( رويترز) - كان الحفل المثير الذي قدمته بريطانيا للعالم الجمعة هو حصيلة لأشهر من التجارب التي شهدت تساقطاً للأمطار وخاضها ألوف المتطوعين. وبالنسبة لبعض المتطوعين البالغ عددهم 7500 متطوع من الهواة فإن الإعداد لحفل افتتاح دورة لندن الأولمبية تطلب وقتاً طويلاً وانتقالات يومية وتكاليف شخصية إلا أنها ولدت ذكريات يتوقع أن تستمر مدى الحياة.

وقالت باتريشيا هينلي وهي باحثة جامعية تقيم في لندن ولعبت دوراً كواحدة من مئات الممرضات اللاتي وقفن بجوار أسرة المرضى في المستشفيات خلال العرض «بمجرد أن عرفت في يناير الماضي أن هذه هي مهمتي التي سأقوم بها أوقفت كافة أنشطة حياتي. لم أقم بأي شيء على مدار ثلاثة أشهر ولم أتوجه إلى أي مكان».

وبدأت هينلي التدريبات في منتصف أبريل في قطاع صممه المخرج الفني داني بويل تحية لطاقم العاملين في خدمة الصحة الوطنية. وأمضت هينلي هي ومجموعتها 150 ساعة تقريباً في المجمل لتحسين الأداء.

وقال مات أندروز وهو ممثل متطوع من ليتونستون في شرق لندن «كان الأمر مرهقاً حقاً».

وأضاف أندروز «في البداية كانت لدي شكوك بشأن ما إذا كان لزاماً علي القيام بذلك بسبب الوقت المطلوب. إلا أن زوجتي شجعتني بقوة وقالت لي ’لا...يجب أن تقوم بهذا لأنك ستندم لو لم تقم بذلك. كانت محقة بالفعل».

وبدت الأجواء المميزة والصداقة الحميمة واضحة في الساعات القليلة التي سبقت دخول المتطوعين للمجمع الأولمبي لارتداء الملابس ووضع مساحيق التجميل.

وقال أندروز «تمكنت من صنع صداقات رائعة حقاً هنا..أصدقاء سيستمرون مدى العمر وهذه تمثل الحصيلة التي خرجنا بها من الأولمبياد. بالنسبة لي..فان بريطانيا احتوت كل هؤلاء...الكثير من الناس يحضرون من كل حدب وصوب للمشاركة في هذا العرض».

وبالنسبة للبعض فإن المشاركة في حفل الافتتاح كلفهم ما هو أكثر من معاناة الأيام والليالي. وقالت بام هوليمان التي عملت في خدمة الصحة الوطنية لمدة 32 عاماً إنها كانت تنتقل من منزلها في شيستر جنوب غرب لندن وهو ما كلفها 400 جنيه استرليني (630 دولاراً).

وأضافت «كنت انفق هذا المبلغ خلال إجازتي إلا أن التجربة تساوي المدفوع فيها».

وقال آخرون إنهم يعرفون أشخاصاً كانوا يأتون لحضور التدريبات من بلفاست بأيرلندا الشمالية وأدنبره عاصمة اسكتلندا.