(أ ف ب) - اختارت طوعاً التدرب لأربعة أشهر كي تشارك في مشهد مدته 6 دقائق فقط في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الصيفية المقامة حالياً في لندن، وبعد ذلك حزمت أمتعتها لتستمع بالصيف المتوسطي في فرنسا.

تبدو بيغي ماكاي فخورة بما قامت به خدمة للحركة الأولمبية ولمدينتها لندن التي تستضيف الألعاب للمرة الثالثة في تاريخها (رقم قياسي)، إذ كانت بين عشرة آلاف متطوع شاركوا في حفل الافتتاح الجمعة الماضي في الملعب الأولمبي في ستراتفورد الذي كلف 27 مليون جنيه إسترليني، بحضور الملكة إليزابيث الثانية ونحو مليار متفرج في أنحاء العالم.

تقول ماكاي وهي من أصول إسكتلندية لوكالة فرانس برس: «قررت المشاركة في حفل الافتتاح خدمة للحركة الأولمبية ولمساعدة مدينتي على استقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم وإظهار ضيافتنا، وكل ذلك مجاناً. كنا نخضع للتمارين ثلاثة أيام أسبوعياً تحت إشراف المخرج داني بويل الذي كان يهتم بكل شاردة وواردة. كانت التمارين تقام ليلاً عندما ينتهي معظم المتطوعين من أعمالهم وأجبروا على إبقاء التفاصيل سرية». لعبت ماكاي دور ممرضة في هيئة الخدمات الصحية تدفع أحد الأسرة داخل الملعب و»مدة المشهد الأساسية كانت 8 دقائق لكن تم تقليصها إلى 6 دقائق».

التمارين التي دامت أربعة أشهر لم تسمح للسيدة المتقاعدة التي عملت في كواليس الحفلات الغنائية لمدة أربعين سنة، بمشاهدة تفاصيل حفل الافتتاح على رغم تواجدها داخل حرم الملعب الأولمبي: «كنا داخل إحدى قاعات الملعب، ولم نشاهد أي شيء من الحفل، لأن وضع الشاشات اعتبره منظمو الحفل بأنه قد يشتت انتباههم ويصعب عملية إدخالهم في الوقت المناسب إلى ساحة العرض الرئيسة».

تتحدث ماكاي بكبرياء بريطاني لا يخلو من التواضع: «إحدى صديقاتي طلبت عطلتها السنوية من وظيفتها، كي تعمل لمدة 15 ساعة في اليوم سائقة لإحدى البعثات وبالطبع مجاناً. نريد أن نخدم بريطانيا، ونساهم بإنجاح الألعاب، لأن البلاد تمر بوضع اقتصادي صعب».

أنهت ماكاي مهمتها بنجاح، وكانت راغبة بالتفرغ لمتابعة الألعاب من مدرجات الملاعب وخصوصاً السباحة التي تعشقها «لكن أسعار البطاقات مرتفعة ولم أشارك في تقديم الطلبات قبل الألعاب».

على الرغم من خيبتها، تبدو ماكاي الستينية سعيدة أثناء ركوبها قطار «جافلين» السريع المستحدث لنقل المشاهدين من وسط لندن إلى المجمع الأولمبي في 6 دقائق، بيد أنها كانت تستخدمه لمغادرة بريطانيا كي تنضم إلى صديقتين لها سبقتاها إلى جنوب فرنسا «للاستمتاع بشمس المتوسط»، هرباً من الطقس المتقلب فوق مدينة الضباب التي شهدت الأحد هطول أمطار عكرت خطط بعض منظمي الألعاب.

تقول ماكاي البشوشة: «لقد عملت كثير في حياتي وآن الأوان كي أرتاح».