سيدي بوزيد - (أ ف ب): تنفذ 4 ولايات مضطربة في تونس إضراباً بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يخوض مواجهة مباشرة مع الإسلاميين في السلطة، يفترض أن يبلغ ذروته في 13 ديسمبر الجاري مع التوقف عن العمل في جميع أنحاء البلاد. ويجري الإضراب في سيدي بوزيد وسط غرب البلاد وجارتها ولاية القصرين وولاية صفاقس التي تضم ثاني أكبر مدن تونس بعد العاصمة وولاية قفصة المنجمية المضطربة.
وتشهد الولايات اضطرابات وخصوصاً تلك الواقعة في وسط الغرب والمهمشة اقتصادياً.
وقد جرت فيها صدامات حادة خلال الثورة التي بدأت في 17 ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد عندما أحرق بائع جوال نفسه بسبب الفقر ومضايقات الأمن.
وتهدف الإضرابات إلى الاحتجاج على هجوم للناشطين الإسلاميين ضد أكبر نقابة للعمال في تونس.
وأعلنت المركزية النقابية العريقة على موقعها على فيسبوك هذه الإضرابات “على أثر الاعتداء على مقر المركزية النقابية وعلى النقابيين”. وأكدت بالخصوص أنها تهدف إلى الاحتجاج على الهجوم على مناضليها أمام مقر الاتحاد بالعاصمة الذي تقول إنه من تدبير ناشطين إسلاميين مقربين من حزب النهضة الذي يقود الحكومة. وطالب الاتحاد بتوقيف المهاجمين وحل “رابطة حماية الثورة” التي يعتبرها معارضوها نوعاً من الميليشيا المقربة من السلطات التي تستخدم وسائل عنيفة وتقدم نفسها على أنها ضامنة لتحقيق مطالب الثورة التونسية.
وأغلق الجزء الأكبر من المؤسسات العامة والخاصة في هذه المناطق بدعوة من الفروع المحلية للاتحاد الذي يعد أكبر مركزية نقابية في البلاد. وفتحت بعض المحلات التجارية الصغيرة ومقاهي الأحياء. وتظاهر مئات الأشخاص في سيدي بوزيد وهم يرددون شعارات معادية لحزب النهضة الإسلامي.
والسيناريو نفسه تكرر في قفصة حيث لبى 95% من المنتسبين الدعوة إلى الإضراب، حسب الاتحاد.
وتشكل هذه الإضرابات مقدمة لإضراب عام أعلنه الاتحاد العام التونسي للشغل في 13 ديسمبر، في أوج أزمة سياسية واجتماعية قبيل الذكرى الثانية للثورة التونسية.
ولم يسبق للاتحاد العام التونسي للشغل أن أعلن الإضراب الوطني العام إلا مرتين الأولى في 26 يناير 1978 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وترافق مع أحداث دامية وقمع شديد من السلطات. أما المرة الثانية فكانت دعوة للإضراب العام لساعتين فقط يوم 12 يناير 2011 قبل يومين من سقوط نظام زين العابدين بن علي. وستحيي تونس في 17 ديسمبر الجاري الذكرى الثانية لاندلاع ثورتها في 2010 إثر انتحار بائع متجول شاب حرقاً في سيدي بوزيد احتجاجاً على مضايقة الشرطة البلدية له وعلى إهانته.