كتب - حسن الستري:

دبت الحياة مجدداً في السوق الشعبي بالموقع البديل، في وقت اشتكى فيه التجار والمتسوقون من تدني حركة البيع والشراء مع مقدم الشهر الفضيل، وبنسبة تصل إلى 90%، ونشاط حركة تأجير الفرشات بالباطن وبأسعار تصل إلى 100 دينار للفرشة الواحدة.

عاد التجار ببضائعهم الناجية من الحريق إلى الموقع البديل، لكن الحركة بدأت باهتة ومتواضعة، وبدأ التجار بالتذمر من غياب الزبائن والمتسوقين، مؤكدين أن نسبة التسوق تنخفض خلال رمضان المبارك عموماً ولكنها انخفضت بشكل أكبر هذا العام.

وقال البائع يوسف عيسى إن التجار عادوا للسوق بعد 3 أيام من الحريق، وكانت الحركة في الأسبوع الأول شبه ميتة، باعتبار أن المواطنين ليسوا على دراية بالموقع البديل، قبل أن تعود للتحسن تدريجياً ولكن دون المستوى المطلوب.

وأضاف “الحريق سبب لنا أزمة مضاعفة بتزامنه مع موسم رمضان والعيد وقرب افتتاح المدارس، ما يجعل موازنة المواطنين ضعيفة ويؤثر على قدرتهم الشرائية”، وقال “كنا نشهد إقبالاً ضعيفاً على التبضع خلال رمضان، ولكن ضعف الإقبال هذا العام كان بدرجة أكبر”.

وأرجع السبب إلى تلف جزء كبير من البضاعة المعروضة في السوق جرّاء الحريق، والتهامه نتاج عمل سنين طويلة من جمع التحف القديمة والأثاث المستعمل، مشيراً إلى أن التجار لا يستطيعون شراء بضاعة جديدة في ظل غياب مخازن تستوعبها وتؤمنها.

وقال “في السوق أناس متقاعدون وضعوا “شقا عمرهم” هنا، وبعضهم ليس لديه راتب تقاعدي، وتلفت بضائعهم في الحريق، ونحن نأمل أن تعوضنا الحكومة التي لم تقصر مع التجار حين وفرت لهم المكان البديل خلال أيام، ولكننا نطمع في المزيد لنتمكن من استعادة عملنا تدريجياً”.

وشكر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء على توجيهاته بحلحلة مشاكل تجار السوق، وناشد الحكومة بتوفير مخازن ومستودعات بالسوق، مستدركاً “لا يمكننا أن نشتري بضاعة خشية تعرّضها للسرقة والتلف”.

وأضاف “صحيح أن وزارة الداخلية عيّنت حراساً لحراسة السوق المركزي، ولكن هذا غير كافٍ لطمأنة التجار، ممن مازالوا يطالبون بتوفير مخازن تؤمن بضائعهم وتحميها”.

من جانبه قال البائع علي محسن “أنا مواطن ليس لي راتب تقاعدي ومدخولي على السوق، وأنا مستأجر، وتعرض جزء كبير من بضائعي في السوق للتلف”.

وتطرق محسن إلى مشكلة تأجير الفرشات بالباطن، وقال “يجب على البلدية أن تراقب الفرشات، ولا تسمح لمواطن باستئجار أكثر من فرشة أو تأجيرها بالباطن، إذ تجد مواطنون يستأجرون أكثر من 10 فرشات بسعر 15 ديناراً للفرشة، ثم يؤجرونها بالباطن بسعر 100 دينار للواحدة”.

بدوره وصف التاجر غازي الحليبي السوق الشعبي بـ«الميت”، بعد أن خسر 3 محال تجارية في الحريق، وقال “خلال رمضان من الأعوام الماضية كان الإقبال على الشراء من السوق يتراجع بنسبة 50%، فيما تقلّص هذا العام بنسبة 90%.

وأضاف “أنا أتكلم كبائع، نحن نطالب بمحال جديدة نستعيد من خلالها تجارتنا، خسرت ما مجموعه 120 ألف دينار، ونتمنى من الحكومة أن تعوضنا عما خسرناه في الحريق”.

وأردف “على مدار السنوات الماضية حاولت تأمين محالي التجارية، ورفضت أكثر من شركة تأمينها بحجة أن احتياطات السلامة غير متوفرة في الموقع، رغم أنني أبديت استعدادي للتأمين بما يحددونه من مبالغ”.

وأكد المواطن أحمد الذي وُجد في الموقع، تغير كل شيء في السوق، ما يجعل مرتادوه يتيهون ولا يعلمون أين يذهبون لشراء حاجاتهم، موضحاً “هناك بضاعة في السوق لكنها ليست بالجودة السابقة، والأسعار أقل من الأول، ولعل مرد ذلك رغبة التجار بتعويض جزء من خسائرهم جراء الحريق”.

من جانبه تحدث التاجر حسن تراب عن تأثر حركة البيع والشراء في السوق، موضحاً أن الخيم الموجودة نصبها التجار بأنفسهم.

وطالب تراب بتوفير مراوح كهربائية لمرتادي السوق، والتصدي لظاهرة تأجير الفرشات بالباطن، وعدم السماح للتاجر باستئجار أكثر من فرشة في السوق، وإعادة الحركة بالسوق إلى سابق عهدها ليتمكن التجار من استعادة تجارتهم وتعويض خسائرهم المترتبة على الحريق.

********************************

نبيل