كتب - حذيفة يوسف:تعاني المتنزهات والحدائق المنتشرة في مملكة البحرين من إهمال شديد في أعمال النظافة والصيانة مما يفقدها الغرض الذي أقيمت من أجله وهو توفير المتنفس للمواطن والمقيم، خاصة الأطفال الصغار.وزارت «الوطن» عدة حدائق ومماشي في مختلف المحافظات لمعرفة وضعها، والتقت المرتادين الذين أكدوا أن الإهمال هو الصفة السائدة في تلك الحدائق، حيث تفتقر تلك المرافق العامة للنظافة ولا توجد بها الخدمات الضرورية لقضاء وقت ممتع مع الأهل والأصدقاء.ممشى الاستقلال يعانــــي من الإهمـــالومن جهتهم، أكد مرتادو ممشى الاستقلال أنه يعاني من الإهمال الشديد أو حتى النسيان، حيث لا يوجد به عمال للنظافة حتى خلال ساعات الذروة، إضافةً إلى الحالة المزرية للحمامات والمرافق الصحية، وتكسر أبواب بعضها.وأشاروا إلى أنه وفي العديد من الأحيان لا يوجد حتى ماء في مغاسل تلك الحمامات العمومية، وأوضحوا أنهم يضطرون إلى الذهاب إلى مرافق المسجد المجاور أو حتى إلى منازلهم بدلاً من استخدام مرافق الممشى. ومن جانبه، أكد مجلس الجنوبية أن العمل جار على تسليم مهمة صيانة ونظافة المتنزهات والحدائق لشركات متخصصة، وذلك إثر الإهمال الكبير الذي عانت منه خلال الفترة السابقة. مرافق غير صالحة للاستخداموعلى صعيد متصل، قال المواطن خالد أحمد الذي صادفته «الوطن» وهو يمارس رياضة الركض في ذات الممشى إنه يرتاده منذ افتتاحه لممارسة الرياضة بحكم قربه من منزله، مشيراً إلى أنه وبعد الافتتاح بفترة قصيرة عانى الممشى من الإهمال خصوصاً فيما يتعلق بالمرافق الصحية.وأوضح أحمد أن مرافق الممشى تفتقد بشكل دائم للصابون والمناديل الصحية ونظافة الحمامات، بل وصلت الحال في بعض الأحيان إلى عدم وجود ماء حتى للاستخدام، متسائلاً أين تذهب ميزانية الحدائق، وهل تستخدم بالشكل المطلوب؟. إصابة طفل في مرجوحةوبدورها، قالت المواطنة أم حسين في الممشى المقابل للرفاع فيوز إنها تجلب أبناءها للعب في ذلك المكان، مبينة أنها تعاني مع أطفالها من صعوبة استخدام المرافق الصحية.وأكدت أن ألعاب الأطفال رغم بساطتها إلا أنه لا تجد الصيانة اللازمة وصارت تبدو بمنظر سيء للغاية، مبينة أن ابنها أصيب بجروح نتيجة لحديدة برزت في المرجوحة ولم يكن هناك من يعيدها لمكانها الطبيعي. وطالبت أم حسين بصيانة الممشى بشكل دائم وبتوفير عمال نظافة على مدار الساعة أو حتى خلال أوقات الذروة، مشيرة إلى أن تلك المتنزهات هي المتنفس الوحيد للأطفال ولا يمكن تركها دونما رعاية. عدم استواء طابوق المضمارومن جانبه، قال الشاب يوسف محمد إن حديقة الحجيات تعاني من الإهمال وسوء الخدمات وعدم نظافتها في جميع الأوقات. وأوضح أنه يمارس الجري بشكل يومي في الحديقة وبعض المماشي لرغبته في ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، مبيناً أنه أصيب أحد المرات بالتواء في الكاحل نتيجة لعدم استواء الطابوق الأحمر المرصوف في مضمار الركض خلال ممارسته لهوايته. سوء الخدمات ظاهرة عامة بالحدائق كما قال عضو المجلس البلدي في المحافظة الوسطى خالد العامر إن المتنزهات والمماشي تعاني من سوء الخدمات فيها، إلا أن الأخيرة أفضل حالاً من الأولى!، وأوضح أن هناك العديد من الحدائق التي وبعد افتتاحها مباشرة شهدت إهمالاً ملحوظاً وضعف في الصيانة الدورية التي هي مسؤولية وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني.وذكر العامر أن هناك حديقة في مدينة عيسى بالقرب من مجمع الرسالة الطبي السابق، وأخرى عند بوابة مجمع مدينة عيسى تفتقر للصيانة والإضاءة رغم حداثة إنشائها، مؤكداً أن «جولة واحدة تكفي لترى العجب العجاب»!.ووجه العضو البلدي الاتهام لقسم الحدائق والمتنزهات في البلدية وأكد أنهم مقصرون ولا يتابعون أعمالهم، مبيناً أنه وبعد الاتصال بهم يتحججون بأن «عددهم قليل» وهي حجة غير مبررة بحد قوله.وقال إن هناك ميزانية محددة للصيانة المستمرة للحدائق والمتنزهات والمماشي، إلا أن الموظفين يتحججون بعدم وجود تلك الميزانية الأمر الذي يؤكد وجود تقصير يتحمل تبعاته المواطن الذي يحاول الاستفادة من تلك المتنزهات والمماشي للترفيه عن نفسه.وأشار العامر إلى أن في المحافظة الوسطى ما يزيد عن 30 حديقة تعاني معظمها من الإهمال، وعلق بسخرية قائلاً «إلا حديقة خليفة الكبرى حيث لم يمض على افتتاحها سوى بضعة أيام.. وما لحقت على الإهمال..». وأكد أنه رغم بساطة عمليات الصيانة كون الألعاب بالحدائق والمتنزهات بسيطة ولا تحتاج سوى إلى صباغة والتأكد من سلامة أجزائها، إلا أن ذلك لا يتم حتى «بأضعف الإيمان». ولفت إلى أن بعض الحدائق لا تتواجد فيها إسعافات أولية، وليس هناك موظف مختص أو متدرب في هذا المجال.وقال العضو البلدي في ختام حديثه إنوفي بعض الحدائق يوجد رجال أمن يخافون من تحمل المسؤولية أو الاصطدام مع الشباب المخالفين، ويجلسون داخل الأماكن المخصصة لهم ولا يقومون بواجبهم، مؤكداً أن ذلك يتنافى مع مهماتهم.شركات خاصة للنظافةوفي الإطار ذاته، ذكر عضو المجلس البلدي للمحافظة الجنوبية محمد البلوشي أن الحدائق في الجنوبية سيتم تسليمها لشركات نظافة لتكون مسؤولة عنها خلال الفترة المقبلة وذلك بناء على اقتراح تقدم به مجلس الجنوبية وتمت الموافقة عليه من قبل وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني، بعد الإهمال الذي شهدته تلك المنشآت.وأضاف البلوشي أن مسؤولية صيانة الحدائق والمتنزهات بعد إنشائها من مسؤولية وزارة البلديات والتي لا قدرة لديها على تلك الأعمال، مؤكداً أن الضرورة اقتضت إعادة النظر في الإجراءات المتبعة لصيانة تلك الحدائق.وأكد أن اقتراح تسليم صيانة الحدائق لشركات نظافة متخصصة جاء خلال اجتماعات مجلس بلدي الجنوبية خلال دور الانعقاد الثاني، لتكون هي المحافظة الأولى التي يطبق فيها ذلك المشروع على مستوى المملكة، بما يضمن أقصى استفادة للمواطنين من تلك المرافق الخدمية.وقال البلوشي إن متنزه الحنينية لم توصل به الكهرباء ولازال يستخدم المولد الكهربائي، إضافةً إلى أنه يعاني من ضعف النظافة العامة. وأكد ضرورة توعية المواطنين والشباب خاصة حول أهمية النظافة العامة في المتنزهات والحدائق، لتفادي سوء استغلال تلك المرافق، التي تعاني أحياناً من التخريب أو الإضرار المتعمد لها.وطالب العضو البلدي في ختام حديثه الأعضاء البلديين باستخدام المبالغ المخصصة للأنشطة في توعية المواطنين من رواد المتنزهات والمماشي، حول تلك المشاكل التي قد تحدث بسبب نقص الوعي وعدم تحمل المسؤولية لدى البعض.