أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة أن "سياسة مملكة البحرين تهدف إلى تعزيز الحوار ونشر ثقافة السلام، وهو أمر لطالما تحرص البحرين على تبنيه في كافة المحافل الدولية ضمن جهودها المتواصلة في مواجهة مظاهر العنف والتمييز لترسيخ ثقافة تنادي للسلام والتقارب بين الأديان".
وأشارت قرينة عاهل البلاد المفدى خلال مشاركة سموها بافتتاح واحة "سعفة الحرية" في ساحة كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس اليوم السبت إلى أن مملكة البحرين في كافة الحقب التاريخية التي تعاقبت ومرت عليها قد شهدت بأن السمة الرئيسية لشعب البحرين هي التعايش والتسامح بين الأديان كونها من القيم الإنسانية الخالدة حتى يومنا هذا، مؤكدة أن البحرين كانت ولا تزال واحة للتعايش السلمي بين مختلف الأديان والحضارات، وأنموذجا حيا للحريات الدينية حيث تمارس كافة شعائرها بكل حرية.
وأكدت سموها خلال الافتتاح الذي جرى بحضور سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك وبمشاركة عدد كبير من الشخصيات الدينية والسياسية أن من أهم ما يميز مملكة البحرين أنها تمثل ملتقى فكري وحضاري لممارسة الأديان حيث تتواجد المساجد بجانب الكنائس ويصدح صوت الأذان مع قرع الأجراس ما يمثل صورة تجسد العمق الإنساني في التعامل الراقي بين فئات المجتمع كافة.
وأوضحت قرينة عاهل البلاد المفدى إلى أنه تقديرا لدور الجاليات والمقيمين في المجتمعات في المساهمة بدعم عملية التنمية وتطوير الاقتصاد وزيادة الاستثمار وإثراء الفكر والثقافة والحياة الاجتماعية، وتأكيداً للدور البارز والحضاري للجاليات والمقيمين في المساهمة في عملية التطوير والاستقرار في الأوطان، قامت مملكة البحرين بمبادرة بتخصيص ندوة للجاليات والمقيمين ضمن جلسات حوار التوافق الوطني خلال العام 2011، وتضمين مخرجات هذه الندوة ضمن التقرير الخاص الذي رفع لجلالة الملك المفدى لتصبح موضع التنفيذ ضمن خطط الدولة، لتسجل النهج الديمقراطي والرؤية الشاملة للمسيرة الإصلاحية في مملكة البحرين وحرصها على تبادل الأفكار ووجهات النظر من الجميع لما فيه خير وصالح مملكة البحرين ومستقبلها.
وخلال كلمة القتها سموها باللغة الفرنسية، نقلت سموها خالص شكر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بدعوة مملكة البحرين للمشاركة كضيف شرف في احتفال هذا اليوم المخصّص للحرية الدينية.
وتضمن الاحتفال، إلقاء عدد من الكلمات لعدد من الاساقفة أبرزهم السيد لويس ساكو مطران مدينة كركوك العراقية، والسيد كيرالوس ويليم أسقف مدينة أسيوط المصرية، والسيد بول بهاتي مستشار رئيس الوزراء الباكستاني لشئون الأقليات الدينية، والسيد جوزيف زن أسقف هونغ كونغ.
وتم خلال الاحتفالية التوقيع على نداء الالتزام بالدفاع عن الحرية من قبل الرؤساء الدينيون أو الممثّلون عنهم.
جدير بالذكر، أنه تم اختيار مملكة البحرين كضيف شرف في احتفالية افتتاح واحة "سعفة الحرية" لهذا العام بناء على تشجيعها للحريات الدينية وممارسة كافة الأديان والشعائر بحرية، وباعتبارها رائدة في مجال حقوق الإنسان، ومثال يحتذى به لكافة الدول في الشرق الأوسط خصوصاً وأنها دولة مسلمة وتشكل الأقليات فيها نسبة 9 بالمئة من إجمالي عدد السكان.