أكدت استشارية طب وجراحة العيون د.هيفاء محمود أن “البحرين حققت تقدماً عالمياً في زرع القرنيات بالليزر”، مشيرة إلى أن “البحرين إحدى الدول القليلة المتطورة عالميا في هذا المجال حول العالم، باعتبار أن زرع القرنيات بالليزر يتفوق على التدخل الجراحي اليدوي”.
وأوضحت د. هيفاء أن “القرنية هي الجزء الدائري الشفاف الذي يقع في مقدمة العين ويغطي القزحية، حيث يسمح بمرور الضوء ليتمكن الشخص من الرؤية الواضحة”، مشيرة إلى أن “زرع القرنية هو استبدال القرنية المعتمة بقرنية أخرى من شخص سليم حديث الوفاة، وذلك نتيجة إصابة القرنية المعتمة بأمراض مختلفة مثل الترخوما، وقرحات القرنية الجرثومية، أو إصابة القرنية بمواد كيماوية وغيرها”.
وأشارت د.هيفاء إلى أن “زرع القرنيات ينقسم لـ 3 أقسام رئيسية هي: زراعة قرنية كاملة: وهو استبدال كل طبقات القرنية المعتمة بقرنية اخرى سليمة وشفافة، وهناك أيضا زراعة القرنية الجزئية “ترقيع القرنية”: وتجرى زراعة القرنية الجزئية العميقة بدقة شديدة، حيث يتم استبدال كل طبقات القرنية، عدا الطبقة المبطنة، والتي لا يتعدى سمكها 10 – 12 ميكرون، وعادة هذا النوع من الجراحة تجري بواسطة جراحين ذو خبرة كبيرة في جراحة القرنيات، والهدف من الحفاظ على الطبقة الرقيقة المبطنة من القرنية هو تفادي عرضة القرنية المزروعة للرفض لا هذه الطبقة الرقيقة هي المسؤول الأول عن الرفض إذا ما تم استبدالها هي أيضا، كما هو الحال في زرع القرنيات الكاملة، أما النوع الثالث، فهو زراعة الطبقة المبطنة للقرنية: وهي من الجراحات الدقيقة جدا، حيث يتم استبدال فقط الطبقة المبطنة من خلايا القرنية المسمى بطبقة جديدة من قرنية سليمة يسمح بإرجاع صفاء القرنية، حيث أن زرع هذه الخلايا يعمل على التخلص من السوائل الزائدة في القرنية المعتمة، ومن ثم تحافظ على شفافية القرنية وصفائها وتساعد على الرؤية الواضحة، ولإجراء هذا النوع من جراحة زرع القرنية يتطلب أن تكون الطبقات السطحية من القرنية شفافة وغير معتمة لأي سبب من الأسباب”، لافتة إلى أن “النوع الأول من الجراحات يتم اجراؤه بسهولة وخبرة بمستشفى د. هيفاء للعيون، ومازال المستشفى ينفرد بهذه النوعية من الجراحات بالبحرين”.
إنتاج قرنية صناعية
وفيما يتعلق بزرع القرنية الصناعية، فسرت د.هيفاء توجه الإنسان لإنتاج قرنية صناعية إلى ظروف كثيرة وحالات متعددة لا يصلح معها زرع القرنية الطبيعية كتكرار الرفض للقرنية الطبيعية أكثر من مرة في نفس العين التي تم زرع القرنية فيها”، مشيرة إلى أن “زراعة القرنية تكون ضرورة في الحالات التالية : عتامة القرنية الناتجة عن بعض جراحات العين مثل جراحة “المياه البيضاء”، والحالات المتطورة للقرنية المخروطية “زيادة تحدب القرنية”، وأيضا فشل القرنية الوراثي، علاوة على رفض الجسم للقرنية بعد جراحة سابقة لزراعتها، إضافة إلى عتامة القرنية بسبب إصابتها بالتقرحات أو الحوادث”.
وتطرقت د.هيفاء للحديث عن المضاعفات التي يمكن أن تحدث، مشيرة إلى “احتمالية رفض الجسم للقرنية، ويظهر ذلك في صورة عتامة القرنية وتدهور الرؤية، ويمكن بالعلاج الصحيح وقف رفض الجسم للقرنية في معظم الحالات”، مشددة على أن “زراعة القرنية الجزئية تنفرد بعدم تعرض المريض للرفض نتيجة المحافظة في أثناء الجراحة على الطبقة المبطنة للقرنية”، لافتة إلى أن “العلامات التحذيرية لرفض الجسم للقرنية تتضمن إحساس بالضيق وعدم الراحة في العين، وحساسية العين للضوء، واحمرار العين، وتدهور الرؤية”.
قفزة تكنولوجية هائلة
وأوضحت أن “البحرين حققت تقدماً عالمياً في زرع القرنيات بالليزر، وأن مستشفى د. هيفاء للعيون بدأت بزرع القرنيات بتقنية واعدة تبشر بقفزة تكنولوجية هائلة في زرع القرنيات بالليزر، حيث تحولت تقنية مشرط الجراح اليدوي في زرع القرنيات والتي تستغرق 40 دقيقة لإزالة القرنية المصابة لدقيقة واحدة فقط بواسطة الليزر”.
وأوضحت د. هيفاء أن “ذلك إحدى ثمرات اختراع الليزر في طب وجراحات العيون، والذي قد تم توظيف هذه التقنية باستخدام الليزر، بدلاً من مشرط الجراح في زرع القرنيات الجزئية، والمقصود بها إزالة جميع طبقات القرنية المصابة بالتحدب والضعف الشديدين أو بالعتامات، وترك طبقة رقيقة جداً مبطنة لا تتعدى 12 ميكروناً لتفادي عرضة القرنية المزروعة للرفض والفشل”، لافتة إلى أن “الطبقة الرقيقة تعد المسؤول الأول عن الرفض، والتي إذا تم استبدالها يتعرض المريض لرفض القرنية في أي مرحلة من مراحل حياته”.
وأضافت د. هيفاء أن “استخدام تقنية الليزر في زرع القرنيات بدل المشرط الجراحي اليدوي يساعد على التخلص من مضاعفات إزالة طبقة القرنية غير المرغوب فيها، ومنها اختلاف سماكة القطع أو حدوث ثقوب في القطع بصورة نهائية، والتي عادة ما قد تحدث مع المشرط اليدوي عند الجراح، مما يضطره لتحويل زرع القرنية لزرع كلي للقرنية، وعندها يبدأ هاجس الخوف من رفض القرنية عند الجراح والمريض”، مشددة على أن “البحرين تعتبر حالياً من المراكز القليلة في العالم التي تجرى فيها هذه النوعية من الجراحات الدقيقة والمتطورة جداً، وطرحت بنجاح هذه التقنية وبنسبة نجاح عالية جداً وقصر فترة نقاهة ملحوظ”.