جدة - بوابة الشرق، وكالات:
فقدت المملكة العربية السعودية الشقيقة والأمة العربية والعالم الإسلامي أمس، رجلاً من خيرة الرجال الذين أفنوا حياتهم في خدمة وطنهم وأمتهم وكان خير عونا للقيادة السعودية في دعم الأشقاء والأصدقاء في كافة الأقطار والبلدان وكانت أعماله الإنسانية والخيرية خير شاهد على عطائه وهو سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية.
ولد الأمير نايف 1933م في الطائف، وهو الإبن الثالث والعشرون من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وكان سموه يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى وزير الداخلية قبل صدور الأمر الملكي بتعيينه وليًا للعهد.
وتتلمذ الأمير في مدرسة الأمراء، وتلقى التعليم على يد والده الملك وعلى أيادي كبار العلماء والمشايخ. وبدأ حياته السياسية وكيلاً لإمارة منطقة الرياض في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومن بعدها أميراً لمنطقة الرياض في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وعهد الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز ونائباً لوزير الداخلية في عهد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز ونائباً لوزير الداخلية بمرتبة وزير في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز ووزيراً للدولة للشؤون الداخلية في عهد الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز ووزيراً للداخلية منذ بداية عهد الملك خالد بن عبدالعزيز وعهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز وعهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة لوزير الداخلية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حتى صدور أمر ملكي بتعيينه وليًا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى وزير الداخلية حتى رحيله.
وعُرف الأمير نايف بن عبدالعزيز بحلمه اللامحدود وحزمه في الوقت نفسه إضافة وكرمه وسخائه ومساعدة المحتاج وحبه لفعل الخير في شتى المجالات وخاصةً علاج المرضى في الخارج والداخل على نفقته الخاصة، وحرصه على دعم العلم وأهل العلم من الطلاب للدراسة وطلب العلم في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في داخل المملكة وخارجها على نفقته، وعرف عن الأمير الراحل قربه من الشعب السعودي واستماعه لهم بكل هدوء وتقبله الأمور بكل رحابة صدر وحكمة والتماسه لحاجة مواطنيه بشكل مستمر.
كما عرف عن الفقيد أنه شخصية قيادية فذة متعددة الجوانب، أمضى سنوات طويلة في خدمة وطنه وأبناء شعبه، واشتهر كذلك ببعد النظر والحكمة، والحنكة السياسية والأمنية والإدارية والتواضع، وكان واسع الإطلاع، ومتمتعاً بشخصية قوية ونفوذ على المستوى الداخلي والخارجي ويحظى بحب واحترام الجميع على مستوى العائلة المالكة وعلى مستوى الشعب السعودي والعالم العربي والإسلامي والعالم أجمع. وظل الأمير نايف لسنوات طويلة وحتى وفاته يدير أهم الملفات في السعودية مثل الأمن الداخلي وهندسة اتفاقيات الحدود مع دول الجوار.
وجاءت ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في أخيه الأمير نايف ليعيينه وليًا للعهد، مستمدة من التاريخ الطويل له في خدمة وطنه منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن آل سعود - رحمه الله - وجهوده في استقرار الأمن الداخلي للمملكة، ليكون داعماً لمسيرة بلاده بجانب أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
كما اشتهر الأمير نايف بالعديد من الألقاب منها نايف الأمن والأمان، رجل الأمن الأول، قاهر الإرهاب، العين الساهرة، أمير الحكمة، نائب الخير، نايف السياسة والحكمة، قائد الأمن الفكري، سيد صقارين الجزيرة.
وتدرج سمو الأمير نايف في المناصب الرسمية منذ تعيينه وكيلاً لإمارة منطقة الرياض ثم أميراً لمنطقة الرياض، نائباً لوزير الداخلية، نائباً لوزير الداخلية بمرتبة وزير، وزيراً للدولة للشؤون الداخلية، وزيراً للداخلية، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، إلى أن حظي بثقة خادم الحرمين الشريفين بتعيينه وليًا للعهد، نائباً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرًا للداخلية.
المهام التي تولاها الأمير خلال حياته
المشرف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالسعودية.
الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.
الرئيس الفخري لجمعية العلوم والاتصال في جامعة الملك سعود في الرياض.
رئيس المجلس الأعلى للإعلام.
رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي.
رئيس لجنة الحج العليا.
رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني.
رئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
رئيس مجلس القوى العاملة.
رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية.
رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.
رئيس اللجنة التي وضعت النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق.
رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة.
نائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها.
عضو في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
عضو في هيئة البيعة.
الأوسمة والجوائز التي حصل عليها الفقيد
وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وهو أعلى وسام في السعودية.
وشاح من درجة السحاب من جمهورية الصين عام 1977م.
الدكتوراة الفخرية في القانون من جامعة شنغ تشن فـي الصين الوطنية.
الدكتوراة الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية.
الدكتوراة الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية.
الدكتوراة الفخرية من جامعة الرباط في جمهورية السودان.
الدكتوراة الفخرية من الجامعة اللبنانية.
وسام جوقة الشرف من فرنسا عام 1977م.
وسام الكوكب من المملكة الأردنية الهاشمية 1977م.
وسام المحرر الأكبر من فنزويلا عام 1977م.
وسام الأمن القومي من كوريا الجنوبية عام 1980م.
وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية.
جائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009م من الكونغرس الطبي الدولي في بودابست، تقديراً للدور الإنساني الذي قام به في الإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة العربية السعودية من خلال اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في الدول المتضررة كأول شخصية عربية وإسلامية تنال الجائزة.
الأقسام والكراسي والمراكز العلمية للأمير نايف
قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو في جمهورية روسيا الاتحادية.
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود في الرياض.
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات الوحدة الوطنية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للوقاية من المخدرات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لتنمية الشباب في جامعة الأمير محمد بن فهد في المنطقة الشرقية.
مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمي للثقافة والعلوم في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية.
معهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
ونتيجة لحب الأمير نايف للعمل الخيري، فقد أهله هذا الأمر لتولي العديد من الملفات الخاصة بهذا المجال، وقد لعب دوراً بارزاً في الإشراف على عمليات إغاثة الشعوب المنكوبة، وتحديداً في الحربين الأخيرتين اللتين شنتهما إسرائيل على الجنوب اللبناني وقطاع غزة.
وكان الراحل، من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، كونها قضية العرب الأولى، وتجلى ذلك خلال ترؤسه للجنة السعودية لدعم انتفاضة الأقصى، التي أنشئت عام 2000 م بتوجيهات من الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.
ويعتبر الأمير نايف وتد خيمة الحج، برئاسته للجنة الحج العليا، وهي اللجنة التي تبدأ اجتماعاتها التحضيرية لأي موسم حج، مباشرة بعد انتهاء الموسم السابق للإشراف على سير التحضيرات لموسم الحج، والوقوف على تلك الاستعدادات.
رحم الله الفقيد الكبير للمملكة العربية السعودية الشقيقة والأمتين العربية والإسلامية وتغمده بواسع الرحمة والغفران وجزاه خير الجزاء على ما قدمه لوطنه والأمتين العربية والإسلامية.