كتب - حسين التتان:
على أنغام أوبريت «أرض الأنبياء»، في أول عرض له بالوطن العربي، كان للقدس حضور باهر في الصالة الثقافية ضمن فعاليات المنامة عاصمة للثقافة العربية، وصوت فيروز الملائكي يشدو «زهرة المدائن»، ولوحات فنية من خلال التراث الشعبي الفلسطيني الذي يحاكي واقع الغربة والحنين إلى القدس.
وأوبريت «أرض الأنبياء»، الذي افتتحت عرضه وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بحضور السفير الفلسطيني لدى البحرين طه عبدالقادر، ولفيف من الدبلوماسيين والمسؤولين، أشعل الصالة الثقافية بالحب والتحدي وحق العودة. وتفاعل الجمع الغفير من المواطنين والجاليات العربية والمقيمين الذين حضروا الافتتاح، مع الأوبريت بطريقة كبيرة جداٍ، وصار الجميع يشدو ويردد مع المغنين.
وعرض خلال الحفل فيلماً وثائقياً عن القدس، بمصاحبة أغنية فيروز «زهرة المدائن»، ثم عُزف على العود بأعذب النغمات وأشجنها. بعد ذلك قدم الشاعر ومؤلف ومنتج ومنفذ الأوبريت رامي يوسف، مجموعة من الأبيات الشعرية التي تفاعل معها الحضور، والتي تحدثت كلها عن القدس، حتى حان موعد دخول فرقة «أوف» المقدسية الشبابية، التي قدمت أروع اللوحات الفنية. بعد ذلك غنت الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة أغنية حزينة عن القدس، بفستاناها الأبيض، ثم غنى الفنان عمار حسن أغنية شهيد الأرض، فأحيا بصوته كل شهداء فلسطين، مُأبِّناً شهداء القدس، حيث غنى الجراح والسلاح والأمل، ثم ألقى أبياتاً شعرية باللهجة الفلسطينية، «خلك صامد يا فلسطيني»، فأشعل الصالة بالحب والتحدي وحق العودة. ثم غنى الفنان الفلسطيني أحمد قعبور ثلاث أغنيات عن القدس، كانت الأولى عن الصامدين، والثانية عن أطفال اليرموك، والثالثة كانت عن الشمس الفلسطينية.
وقبل بداية أوبريت «أرض الأنبياء» تحدث الفنان رامي اليوسف عن الأوبريت قائلاً: حين تلقينا اتصالاً من وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي آل خليفة، بتكليفنا عمل أوبريت عن القدس، بدأنا العمل الجاد لتحضيره وعلى مدى 8 شهور متواصلة، مع الفنانين والملحن ومع الطاقم الفني. إن المنامة هي أول مدينة وعاصمة عربية سمحت لنا باحتضان أوبريت كاملة عن القدس. بعد ذلك أنشد 10 من الفنانين العرب، من بينهم، عادل محمود «البحرين» ومن فلسطين دلال أبو آمنة وعمار حسن، ومن تونس لطفي بوشناق، ولطيفة، ومن مصر إيمان البحر درويش، ومن لبنان أحمد قعبور وبريجيت ياغي، ومن المملكة العربية السعودية طلال سلامة، أوبريت «أرض الأنبياء» بطريقة مؤثرة، بكى على إثرها الجمهور وصفق، وفي نهاية الحفل، انهال الجمهور على كل الفنانين لالتقاط صور معهم. من جهة أخرى، أكد السفير الفلسطيني لدى البحرين طه عبدالقادر لـ»الوطن» بعد انتهاء عرض العمل الإبداعي للفنانين العرب «أرض الأنبياء» بقوله: إن الحقيقة التي يجب أن تقال الآن، أننا عشنا أجواء فلسطينية بامتياز، كما شعرنا أن مدينة القدس انتقلت للحظات إلى المنامة من خلال هؤلاء المطربين الكبار، ومن خلال الدعم الحقيقي لحكومة البحرين، على أمل أن نلتقي معاً من خلال دعم الدول العربية الشقيقة لكل ما هو فلسطيني. وأشار السفير إلى أن من يحب السلام ويحب الشعب الفلسطيني، عليه أن يبقى مع القدس، لأنها ستظل عربية بالرغم من كل محاولات التهويد التي تقوم بها إسرائيل.