بعد صمت استمر أياماً، كشفت وكالة أنباء الصين الجديدة عن توقيف رجل يشتبه بأنه قتل 11 شخصاً في إقليم يونان، لكنها لم تتطرق إلى مسألة أكل لحوم البشر التي أثارتها صحافة هونغ كونغ. زانغ يونغمينغ (56 عاماً) الذي حكم عليه سابقاً في إقليم يونان متهم بـ 11 عملية قتل، وقد تم إبلاغ عائلات ضحاياه الذين كانوا جميعهم من الرجال. ويشتبه بأن زانغ يونغمينغ قد هاجم ضحاياه عندما كانوا يسيرون بمفردهم بجانب منزله، وهو كان يخفي آثار جرائمه من خلال تقطيع الجثث وحرقها أو طمرها. وأكدت الوكالة في خبر قصير أن المحققين تمكنوا من جمع «أدلة كثيرة» وعينات من حمض الدي إن إيه، من دون تحديد ماهية البراهين. ولم ترد في هذه النسخة الملطفة من الأحداث التي نقلتها الوكالة الرسمية التفاصيل والشبهات الخاصة بمسألة أكل لحوم البشر التي ذكرتها الصحف في هونغ كونغ (ثم نقلتها وسائل الإعلام الدولية) والتي أثارت موجة من عمليات الرقابة على المواقع الإلكترونية في الصين. وأفادت صحيفة «ستاندرد» الصادرة في هونغ كونغ أن الشرطة اكتشفت في منزل المشتبه فيه «عشرات العيون محفوظة في قوارير من المشروبات الكحولية». وقالت الشرطة إنها تشتبه في أن زانغ قدم إلى كلابه الثلاثة جلداً بشرياً لتأكلها، وكان يبيع أجزاء في السوق على أنها «لحم نعام». يذكر في هذا السياق أن ظاهرة أكل لحوم البشر تعتبر مسألة حساسة في الصين حيث سادت هذه الظاهرة خلال فترة القفزة الكبيرة إلى الأمام في نهاية الخمسينيات التي شهدت مجاعات عديدة ذهبت ضحيتها عشرات ملايين الأرواح.