ الثمانينيات حين صدامهم الأول مع علي عبدالله صالح.

بالعجمي الفصيح

لن ينصاع الحوثة لنداء العقل وقبول الهدنة وان قبلوها فلن تكون ست اشهر بل شهرين تبدأ في أغسطس القادم، وسيستخدمها كاستراحة محارب، وإعادة سن حراب العدوان، وهذا ما فعله في الهدنة التي انتهت، ومن المتوقع أن يكشر عن أنيابه فقد جاع الحوثة بعد أن انتفت ذريعة الجوانب الإنسانية، التي كان يمتص بها تعاطف العالم.