دان سياسيون التخطيط لارتكاب جرائم تمس أمن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وطالبوا بالتصدي والمواجهة الشاملة لمن يسعى لاستهداف أمن أي من دول مجلس التعاون الخليجي، ودعوا للقيام بعمل منظم ومقاومة على جميع الصعد الشعبية والرسمية في البحرين وبقية دول المنظومة الخليجية، وحذروا من مطامع بعض الجماعات والتنظيمات في الوصول للسلطة في دول الخليج، وأشاروا إلى أن “اكتشاف الخلية التخريبية في الإمارات يأتي في نفس السياق الذي سبق وأن عانت بسببه البحرين وقبلها الكويت والمملكة العربية السعودية”.

اختراق أمني للإمارات

وشجب بشدة عضو تجمع الوحدة الوطنية عبدالله هاشم استهداف أمن واستقرار دولة الإمارات، قائلاً: “ندين أي نوع من أنواع الاختراق الأمني لأي مجتمع من المجتمعات الخليجية والعربية وأي مساس أمني بأي دولة من تلك الدول، كما نشجب الأمر ونستنكره”.

وأضاف: “أصبحنا في دول الخليج نشعر بتهديد قوي في مثل هذا المنعطف الذي نعيشه، وأياً كان نوع هذا التهديد أو طبيعة الأشخاص الضالعين فيه فهو تهديد يجب أن يقاوم على جميع الأصعدة”. وتابع: “دول الخليج تمر بمرحلة خطيرة وتتعرض للعديد من الأطماع والتدخلات، ما يستدعي عملاً واعياً ومنظماً، ومقاومة سواء على الصعيد الشعبي أو الإعلامي والرسمي وحتى تصدي منظومة الخليج ككل لهذه التهديدات”.

واعتبر هاشم أن وجود مجاميع تهدد الاستقرار السياسي الذي تنعم به الإمارات يجعلنا في وضع قلق، لأننا قد نتفهم العنف والاضطراب في بعض الساحات وبعض المجتمعات الخليجية، أما أن يصل الأمر إلى مناطق أكثر أمناً وشعب أكثر مسالمة فهذا يستدعي وقفة جادة لمواجهته، وأكد أن الإمارات ضربت مثلاً في ما يتعلق بالاختراقات الأمنية، حين تتبعت من قاموا باغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح على أراضيها وكشفت أقوى المؤسسات الاستخباراتية (الموساد) رغم محاولة الأخيرة إخفاء الجريمة.

القاعدة وولاية الفقيه

وحذر رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة من كون “الإسلام السياسي، الذي يضم أتباع ولاية الفقيه وحتى بعض الخلايا النائمة التابعة لتنظيم القاعدة، يسعى لاعتلاء السلطة في منطقة الخليج بأي ثمن”، مشيراً إلى أن “الكشف عن كون بعض أفراد الخلية التي تم ضبطها مؤخراً في الإمارات ينتمون للإسلام السياسي شيء غير مستغرب”، وقال: “إن الأنظمة والحكومات في منطقة الخليج دعمت الإسلام السياسي، وإن الحكومات في أغلب دول مجلس التعاون مخترقة من هذا التيار”، وأضاف: “على الحكومات الخليجية أن تضع خطة لخلق توازن سياسي في المنطقة والحد من صعود الإسلام السياسي حتى لا يظل مهيمناً على مقدرات الدول والشأن العام بها”. وأكد جمعة أن شعب البحرين يستنكر ما تعرضت له دولة الأمارات، ليس استنكاراً شكلياً، ولكنه وقوف كامل مع الشقيقة ضد ما تعرضت له، وتابع: “هكذا يجب أن يكون إطار الوحدة والتعاون الخليجي، والحدث مناسبة للدعوة للتسريع بإقامة الاتحاد الخليجي الذي يصب في أمن دول المنطقة وتكاتفها ضد المؤامرات التي تحاك ضدها”، وأشار إلى أن “المنطقة مستهدفة والأحداث بها متسارعة، كما إن الخطر يقع على كل الدول الخليجية، ما يوجب على قادة المنطقة إدراك أن الهدف ليس الإمارات أو البحرين وحدها، وإنما الإخلال بأمن المنطقة ككل، لأن دول التعاون وحدة واحدة مستهدفة، وما تتعرض له واحدة منها يصل ضرره للأخرى، والخلية مجرد مشهد من سلسلة تصرفات تستهدفها جميعاً”، وتابع: “اكتشاف الخلية التخريبية يأتي في نفس السياق الذي سبق وأن عانت بسببه البحرين والكويت والسعودية”.

الإمارات وقفت مع البحرين

وأكد الأمين العام لجمعية الميثاق محمد البوعينين وقوف الشعب البحريني مع الإمارات في المحافظة على أمنها واستقرارها، داعياً إلى “أن نتذكر أن أهلنا في الإمارات سواء من القيادة السياسية أو الشعبية قد وقفوا مع أمن البحرين ودعموا استقرارها”، وبين أن “الواجب الشعبي يحتم تكاتف الجهود لحماية أمن واستقرار دول الخليج العربي وعزل كل من يريد أن يعبث بأمنها”، إضافة إلى: “مطالبة القيادات السياسية في دول المجلس بأن تقف صفاً واحداً أمام من يريد أن يزعزع الأمن”، وأوضح أن أي انحراف أمني في أي جزء من دول الخليج العربية يؤثر على الدول الباقية، وقال: “يجب أن ندرك أن أمن واستقرار أي دولة من دول الخليج هو دعم لاستقرار البحرين وبقية دول الخليج”.

يذكر أن دولة الإمارات ألقت القبض مؤخراً على مجموعة من الأشخاص كانوا يخططون “للمس بأمن الدولة”، ووجهت إليهم النيابة العامة تهمة تأسيس جماعة وإدارة تنظيم يهدف إلى ارتكاب جرائم تمس أمن الدولة ومناهضة الدستور والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الحكم، إضافة إلى ارتباط الجماعة بتنظيمات خارجية.