حذّر مركز الخليج التخصصي للسكر والغدد الصماء من المضاعفات السلبية المصاحبة لهشاشة العظام وفي مقدمتها خطر تعرض المصابين لشتى أنواع الكسور وأهمها الورك والعمود الفقري، متوقعاً تسجيل ما يقارب 6.3 مليون إصابة حول العالم بحلول العام 2050 بسبب الزيادة المتوقعة في نسبة الشيخوخة. وطبقاً للمركز فان 71 % من هذه الكسور أي ما يعادل 4.4 مليون إصابة تقريباً، ستحدث في الدول النامية عامة ودول الخليج العربي والشرق الأوسط خاصة. ويمكن أن تؤدي إلى عدم القدرة على الحركة وأداء الأعمال اليومية وقد تسبب بالوفاة. وقال استشاري الغدد الصماء بالمركز الدكتور وئام حسين إن “كافة المؤشرات والدلائل والدراسات الطبية تتوقع حدوث هذه الزيادة الكبيرة في عدد الكسور الناتجة عن الهشاشة، وفي مقدمتها الورك. ومن المتوقع أن ترتفع نسبتها من 1.7 مليون في 1990 إلى 6.3 مليون بحلول العام 2050 “، مشيراً في السياق نفسه إلى أن خطر التعرض للكسر مدى الحياة تقدر نسبته 40% عند النساء و13 % بين الرجال. وأضاف: أن هشاشة العظام تعني عظاماً مثقّبة أو إسفنجية، وهو مرض مزمن يسبب تغير في بنية العظام القويةَ لتخف بشكل تدريجي وتضعف، مما يجعلها عرض للكسر ويؤدي إلى العجز الذي يعتبر تهديداً رئيسياً للصحة العامة في المجتمعات المعاصرة، وهو الأكثر شيوعاً بين أمراض العظام، يؤثّر على ما نسبته واحد من كل ثلاث نساء وواحد من كل خمسة رجال بعد سن الخمسين. وذكر أن النتيجةَ الأكثر سوءاً في هشاشة العظام هي كسور الورك التي تؤدي إلى نسبة عالية من الوفاة خلال سنتين وأن 90 % من كل الكسور عند المسنين تكون بسبب هشاشة العظام. أما البالغون الذين لديهم كسر واحد فتتراوح احتمالية إصابتهم بكسر آخر خلال سنتينُ ما بين 50-100% ، موضحاً أن نصف النساء في سن انقطاع الطمث سيكون عندهن كسراً متعلق بهشاشةَ العظام أثناء حياتهن، وأن 25% من إصابتهن ستتطور إلى عاهة فقرية و15 % سيعانين من كسور في الورك. وقال د. وئام حسين إن “تعرض الرجال المصابين بهشاشة العظام للكسر أخطر من عند النساء، لأن المرض يشخص في أغلب الأحيان متأخرا وفي مراحل متطورة، والأطباء لا يبحثون عنه عند الرجال، فضلاً عن غالبية الرجال يرفضون الاعتقاد بإصابتهم بمرض شائع بين النساء”. وأوضح بأن هناك عدداً من العوامل التي قد تزِيد إمكان حدوث الهشاشة وتصنف بقابلة للتعديل، وعوامل غيرِ قابلة وهي: الجنس النسائي، ولون البشرة، وتقدّم العُمر، والتاريخ العائلي، وكسر مسبق في سن الرشد. أما عوامل الخطرِ القابلة للتعديل فتتضمن التدخين، والنحافة، وسن اليأس المبكر، والإفراط في شرب الكحول، وأسلوب حياة غير نشط، وتناول الكالسيوم بكميات منخفضة، مشيراً إلى أن ما نسبته 20 % من النساء لديهن أسبابُ ثانوية للإصابة بهشاشة العظام تتضمن التهاب مفاصل روماتزمي، ومتلازمة كوشينج، وفرط إفراز هرمون الغدة الدرقية والجار الدرقية، وزيادة في مستوى هرمون البرولاكتين، وأمراض الأمعاء، وأمراض الكلية المزمنة، وزرع الأعضاء، وتناول بعض الأدوية باستمرار مثل الكورتيزون وجرعة عالية من هورمونَ الغدة الدرقية، وأدوية الصرع وبعض الهرمونات والليثيوم. وعن أعراض المرض قال د. وئام حسين إن خسارة الطول، والتقوس التدريجيِ في الظهر، قد يكون الإشارة الطبيعيةَ الوحيدةَ لهشاشة العظام، مشيراً إلى أن هناك عدة طرق لتشخيص وقياس الكثافةَ العظميةَ وأفضلها (DXA)، وأن لدى مركز الخليج التخصصي للسكر والغدد الصماء طاقم طبي مرخص من الولايات المتحدة الأمريكية لتشخيص وعلاج هشاشة العظام بأحدث الطرق.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}