كتب - محمد الخالدي: دعا أكاديميون وإعلاميون إلى تبني استراتيجية إعلامية موحدة لتعزيز فرص الاتحاد الخليجي وترسيخ مبدأ المواطنة، في مواجهة أطراف ثبُت سعيها لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها. وقالوا لدى مشاركتهم بندوة تفعيل استراتيجية العمل الإعلامي الخليجي المشترك ضمن فعاليات مهرجان الخليج الثاني عشر للإذاعة والتلفزيون، إن تفعيل بنود الاستراتيجية ضمانة لتعزيز التعاون وفرص الوحدة بين دول المجلس، في ظل هوية مشتركة تجمع الإخوة على معتقد وأسلوب وسلوكيات واحدة إلى جانب عوامل التاريخ والجغرافيا الواحدة واللغة المشتركة. وأضاف الأكاديميون والإعلاميون أن ما حدث عام 2011 يجب أن يكون حافزاً لمواجهة المتغير الطارئ، بعد سعي أطراف لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها، والقضاء على كافة الصعوبات المحيطة بتنفيذ بنود الاستراتيجية. وقال رئيس مركز أسبار للدراسات الإعلامية بالسعودية د.فهد الحارثي، إن استراتيجية العمل الإعلامي الخليجي المشترك عرضت على كافة اللجان منذ إقرارها وجرى تنفيذ برامجها، والقطاع المعني بها هو الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية على مستوى الإعلام الخارجي ووكالة الأنباء. وأضاف أن الاستراتيجية تنبثق من نقطتين مهمتين من خلال ورقة تقدم بها خادم الحرمين الشريفين لتفعيل الأهداف، وبادرة أخرى تقدم بها أمير دولة قطر لتفعيل الاستراتيجية، مشيراً إلى أن القائمين عليها أضافوا لها بعداً أكبر لتفعيل عملها بالشكل المطلوب. وأردف “المطلوب من تفعيل الاستراتيجية تعزيز التعاون وفرص الوحدة بين دول المجلس في ظل هوية مشتركة بين الإخوة الأشقاء على اعتبار أن المجتمعات كافة بحاجة إلى هوية وكيان مستقلين مرتبطتين مع معتقد وأسلوب وسلوكيات مواطني المجلس، إلى جانب عوامل التاريخ والجغرافيا المشتركة واللغة الواحدة”. وقال “هناك برامج تحدثت عنها الاستراتيجية، وهي تعزيز اللغة العربية وتكثيف البرامج ذات الهوية الخليجية المرتبطة بالأصالة الإسلامية، خاصة أن الإنتاج الخليجي يجب أن يركز على هذه الميزات من خلال الارتباط في تحقيق مفهوم المواطنة بشكل أساسي، بحيث تتوافر لهم كافة المزايا في جميع المجالات”. وتابع “نسعى في قطاع الثقافة والإعلام إلى ترسيخ مكتسبات المواطنة باعتبارها حجر زاوية أمام أهداف دول مجلس التعاون، من خلال سعي وسائل الإعلام نحو تحريك المياه الراكدة في بعض القرارات العالقة كحرية تنقل البضائع بين دول مجلس التعاون”. وأضاف أن الإعلام منتج سريع العطب قبل تأسيس الكيان الخليجي، وما يعيبه تركيزه على أخبار المناسبات وموضوعات مكررة ابتعدت حقيقة عن موضوع الوحدة الخليجية. وقال إن الاستراتيجية المتّبعة اليوم ليست نهائية، لكنها بحاجة إلى إجراءات وجمع للمعلومات بهدف تحديث العديد من البرامج الداخلة في باب العموميات، عبر بناء كافة المعلومات المحدثة على أرضية صلبة لضمان توزيع المهام على كافة الدول المنظوية تحت لواء اتحاد اللجان العامة لإذاعات وتلفزيونات دول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أن أي استراتيجية لا تتدخل في تفاصيل دقيقة، وإنما تركز على الأهداف الرئيسة والفرعية منها، والمتعلقة في مجال التواصل الاجتماعي التي من المفترض أن تأتي في المستقبل القريب. وأعرب عن إيمانه بالاستراتيجية والنتائج الإيجابية المبنية عليها، بعد أن أقرها فريق متخصص من خلال الدراسات العلمية، ما دفع القائمين عليها إلى الاهتمام بها، وتكثيف جهود الشراكة مع القطاع الإعلامي الخاص. من جانبه، لفت وزير الإعلام الكويتي السابق سامي النصف إلى ضرورة مواجهة المتغيرات الطارئة بعد أحداث 2011، بالتزامن مع تخفيف القبضة الحديدية التي تجريها الحكومات لضمان إعلام شفاف وموضوعي، وهذا لا يستدعي فتح المجال للإعلام الخاص الذي أثبت عدم مقدرته على الوصول إلى الهدف أو دهاليز المجتمع سوى تدمير البلدان وتمزيق وحدتها، وهذا ما حصل فعلاً في مصر ولبنان. ودعا إلى تعزيز المهنية الإعلامية في القطاع الخاص، عبر تكثيف التدريب للعاملين بالحقل الإعلامي الخاص وتأهيلهم على كافة التشريعات لتعزيز المهنية الإعلامية. وأضاف أن ثقافة الاستفتاءات ليست عربية، وإنما هي أكبر من هذا المفهوم، حيث إن رجال الإعلام التابعين للقطاع الخاص ليسوا أهلاً لدخول باب الإعلام الخليجي من بابه الواسع، لأنه لا ضمانة لوجود التدريب الكافي للكوادر العاملة لديه. وتابع “ما الأفكار الواردة في الاستراتيجية سوى البداية، ولا يخفى حاجة أجهزة الإعلام الخليجية المشتركة إلى العديد من الدورات المتخصصة لضبط مسار الاستراتيجية، بالتزامن مع وجود تقييم لها لضمان قياس أداء عملها على المستوى المطلوب. بدوره قال رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس د.عبيد الشقصي، إن كل ما طرح يتعلق بالجانب التنفيذي للاستراتيجية من خلال مراجعة الأنظمة والتشريعات ومواثيق الشرف بينها، وهناك صعوبات تتحدى تنفيذ الاسترتيجية على اعتبار أن هناك أطراف تحاول زعزعة أمن المنطقة واستقرارها.