انقضى كلاسيكو الكامب نو على تعادل «عادل» بين برشلونة وريال مدريد بهدفين في كل شبكة ضمن منافسات الأسبوع السابع من الدوري الإسباني.
بدأ الميرينجي المباراة بقوة بغية إحراز هدف مبكر وتعقيد الأمور على رجال تيتو فيلانوفا، وتفوق بالفعل رونالدو ورفاقه تماماً في أول 25 دقيقة من عمر المباراة وكان اللوس بلانكوس هو الطرف الأفضل بوضوح.
خطة مورينيو
ظهر البرسا غير متزن على الإطلاق في الدقائق الـ 25 الأولى لقدرة وسط ميدان ريال مدريد بالإضافة إلى ثنائي قلب الدفاع، مع اعتماد الميرينجي على دفاع عالٍ على مسافة بعيدة من الحارس كاسياس، على محاصرة ميسي وقطع الكرة منه أكثر من مرة، بالإضافة إلى الضغط على حامل الكرة باستمرار، ما منح الضيوف الهيمنة على النصف الأول من حصة المقابلة الأولى.
جوزيه مورينيو اعتمد في هجمات فريقه بشكل أساسي على استغلال المساحات خلف جوردي ألبا الظهير الأيسر لبرشلونة المعروف بميوله الهجومية والذي كانت موكلة إليه مهام هجومية بالفعل في هذا اللقاء في ظل عدم لعب البرسا بجناح أيسر صريح في وجود إنييستا.
ماذا فعل فيلانوفا؟
تيتو فيلانوفا مدرب برشلونة تدخل في الوقت المناسب تماماً، حيث تفطن لنقطة محاصرة ميسي، فاعتمد على خمسة لاعبين في وسط الملعب دفعة واحدة، وأعطى تعليماته لتواجد الثنائي سيسك وإنييستا رفقة ميسي، بوسكتس وتشافي في منطقة العمليات، مع ترك مركز الجناح الأيسر شاغراً والاعتماد على تقدم ألبا.
صحيح أن ذلك أدخل أربيلوا الظهير الأيمن للميرينجي في حسبة وسط الملعب، ولكن هذا التغيير في المهام مع تواجد عدد كبير من لاعبي برشلونة في وسط الملعب أجبر مسعود أوزيل على العودة كثيراً إلى الخلف من أجل معاونة الثنائي ألونسو وخضيرة مع ثبات هذا الأخير في مناطقه الدفاعية وعدم التقدم للأمام، ما خفف من العبء الهجومي على جوردي ألبا، وفي نفس الوقت ساعد ميسي على التحرر قليلاً، حيث لم يعد التركيز عليه وحده مع تواجد إنييستا بجانبه وقدرته على التقدم للأمام بمهارته وسرعته.
البرازيلي لم يقدم مباراة طيبة وأخطأ في التمركز مرتين، مرة أمام بنزيمة ولحسن حظه، تعامل ذو الأصول الجزائرية مع عرضية رونالدو بشكل سيئ للغاية.
كذلك يتحمل الدولي البرازيلي مسئولية هدف الريال الأول، الذي جاء نتاج منظومة هجومية غاية في الروعة والإتقان من جانب عناصر الملكي إلى أن وصلت الكرة إلى رونالدو في الأخير وفي ظل سوء تمركز من جانب داني ألفيش للمرة الثانية في هذا الشوط، تمكن رونالدو من التسجيل في الكلاسيكو السادس على التوالي.
تبديل جيد لفيلانوفا وآخر سيئ لمورينيو
وفي الشوط الثاني استمر تفوق برشلونة إثر عمل كبير للغاية قام به الثلاثي إنييستا، تشافي وميسي في وسط الملعب مع إجراء جوزيه مورينيو لتبديل خاطئ أثر سلباً على ريال مدريد هجومياً بخروج كريم بنزيمة المزعج جداً والمتحرك في كافة مناطق برشلونة الدفاعية ونزول هيجواين اللاعب الأقل حركية.
في المقابل، أجرى فيلانوفا تبديلاً جيداً بخروج سيسك فابريجاس، الذي كانت له عطاءات دفاعية جيدة في وسط الملعب، ولكنه لم يقدم الإضافة الهجومية، بل على العكس، أفسد الكثير من هجمات برشلونة بكرات عرضية مقطوعة لعبها بإهمال شديد !.
فيلانوفا دفع بأليكسيس ليكون لدى البرسا متنفس هجومي آخر غير بيدرو، مع صعوبة الاختراق من العمق للانضباط التكتيكي الرائع لوسط ملعب الريال، وهنا ينبغي الإشادة بالثنائي أليكسيس وبيدرو حيث قام الثنائي بدوره الدفاعي بشكل جيد للغاية.
خطأ أدريانو في كرة الهدف الثاني للريال أتى من افتقاره لهذه النقطة، فكرة القدم خبرات مكتسبة وهو ليست لديه أي خبرة في اللعب في العمق، بل إنه يلعب دائماً على الأطراف، لذلك كان من الضروري الدفع بسونج إلى جانب ماسكيرانو في محور الدفاع.
برشلونة حصل على فرصتين مع نهاية اللقاء، واحدة لمونتويا والأخرى لبيدرو، ولكن سوء الحظ صادف تسديدة مونتويا لأن البرسا لم يكن يستحق الفوز، ولا ريال مدريد كان يستحق الخسارة، بل إنه تعادل عادل انقضت عليه واحدة من أجمل الكلاسيكوهات في الآونة الأخيرة.