كتبت - هدى عبدالحميد والمثنى لوري :

أجمعت شخصيات وطنية أن الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود جمع خصال الزعامة كلها، ومآثره الإنسانية لا تعد ولا تحصى، مؤكدين أن مواقفه المشرفة وآراءه السديدة إبّان الأزمة أعادت للبحرين أمنها واستقرارها.

وقالت الشخصيات إن المملكة العربية السعودية عاشت بضمير الراحل، وأن قيمة العمل حيت في نفسه على الدوام، مشيرة إلى أنه شخصية نضحت أياديه بعطاءٍ متواصل وجهدٍ متفانٍ مدفوع بحب الوطن.

وأضافت أن الراحل نذر نفسه لخير الإنسانية وكرّس جلّ وقته لخدمة الإسلام والمسلمين، لافتين إلى أن الفقيد “فاعل للخير محب للعلم وأهله دائم الاطلاع على حوائج الناس وقاضٍ لمطالبهم”.

وعزّت الشخصيات القيادة السعودية وعموم الأُسرة الحاكمة والشعب السعودي والبحريني والأمتين العربية والإسلامية بمصابها الجلل، وقالت “كان الراحل بعيد النظر وصاحب خبرة سياسية وأمنية وإدارية واسعة وشخصية قوية فذّة نالت إعجاب القاصي والداني”.

أيادي الراحل البيضاء

وقال النائب علي الزايد “تلقينا نبأ وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز بصدمة قاسية على قلوبنا، فهو من الرجال المعروفين ليس على مستوى البحرين ودول الخليج فحسب، وإنما عبر العالم أجمع، وهو ممن تنضح أياديهم بعطاءٍ متواصل وجهدٍ متفانٍ مخلص مدفوع بحب الوطن والسعي لمصلحته ورفعته وتعزيز مكانته”.

وأضاف الزايد “منذ تولي سمو الأمير نايف وزارة الداخلية كانت له بصمات وضاءة على جبين الوطن، ولعل المملكة العربية السعودية عاشت في ضمير الراحل، وكانت قيمة العمل حية في نفسه على الدوام، فهو صاحب الأيادي البيضاء الكريمة صاحب القلب الرحيم ليس على المواطنين السعوديين بل على الإنسانية جمعاء”.

وأردف “يعجز اللسان عن وصف المأساة التي فجعنا بها، إذ فقدنا شخصية بارزة على مستوى الخليج كانت لها بصماتها الواضحة في استقرار المنطقة عموماً والبحرين خاصة، بعد أن تعرضت البحرين لتهديدات أمنية تصدى لها بحزم، ولم يبخل على البحرين برؤيته الثاقبة، والمشاورات البحرينية السعودية لم تتوقف، وكانت له نصائح ساهمت في استقرار المنطقة، فالسعودية لديها من الخبرة ما أفادت به البحرين في أمور كثيرة، جعلتها تمسك زمام الأمور وتعبر بها النفق المظلم”.

مآثر الفقيد النبيلة

وقال النائب عبدالله بن حويل “نسأل المغفرة والرحمة لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، ونسأل الله أن يسكنه الجنة وكل أموات المسلمين، ونعزي أنفسنا والمملكة العربية السعودية الشقيقة على وفاته، وهو رجل له تاريخ طيب وحافل في حفظ أمن المملكة العربية السعودية، وكان له دور كبير في الدفاع عن المملكة”.

وأضاف “تعجز الكلمات إذا ما أردنا أن نتحدث عن مآثر الأمير نايف، الذي نذر نفسه لخدمة الإنسانية وكرّس جلّ وقته لخدمة الإسلام والمسلمين، وعمل ما بوسعه لتذليل العقبات وتسهيل الدروب التي توفر لضيوف الرحمن الأمن والأمان ليؤدوا مناسك الحج في أمن وطمأنينة، ونفس راضية مرضية لا تبغي من وراء عملها سوى مرضاة الله الذي عليه توكل واتخذ من هديه الكريم منارة تضيء له جنبات الطرق المظلمة، وتلهمه سلوك دروب الهداية والرشاد، ومن اتخذ هدي الله سراجاً فإنه وبقدرة الله لن تزل قدمه عن الصراط المستقيم، ولا تنثني همته عن الوقفة الشجاعة في وجه الباطل مهما غلت التضحيات”.

ولفت إلى أن “الأمير نايف بن عبدالعزيز عرفناه يدافع عن إيمان فطري ووفاء أخوي وشيمة عربية أصيلة، يسهر ويعمل ويفكر وينفذ، وبحكمة وبعد نظر يعالج أعقد المشكلات، وكان حريصاً على نصرة الحق ومجابهة الباطل، يصنع المآثر ويسهم في بناء وحماية كيان أمته، وشخصية جمعت كل خصال الزعامة والقيادة المتمكنة والحكمة والشجاعة والإرادة والمواقف الصامدة، ولا أبلغ عن مواقفه الإنسانية حصوله على جائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009 من الكونغرس الطبي الدولي في بودابست تقديراً لدوره الإنساني”.

خسارة للأمتين

من جانبه قال النائب خميس الرميحي “لاشك أن وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز خسارة فاجعة، ونعزي أنفسنا جميعاً ونعزي خادم الحرمين الشريفين وشعبي السعودية والبحرين بالمصاب الجلل، ونشهد له بموقفه الذي لا ينساه أهل البحرين قيادة وشعباً، إذ كانت المنطقة بحاجة ماسة إلى سموه في حزمه وعزمه في تناول القضايا التي عصفت بالمنطقة”.

وأضاف “لا راد لقضاء الله، والبركة في إخوانه وأبنائه من الأُسرة السعودية، هذه الأُسرة التي أنجبت رجالاً أفاضل كوالده الملك عبدالعزيز وإخوانه من قبله، فهذه الأُسرة كبيرة وقادرة على إبراز شخصية في قوة الأمير نايف”.

وتمنى الرميحي دوام الصحة والعافية لخادم الحرمين الشريفين، ووصفه بأنه “حصن الجزيرة العربية الأمين”، و«نسأل الله أن يمد بعمره ويشد من أزره ويعينه على قيادة المملكة العربية السعودية بحنكة واقتدار، كما عهدنا لخادم الحرمين الشريفين وهو عزاء الشعب السعودي الشقيق بوفاة الأمير الراحل”.

رمز الاستقرار

وقال أمين عام جمعية ميثاق العمل الوطني محمد البوعينين “إنها مناسبة حزينة ولكنه قضاء الله وقدره برحيل هذا الفقيد الكبير فقيد الأمتين العربية والإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، كانت للفقيد أيادٍ بيضاء سواء داخل المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج، وامتدت أياديه البيضاء إلى الدول العربية والإسلامية”.

وتابع “كان الفقيد من الرجال الذين أسسوا أدواراً في المملكة العربية السعودية، وهو شريك لإخوانه في تأسيس المملكة، وكان وزيراً للداخلية، وكذلك أسس كلية نايف الأمنية التي خرجت العديد من الرجال العاملين في السلك الأمني في السعودية ودول الخليج العربي”.

وتوجه البوعينين بالدعاء إلى الله جل وعلا أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله وذويه والشعب السعودي الصبر والسلوان بمصابهم الجلل.

فاعل للخير محب للعلم

من جانبه قال المواطن حسن بوحسين “جاء خبر وفاة الأمير نايف فاجعة لنا، فالشعبان البحريني والسعودي واحد، نحزن لحزنهم ولا ننكر وقفته وقت الأزمة البحرينية ومشاوراته واتصالاته الدائمة والمستمرة مع القيادة في البحرين، وزيارته إلى البحرين في العديد من المواقف التي كانت تعني لنا الكثير، وهذا التواصل منذ زمن الأب عبدالعزيز مع سمو الأمير الراحل الشيخ حمد بن خليفة”.

وذكر أنه شخص عرف بحلمه اللامحدود وحزمه وكرمه وسخائه ومساعدة المحتاج وحبه لفعل الخير في شتى المجالات، خاصة علاج المرضى في الداخل والخارج على نفقته الخاصة، وحرصه على دعم العلم وأهله من الطلبة للدراسة وطلب العلم في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في داخل المملكة وخارجها على نفقته، وعرف عن سمو ولي العهد قربه من الشعب واستماعه لهم بهدوء، وتقبله الأمور برحابة صدر وحكمة والتماسه لحاجة المواطن بشكل مستمر وفي كل وقت. وأضاف أن سمو الأمير الراحل شخصية قيادية فذة متعددة الجوانب، أمضى سنوات طويلة ومازال يخدم الوطن والمواطن، وهو مشهور ببعد نظره وتواضعه وحكمته وحنكته السياسية والأمنية والإدارية، وهو واسع الاطلاع ويتمتع بشخصية قوية ونفوذ على المستوى الداخلي والخارجي ويحظى بحب واحترام الجميع على مستوى العائلة الكريمة والشعب السعودي والعالمين العربي والإسلامي.

خسارة للمنطقة

بدوره، قال الرئيس السابق للجامعة العربية المفتوحة الدكتور سمير فخرو إن الفقيد كان قدوة للمنطقة وخسارة كبيرة للبحرين والمنطقة، مشيرا إلى أنه كان رجلا سباقا في فعل الخير، وساعيا لتطوير العلم في المنطقة، إذ أسس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

فيما اعتبر عضو مجلس بلدي الوسطى أحمد الأنصاري أن الامير نايف لم يكن رجلا عادي بل ذا باع طويل وحنكة في أمن المنطقة والخليج كله، مشيرا إلى ان الفقيد سخر نفسه لخدمة الاسلام والمسلمين طيلة حياته.

وقال إن المرحوم خدم سنين طويلة في السلك الأمني وكان له دور فعال في محاربة الفتن الي حصلت في السعودية واليمن والبحرين، مضيفا انه وجوده كان صمام أمان للمنطقة وبرحيله خسرت الامة الاسلامية رجل محنك لا يعوض.