تستعيد وزارة الثقافة في أمسية رمضانية، تنطلق عند الساعة الساعة التاسعة من مساء اليوم الخميس في سوق القيصرية في مدينة المحرق، الإرث الاجتماعي، عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة في احتفائية خاصة تنظمها بالتعاون مع عدد من الجهات.

وتتضمن الاحتفالية، لقاءات اجتماعية وثقافية تعتمد على التوظيف المكاني، وتشكيل مجالات التقارب، تستثمر فيها سوق القيصرية وذاكرة المكان الخاصة بمدينة المحرق لإحياء المنطقة، وإطلاق عددٍ من الأحداث الاجتماعية والمشاهدات البصرية الجمالية في حواري المدينة، وبين دكاكينها وأسواقها التي تشارك في صياغة الفعاليات والأنشطة.

وتتجه هذه الأمسية التفاعلية، إلى إحياء المنطقة عبر مجموعة من الممارسات والأنشطة، وتكوين جواذب للاقتراب أكثر من منطقة هذا السوق التاريخي. إذ توظّف الاحتفالية المفاهيم الحرفية والمهنية في مجموعة من الأعمال التقليدية والمهن الموروثة بمشاركة حرفيي مركز الجسرة، الذين يستثمرون هذا الفضاء العفوي في إبراز مهارات يدوية واستعراض الإرث المهني الذي تتميز به مملكة البحرين.

وتزاول الدكاكين والمحلات في سياق الفعل الجماعي ومواصلة الطبيعية الحياتية لهذا السوق، أعمالها بصورتها الاعتيادية، والتي من بينها مطعم “زعفران” الذي يختصّ بتقديم المأكولات البحرينية الشعبية، حيث تساهم جميعها في صياغة الفرح من خلال استقدام الحياة إلى الأزقة، معتمدة على الجاذب الاقتصادي والاجتماعي في ذلك.

كما تشارك في هذه الفعاليات شخصية “أم حسن” التي عُرِفَت بحضورها الدائم والمتميز في المحافل الوطنية والتراثية.

وتستعيد الأغنية البحرينية القديمة، الموروث السماعي والأدائي، برفقة فرقة محمد بن فارس الشعبية التي تستحضر الصوتَ الشعبي من خلال أداء متميز. إذ تقدّم في فنونها مجموعة من الاستعراضات والرقصات البحرينية الشعبية التي لا زالت قائمة حتى وقتنا الحالي.

كما تشمل الاحتفائية توزيع القرقاعون على الأطفال، في إشاعة للبهجة والفرح، والترويج لفكرة هذه العادة التي يشارك فيها الأهالي أيضًا، حيث تدرِج هذه الأمسية العديد من العادات الشعبية، والثقافات الحياتية المشاعة.

وتعتمد الفعاليات المزمع إقامتها يومَ الخميس المقبل على توظيف التركيبة الحقيقية والطبيعية للمكان، وتقديم الحياة بصورتها الاعتيادية والعفوية، حيث تشكّل هذه اللوازم المجتمعية قيمًا ثقافية ومشاركات عفوية تعكس التقارب والصلات التي تميّز مناطقنا، وتستند في حدوثها على النسيج المقارن ما بين حياة الناس وتكوين المنطقة عمرانيًا وفكريًا. خصوصًا وأن سوق القيصرية هو أحد أهم أقدم الأسواق التاريخية في المنطقة، والذي يحمل قيمًا حضارية تتمثل في مسار حكايته التي تسعى الوزارة لاستعادتها وتعريف الناس إليها.

وأكّد منظمو الفعالية، أنه سيتم توفير مواقف للسيارات بالقرب من منزل المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، حيث ستكون المحطة مخصصة لنقل المشاركين إلى موقع الحدث.