قال أطباء ومختصون إن “المسنين بحاجة إلى إرشادات غذائية خاصة تقوم على تقديم النصح لهم بتغيير بعض العادات الغذائية وتوعيتهم بأهم العناصر الغذائية والاحتياجات اللازمة لهم خاصة تناول البروتينات والألياف والمياه، وتجنب تناول الكربوهيدات وملح الطعام والمشروبات الغذائية، وذلك للمحافظة على صحتهم مع التقدم في العمر”.
وأضافوا أن “الغذاء الصحي للمسنين يجب أن يدرس وينظم ويعالج بموضوعية على أساس المنبع والفقه الطبي العلمي والحياتي الصحيح والخالي من الثغرات والذي يتمحور على ركيزتين أساسيتين هما الكمية والنوعية، يضاف لهما الالتزام بالمواعيد المنتظمة لتناول الوجبات الغذائية حيث يفضل أن تكون الفترات بين الوجبات 4 ساعات مع ضرورة المشاركة الاجتماعية وبالأخص أولئك الذين يحبهم المسن ويحبونه كالأولاد والأحفاد والأقرباء والأصدقاء”.
وفي هذا الصدد، قالت الطبيبة العامة د. سارة أحمد إن “التغذية المتوازنة التي توفر احتياجات المرء في مراحل النمو والتطور المختلفة تلعب دوراً مهماً في المحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض خاصة تلك الناجمة عن سوء التغذية، وحيث إن مرحلة الشيخوخة تحتاج إلى نظام غذائي خاص فهنا لابد أن نشير إلى أن التغذية الصحية المتوازنة تعني احتواء الطعام علي جميع العناصر الغذائية من بروتينات وكربوهيدرات ودهون وفيتامينات ومعادن وبالكميات اللازمة للنمو والتكاثر والوقاية”.
وأضافت د. سارة “يحتاج كثير من المسنين إلى إرشادات غذائية خاصة تقوم على تقديم النصح لهم بتغيير بعض العادات الغذائية أو الحد من تناول بعض الأطعمة أو تناول أطعمة غير تلك التي يتناولها عادة وتوعيتهم بأهم العناصر الغذائية والاحتياجات اللازمة لهم، وتبصيرهم بالأمراض الناجمة عن سوء التغذية. وعند تقديم مثل هذه الإرشادات الغذائية ينبغي مراعاة أن تكون الطريقة التي تقدم بها النصيحة مقبولة عند المسن. وأن يراعى فيها المذاق المفضل للمسن. وعدم تقديم النصح في شأن الغذاء في شكل أوامر”.
وأوضحت أن “من أبرز المشاكل التي تصاحب التقدم في السن مشاكل الهضم، ومن هنا يمكن تقسيم التغيرات التي تحدث في أداء الجهاز الهضمي الناجمة عن الكبر في السن إلى 3 أنواع هي: النوع الأول: تغيرات مرضية، والنوع الثاني: تغيرات تلازم عملية التقدم في السن والكبر، مثل نقص إفرازات الغدد المعوية، ورقة جدار الأمعاء والتهاب القولون، والنوع الثالث: ينجم عن عملية الكبر في الجسم، وأهمها في الجهاز الهضمي وفي حواس الشم والتذوق التي تؤثر كثيراً على كمية ونوعية الأكل المستهلك.
وتابعت أن “الحقيقة أن دور التغذية أساسي في مساعدة الشخص المسن على مكافحة الأمراض التي يمكن أن تصيبه أو التي يشكو منها”، فيما لفتت إلى أن “غذاء كبار السن يجب أن يحتوي على البروتينات مثل اللحوم والأسماك والدجاج والجبن والحليب متوسط الدسم، كما يجب أن يحتوي على النشويات ويفضل أن تكون من النشويات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والفاكهة والخضروات الطازجة وكذلك الدهون غير المشبعة “الزيوت النباتية”“.
ونصحت د. سارة “بضرورة إكثار المسنين من شرب المياه، حيث إنه من الملاحظ على المسنين عدم الإقبال على شرب الماء. كما يجب التقليل من الدهون المشبعة “الدهون الحيوانية” والأطعمة المقلية والأطعمة الدسمة وكذلك التقليل من إضافة الملح على الطعام ومن تناول الأغذية المملحة كالمخللات وغيرها”.
ونوهت إلى “شكاوى معظم المسنين من الإصابة بالإمساك”، مشيرة إلى أن “ذلك من الأمور المعتادة، ولذلك فعند تناول الألياف الغذائية تكون من الممارسات الأساسية في تغذية المسنين. ويجب أن تتم هذه الزيادة تدريجياً بحيث لا تقود إلى إثارة القناة الهضمية وتكوين غازات، ولابد مع تناول الألياف زيادة كمية تناول السوائل”.
وأوضحت د. سارة أنه “يجب أن يراعى في تقديم الطعام لهم أن يكون سهل الهضم مشتملاً على البروتين قليل الدهن ويشمل أيضاً علي الفيتامينات بكثرة والمعادن ويحتوي على القليل من الدهون والمواد النشوية والسكرية ويجب أن تكون الوجبة سهلة المضغ ولينة ويجب أن يؤخذ في عين الاعتبار بعض العوامل التي تؤثر سلباً على الوضع الغذائي عند الشخص المسن مثل مشاكل اللثة والأسنان والتي قد تكون من ضمن أسباب قلة الأكل أو الامتناع عن مأكولات معينة”. من جهته، قال أخصائي الصحة العامة د. أحمد شفيق إن “هناك نصائح غذائية مفيدة للمسنين تتضمن: التقليل من الأغذية الغنية بالدهون المشبعة، والإكثار من الكربوهيدرات المركبة والألياف الغذائية، والإكثار من تناول السوائل، والتقليل من الملح والأغذية المملحة والمخللات والأطعمة المعلبة، والامتناع عن التدخين والابتعاد عن مخالطة المدخنين”.
وفي السياق ذاته، نصح استشاري الصحة العامة د. سالم الخفاف “بتناول المسنين للبروتينات كونها المصدر الجيد للعديد من العناصر الهامة والضرورية لجسم المسن وذلك لصيانة الأنسجة وتقوية جهاز المناعة”، مشيراً إلى “أهمية تناول الأسماك على صحة المسنين، نظراً لاحتوائها على أحماض أمينية وبالتحديد أوميغا 3 التي تساعد كبار السن على الوقاية من تدهور وتلف شبكية العين وتجنبهم العمى”.
كما حذر د. الخفاف من “الإفراط في تناول الكربوهيدرات ونصح بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه التي تساعد الجهاز الهضمي على أداء وظائفه بصورة جيدة”، مؤكداً أن “تناول اللبن الرائب يساعد جسم المسنين على امتصاص مختلف المعادن المهمة ويخلصه من الإمساك ويخفض ضغط الدم الشرياني وينظف الجهاز البولي كما إن الزبادي باحتوائه على الكالسيوم يقلل من امتصاص الدهون المشبعة الضارة الخبيثة وبالتالي يخفض الكولسترول السيئ المسبب للكثير من الجلطات القلبية والدماغية”.