عواصم - (وكالات): ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن استهداف حافلة ممتلئة بالسياح الإسرائيليين في بلغاريا يكرس الحقيقة القاتمة بأن إيران تشن حرباً إرهابية.
وقالت الصحيفة إن إيران تستخدم أراضيَ دول في شتى أنحاء العالم، مستخدمة وكلاء مثل حزب الله اللبناني أحياناً، وقوتها الخاصة في أحيان أخرى. واتهمت الصحيفة إيران بأنها لا تستهدف فقط دبلوماسيي البلدان التي تعتبرها أعداء لها مثل إسرائيل ودول الخليج، بل تتعدى ذلك إلى استهداف المدنيين.
وكان تفجير الحافلة في بلغاريا الذي قتل فيه 5 إسرائيليين، هو “النشاط الإرهابي” التاسع الذي يربط بإيران خلال العام الجاري، والثالث خلال هذا الشهر. وادعت الصحيفة أن الهجومين الآخرين هذا الشهر قد أحبطا في كينيا وقبرص. وكان شهر فبراير الماضي قد شهد استهداف أهداف دبلوماسية إسرائيلية في الهند، أصيبت فيها زوجة أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين هناك، وفشل هجومان في الشهر نفسه في تايلند وجورجيا. وكانت محكمة أمريكية قد وجهت الاتهام لمواطنَيْن إيرانييْن بالتآمر لقتل السفير السعودي في واشنطن عن طريق تفجير مطعم في جورجتاون بالولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإيرانيين كانوا قد ذكروا في مناسبات سابقة أنهم سينتقمون لمقتل عدد من علمائهم النوويين واستهداف شبكة البرنامج النووي الإيراني إلكترونياً من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. واستشهدت الصحيفة ببيان مجلس الأمن الخميس الماضي الذي قال فيه “إن أي عمل إرهابي يعتبر عملاً إجرامياً وغير مبرر بغض النظر عن الدافع”. وقالت الصحيفة إن الذين قتلوا باستهداف الحافلة السياحية في بلغاريا لم يكونوا محاربين ولا علماء يقومون بتطوير أسلحة غير شرعية للدمار الشامل، بل كانوا مدنيين من ضمنهم امرأة حامل. وأضافت أن سلسلة الهجمات المستمرة تعطي جواباً محبطاً للسؤال المطروح حول رغبة “نظام آية الله خامنئي” في التوصل إلى تسوية مع الغرب. وأشارت الصحيفة إلى وجود “دلائل قوية” تربط حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني بعدة اعتداءات، إلا أنه حتى البلدان التي شهدت غزو الإرهابيين لأراضيها قد أحجمت حتى اليوم عن القيام برد فعل ما. وفي سياق متصل، كشفت وثائق سرية أن شرطة نيويورك تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني شارك مع جماعات تابعة له حتى الآن هذا العام في 9 مؤامرات ضد أهداف يهودية أو إسرائيلية في أنحاء العالم. وتقول تقارير أعدها هذا الأسبوع محللو مخابرات لصالح شرطة نيويورك أن 3 مؤامرات أحبطت في يناير الماضي و3 في فبراير الماضي فضلاً عن إحباط 3 مؤامرات أخرى منذ أواخر يونيو الماضي. وجاء في التقارير التي حملت وصف “تقارير حساسة لتنفيذ القانون” إن الهجوم الانتحاري بقنبلة الذي وقع هذا الأسبوع في بلغاريا كان ثاني مؤامرة هناك يكشف عنها هذا العام.
في الوقت ذاته، يتقدم المحققون البلغار بمساعدة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وسي.اي.ايه والاف.بي.اي والإنتربول خطوة بخطوة نحو التعرف على منفذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف الأربعاء الماضي سائحين إسرائيليين في بلغاريا.
وتمكن وزير الداخلية تسفيتان تسفيتانوف من إعلان طبيعة المتفجر الذي استعمل مؤكداً أنها 3 كلغ من مادة تروليت الكثيرة الاستعمال عسكرياً والمصنوعة من مادة تي.ان.تي، والتي تستخدمها “عدة حركات إرهابية”. ويطرح المحققون فرضية وجود شريك فجر عن بعد بواسطة هاتف نقال، العبوة التي كان يحملها منفذ الهجوم الانتحاري، كما ذكرت صحيفة “بريسا” وشبكة بي.تي.في التلفزيونية الخاصة. من جانب آخر، أكد مصدر عسكري يمني، أن خلية التجسس الإيرانية التي تم كشف النقاب عن إلقاء القبض على أفرادها بدأت عملها في اليمن منذ الحرب الثانية بصعدة التي دارت بين حركة الحوثيين المسلحة والحكومة اليمنية إبان النظام السابق. وأضاف أن الخلية ظلت تعمل منذ تلك الفترة في اليمن، لافتاً النظر إلى أن السفير الإيراني بصنعاء محمود حسن زاده كان المسؤول على عملية التشيع بمنطقة القرن الأفريقي، وإنشاء معسكرات التدريب للمليشيات المسلحة في الصومال وإريتريا، أثناء عمله في وزارة الخارجية الإيرانية.
من ناحية أخرى، أكد خبراء في شؤون الطاقة، أن إيران تضاعف جهودها للالتفاف على العقوبات الدولية، عبر استغلال تعاون العراق معها، لافتين إلى أن بغداد تساير المصالح الإيرانية، سيما في مواضيع الربط بالسكك الحديد مع أوروبا وفي مشروع مد أنابيب الغاز الإيراني عبر دول بلاد الشام وتركيا وأوروبا.