أكدت استشارية أمراض المخ والجهاز العصبي بمركز الخليج التخصصي للسكري د.فرزانه عبد الكريم أن “مرض التصلب اللويحي المتعدد يعتبر من أكثر الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، كما يعد من الأمراض الشائعة في العصر الحديث”، لافتة إلى أن “تطور كبير وسريع لعلاج المرض، حيث توافرت في البداية الحقن المختلفة، وحالياً تم تطوير عقار يعطى عن طريق الفم، وقد بدأ استخدامه في البحرين الأشهر القليلة الماضية”.
وأضافت، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمرض التصلب اللويحي المتعدد مؤخراً، أن “الجهاز العصبي المركي يتكون من المخ والحبل الشوكي، وفي حال الإصابة بالمرض فإن الغشاء المغطى للعصب “المايلين” يصاب بالتهاب وتلف حاد، مما يعيق حركة ونقل الإشارات العصبية”، لافتة إلى أن “المرض يسمى بهذا الاسم نسبة لتكون “اللويحات” أو البقع البيضاء التي تظهر في صورة الرنين المغناطيسي في الجهاز العصبي”.
وقالت: إنه “حتى يومنا هذا لم يعرف السبب الرئيس لهذا المرض، ولكن يعتقد بأنه مرض يصيب الجهاز المناعي للجسم، حيث يبدأ الجسم المناعي للمريض بمقاومة نفسه، وهناك نظريات متعدده للمرض، منها مع سبيل المثال إصابة الجسم بفيروس قد يكون كامناً في الجسم ويؤثر مع الغلاف المحيط بالعصب ويحفز التلف والالتهاب فيه”، مشيرة إلى أن “المرض يصيب الفئة العمرية الشابة بين 20 و40 سنة من العمر وله أنواع مختلفة وأكثرها شيوعاً هي النوع الانتكاسي المتردد، حيث أن المريض يكون طبيعياً بين النوبات ولكنه يصاب بأعراض معينه وقت الهجمة أو الانتكاسة، كما إن هناك نوعان من تلك الانتكاسة هما النوع الانتكاسي الأولي والانتكاسي الثانوي”.
وتطرقت د. فرزانة للحديث عن أعراض الإصابة بالمرض، مشيرة إلى أنها “متعددة وتعتمد على المنطقة المصابة في الجهاز العصبي المركزي”، موضحة أن “المريض قد يعاني من مشاكل بصرية في حال التهاب العصب البصري، كالرؤية غير واضحة أو بعض الحالات الأخرى كازدواجية الرؤية وحركات العين السريعة اللاإرادية”.
وتابعت “قد يعاني المريض من مشاكل في الاتزان وتناسق الحركات، وضعف في العضلات قد يكون في جهة واحدة من الجسم أو الأطراف السفلية فقط أو تشنجات عضلية، ومن الأعراض الأخرى أيضاً الأعراض الحسية، مثل التنمل: والإحساس بالوخز وصعوبات في النطق والتلعثم وعسر البلع”.
وقالت “كما تعاني نسبة كبيرة من مرضى التصلب المتعدد من إرهاق وضعف عام في الجسم وهو من أكثر الأعراض شيوعاً وإزعاجاً للمريض، وهناك أعراض نفسية قد يعاني منها المريض مثل الشعور بالاكتئاب والقلق وتقلبات المزاج ومشاكل في القدرة على التركيز والذاكرة، كما ولا ننس إن مريض التصلب المتعدد يعاني من أعراض نفسية تستدعي العلاج كالاكتئاب، القلق ومشاكل الذات والتركيز، كما ويعاني أحياناً من الإرهاق أو الشد العضلي والذي يمكن علاجه بأدوية معينة”. وفيما يتعلق بتشخيص المرض، لفتت د.فرزانة إلى أنه “لتشخيص المرض يتم الاعتماد على التاريخ المرضي للمريض للتعرف إذا كان قد عانى المريض من أعراض سابقة لها علاقة بالمرض، كما يعتمد التشخيص على الفحص السريري، حيث أن هناك تغيرات في فحص الجهاز العصبي تساعد على تشخيص المرض، وهناك فحوصات مخبرية وتصوير الرنين المغناطيسي للمخ والحبل الشوكي والذي تعتمد عليه كثيراً في التشخيص”. وأوضحت د.فرزانة أن “هناك فحوصات تأكيدية للمرض مثل فحص الخزعة القطنية، وهي عينة سائل الدماغ والتي تؤخذ من أسفل الظهر، والاستجابة المشارة للعصب البصري أو العصب الحسي”، مشيرة إلى أن “علاج الهجمة يعتمد على علاج المرض والأعراض المصاحبة له، حيث يعطى المريض جرعات “الكورتيزون” عن طريق حقن تعطى في الوريد لمدة 3 أو 5 أيام. أما علاج المرض فيتضمن علاجات تعمل على تحسين الأداء المناعي للجسم وبذلك تخفف من حدة المرض وتكرار النوبات”.
وأوضحت د. فرزانة أنه “من الضروري أن يتعلم مريض التصلب المتعدد كيفية التعايش مع المرض فمن الناحية الجسدية يجب ممارسة التمارين الرياضية على حسب القدرة الجسمانية وإتباع نظام غذائي متوازن مع التجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة وأخذ قسط كافٍ من الراحة يومياً”. وشددت د. فرزانة على أن “مريض التصلب المتعدد يجب أن يشرح لصاحب العمل عن طبيعة مرضه مع ضرورة أخذ قسط من الراحة خلال ساعات العمل لتجديد النشاط مع ضرورة تفهم صاحب العمل أن يكون موقع العمل في درجات حرارة مناسبة غير حارة”. وفي رد على سؤال حول إمكانية حدوث الحمل مع مريضة التصلب المتعدد، ذكرت د. فرزانة أن “مرض التصلب المتعدد لا يتعارض مع الحمل، وقد أثبتت الدراسات أن فترة الحمل تعد فترة آمنة لمريضات التصلب حيث تقل عدد الانتكاسات ولكن قد تزداد احتمالات الإصابة بالانتكاسات بعد الولادة مباشرة”، منوهة إلى “الدور الكبير لطبيب المخ والأعصاب في توعية مريضة التصلب إن كانت تستطيع أن تخوض تجربة الإنجاب أو أن الحالة الصحية لها لا تتحمل الحمل والإنجاب”. وخلصت د. فرزانة إلى أنه “من المؤمل أن تظهر دراسات جديدة في مجال علاج هذا المرض تحد وحتى تمنع من تطور المرض مثل عقاقير جديدة تعطى عن طريق الفم وأثبتت فعاليتها في الدراسات المبدئية”.