عندما عين جيوفاني تراباتوني مدرباً لمنتخب أيرلندا لكرة القــــدم في 2008 جلـــــــب معه شيئاً واحداً مهماً وهو الخبرة. وتولى مدرب إيطاليا السابق -الذي نال عشرة ألقاب للدوري في أربع دول مختلفة- قيادة فريق مترنح بعد أسوأ مسيرة له في تصفيات في عقدين في محاولته الفاشلة للتأهل إلى بطولة أوروبا 2008 التي تضمنت هزيمة مذلة 5-2 أمام قبرص. ودفعت أيرلندا ثمناً غالياً لخطأ تعيين لاعبها السابق ستيف ستونتون مدرباً قبل عامين من ذلك عندما كانت خبرة مدافع أستون فيلا السابق الوحيدة تتمثل في عمله كمساعد مدرب مع وولسول الذي ينافس في الدرجات الأدنى بإنجلترا. ولم ترتكب أيرلندا الخطأ نفسه مرتين -رغم أنها اضطرت للاعتماد على تبرع غير محدد من الملياردير دينيس اوبراين لتدبير راتب المدرب الإيطالي- ونجح تراباتوني في تغيير حظوظ الفريق. وبعد اقترابها بشدة من بلوغ نهائيات كأس العالــــم 2010 ستخـــــــــوض أيرلندا أول بطولة كبيرة منذ عقد وستشارك في بطولة أوروبا للمرة الأولى منذ 24 عاماً. ويعكس فريق تراباتوني العنيد شخصية المدرب الإيطالي نفسه وهو رجل يعشق العمل ووقع بالفعل عقداً لقيادة أيرلندا حتى كأس العالم 2014. ويرفض المدرب الذي يبدو شاباً رغم أن عمره 73 عاماً التوقف عن العمل ناهيك عن الحصول على راحة. وبدأ تراباتوني -وهو مدافع قوي فاز بالدوري مرتين وكأس أوروبا مرتين مع ميلانو- مسيرته التدريبية قبل 37 عاماً وحقق نجاحاً على الفور تقريباً إذ فاز بأول لقب في ألقابه الستة في الدوري مع يوفنتوس في موسمه الأول عام 1977. ورغم إن المنتخب الوطني كان مخيباً للآمال تحت قيادته بعد عقدين تاليين إلا أنه ينظر إليه باعتباره المدرب الإيطالي الأكثر نجاحاً بعدما قاد يوفنتوس أيضاً لإحراز كأس أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي وكأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس بالإضافة لحصوله على لقب آخر في الدوري وكأس الاتحاد الأوروبي مع إنترناسيونالي. وتلا ذلك الحصول على ألقاب أخرى مع بايرن ميونيخ وبنفيكا وسالزبورج قبل أن يواجه في النهاية ربما أكبر التحديات في مشواره في صورة المنتخب الأيرلندي الذي كان بعيداً جداً عن مستوى الفريق الذي بلغ دور الستة عشر في كأس العالم أعوام 1990 و1994 و2002.