كتبت نورة عثمان:

كشفت الاختصاصية بمركز البحرين لحماية الطفل رجاء العجمي لـ"الوطن" أن عام 2012 شهد أكثر من 100 حالة تحرش بالأطفال في البحرين. وفيما رفضت الإفصاح عن العدد الدقيق للحالات نظراً لسرية المعلومة، قالت إن العدد الإجمالي انخفض مقارنة بعام 2010، وخاصة في المدارس.

وعرّفت الاختصاصية التحرش الجنسي علمياً على أنه الإساءة الشعورية أو الجسدية أو اللفظية المرتبطة بالأجزاء الحساسة من جسد الطفل، مضيفة أن التحرش يشمل ثلاثة أنواع هي التحرش اللفظي بالكلام، والتحرش اللمسي بتحسس الأجزاء الحساسة، والتحرش الفعلي بارتكاب الفاحشة مع الطفل.

ولفتت إلى تخصيص الخط الساخن 988 لاستقبال الاتصالات المتعلقة بالتحرش الجنسي من الأطفال أو ذويهم.

حالات واقعية

وبينت العجمي أن غالب حالات التحرش تحدث بين الأقارب من الدرجة الأولى. وأشارت إلى حالة طفلة تعرضت للتحرش من إخوتها المراهقين الذين تشاركهم غرفة النوم، بعد أن أفهموها أن ما يفعلونه معها أمر عادي يحدث في كل الأسر. وقالت إن الأم انهارت حينما اكتشفت الأمر، وخضعت الأسرة للإرشاد الأسري السلوكي، فيما خضعت الطفلة للإرشاد السلوكي النفسي.

وعن التحرش في المدارس، أشارت الاختصاصية إلى حالة تحرش فيها أحد الطلاب بآخرين أصغر منه مقابل إعطائهم 100 فلس، مشيرة إلى أن هذا يدل بشكل قاطع على أن الطفل المحروم عاطفياً أو مادياً، والمهمل من الأهل، يكون عرضة بشكل أكبر للتحرش.

وقالت إن حالات التحرش بالأطفال انخفضت بشكل عام، وانخفضت في المدارس بشكل خاص منذ عام 2010.


علامات تعرض الطفل للتحرش

وأوضحت العجمي أن الطفل الذي تعرض للتحرش تظهر عليه علامات نفسية إلى جانب العلامات الجسدية، ومنها القلق والانطواء، ويزيد القلق عند الطفل حينما يلاحظ الأهل تغير سلوكه، ما يؤدي لتدهور حالته النفسية وشعوره بالذنب وتأنيب الضمير وأنه السبب فيما حصل له.

وحذرت العجمي الأهالي من التوجه للوم الطفل في حال شكهم بتعرضه للتحرش، لأن ذلك يعزز شعوره بالذنب ويمنعه من مصارحتهم بما حصل له، ووجهت لاتباع أسلوب السياسة مع الطفل بدل الأسلوب المباشر، وأخذ الطفل للمركز الصحي في حال ظهور إصابات جسدية بالمناطق الحساسة من جسمه، للتأكد من طبيعة الإصابات وأنها لم تنتج عن تحرش.

وأشارت الاختصاصية  إلى أن الأثر النفسي الذي يتركه التحرش بالطفل على الأهل قد يدفعهم للتصرف بشكل خاطئ لأن الأمر يشكل صدمة بالنسبة لهم، وبالتالي يسبب لهم القلق وتأنيب الضمير لأنهم ساهموا في الموضوع بطريقة غير مباشرة عن طريق إهمال أطفالهم.

توعية مبكرة

ووجهت الاختصاصية العجمي أولياء الأمور لتعليم أطفالهم كيفية حماية أنفسهم من التحرش منذ سن التمييز في السابعة وقبل دخولهم في البيئة التي تهيء الاختلاط بأشخاص كثيرين مثل المدرسة، وذلك عن طريق تعليمهم من يمكنه لمسهم، وأي المناطق من جسدهم يمكن لمسها، وما هي طريقة اللمس التي يجب أن يرفضوها، وما هي العبارات التي تدل على التحرش، وكيف يتصرفون إذا تعرضوا لمثل هذه المواقف.

كما طالبت العجمي بتعزيز الرقابة في المدارس خصوصاً في دورات المياه في الأوقات التي يقل وجود الطلبة فيها، ومراقبة الأماكن المستورة خلف المباني الدراسية.


دور المركز في حماية الطفل

وقالت العجمي إن مركز حماية الطفل يقدم كثيراً من الأنشطة عبر مستويات ثلاثة، تشمل الرعاية التوعوية، والوقائية، والعلاجية، عبر أنشطة مثل المحاضرات لطلبة المدراس، ولأولياء الأمور في المراكز الاجتماعية المتوزعة في كافة أرجاء المملكة. إلى جانب تقديم المركز العلاج للأطفال المتعرضين للتحرش وذويهم إن لزم الأمر.

ولفتت إلى توجه المركز لتقديم أنشطته في الشركات، بالتنسيق مع وزارات الصحة، والداخلية، والتنمية التي يتبع المركز لها.