سلطت الصحف السعودية الصادرة أمس في افتتاحياتها الضوء على أعمال الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج التي تنطلق اليوم في مملكة البحرين.
ونوهت صحيفة «البلاد» بما تحقق خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي على مدى اكثر من ثلاثة عقود من حصيلة الإنجازات في مجالات متعددة سواء ما يتعلق بالمواطن أو بدول المجلس إضافة إلى العديد من الإنجازات في جميع المجالات بدءاً بتوحيد المواقف السياسية في المحافل الدولية تجاه القضايا العادلة التي تتبناها دول المجلس والاهتمام بإقامة مؤسسات مشتركة لإنجاز مشاريع مشتركة.
ورأت صحيفة «اليوم» أن القمة الخليجية في المنامة تأتي في وقت مهم على المستوى السياسي الإقليمي للمنطقة فالبيت الخليجي دائماً محل استقرار وهو ما يعطي لمجلس التعاون بعداً في موارين القوى ويمنحه ثقة التعاون والتفاهم مع الدول الكبرى والكيانات الإقليمية.
وبينت أن القمة الخليجية في دوراتها العادية والاستثنائية تحقق آمال الخليجيين في الاستقرار واتخاذ القرارات المناسبة ولعل الوصول إلى الوحدة الخليجية ليس ببعيد بعد أن قطعت دول المجلس وشعوبها المسافة الأطول للوصول إلى الهدف بعزم ودون تردد. وتابعت: قلوبنا وقبل ذلك عقولنا مع هذه القمة والقرارات التي ستكون بالتأكيد في صالح دول المجلس وتحقق تطلعات شعوبهم بإذن الله.
وأشارت صحيفة «الوطن» إلى أن مجلس التعاون يعد سداً منيعاً أمام محاولات دول إقليمية زرع الفتن والقلاقل في المنطقة، وفي الخليج خصوصاً، متذرعة بما يحدث في منطقة الشرق الأوسط من أزمات.
وقالت: لقد أثبت صمود مجلس التعاون الخليجي أمام موجات الانسلاخ الجغرافي والتفكك الداخلي التي تعرضت لها كيانات كبيرة مثل الاتحاد السوفيتي سابقاً، والكتلة الشرقية، وبعض الدول العربية مثل السودان، أن قادته يملكون حنكة سياسية وقدرة فائقة على تجاوز الأزمات، مع الحرص على حماية الوطن أولاً ورفاهية المواطن ثانياً.
وأوضحت أن مجلس التعاون لعب دوراً بارزاً في القضايا الإقليمية والدولية، ومثلت مواقفه في التعامل مع تلك القضايا أنموذجاً مثالياً في احتواء الأزمات الصعبة، وليس ببعيد عنا نجاح مبادرته في اليمن.
وتحت عنوان «حلم الخليجي في الاتحاد» كتبت صحيفة «عكاظ» أنه مع انطلاق القمة الخليجية الـ 33، اليوم، تكون الأحلام والطموحات الخليجية قد مرت بها أكثر من 30 سنة من الانتظار ليكتمل الحلم في أبهى صوره وأجمل تجلياته.
وقالت: جاءت دعوة ومبادرة خادم الحرمين الشريفين بتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لتكون الأفق الكبير الذي رفع سقف الطموحات إلى أقصى حد، وإن المواطن الخليجي في كل بلد من بلدان المجلس الستة يحلم ويطمح ويتمنى أن يتحول هذا التشكل إلى حالة أنموذجية؛ قياسا بالتجارب الموازية، خصوصاً كما تجلت في الأنموذج الأوروبي.
ورأت أن حلم الخليج الواحد هو حلم كبير وطموح حتمي؛ لأننا نعيش زمن التكتلات الكبرى، وإذا نحن لم نكن قادرين على ذلك، فمن المستحيل أن يتحقق في أي جزء من أجزاء عالمنا العربي.
وألمحت صحيفة «الرياض» إلى أن القمم الخليجية تنعقد دون تحالفات وخلافات أو استقطاب أو استعداء دولة أو شعب، وتختلف عن القمم العربية التي طالما كانت منبعاً للتصادم بدلاً من التصالح، وقمة ما يزيد على ثلاثة عقود تجري، والتحديات أكبر من الإنجازات اقتصادياً، وأمنياً لهذه الدول.
وأوضحت أن التركيز على الداخل الخليجي، خصوصاً الوحدة الاقتصادية، وتوحيد السياسات الخارجية والأمنية، والنظر إلى أن الطاقة المتجددة بوجود الإمكانات المادية الهائلة تعطينا ميزة التعاون في استثمارها، لأنها الطريق المعوض لما بعد نضوب النفط، يظل أمراً مهماً وحيوياً.
وقالت: لا نريد تكرار عناصر ما يوحد هذه الدول، لأنها أصبحت بدهيات، لكن العبرة في نقلها من الأماني إلى الفعل، وهو ما ينتظره مواطن هذه الدول، ويراه متحققاً على أرض الواقع.
وأبرزت صحيفة «المدينة» أن الاجتماع الوزاري الخليجي يوفر فرصة أمام المواطن الخليجي لاستعراض تلك المسيرة من التعاون، والتنسيق بين دوله الست، بعد ثلث قرن من انطلاقته.
ولفتت إلى أن تصاعد المطامع والتهديدات والاضطرابات التي تدور رحاها حول المنطقة يزيد من إحساس دول المجلس بأهمية التكتل والتكاتف بين بعضها البعض؛ حماية لكيانها وثرواتها ووحدة شعوبها وأراضيها.
ودعت إلى مزيدٍ من التضامن تحت راية المجلس، وتسريع المسيرة الاتحادية للمجلس التي تعتبر الضمان الأكبر في مواجهة تلك التهديدات.
وتوقعت صحيفة «الشرق» أن يستحوذ الملف الاقتصادي على الجانب الأكبر من القمة الخليجية رقم 33، وقد يكون ما يسمى بـ المواطنة الاقتصادية الخليجية العنوان الأبرز لمناقشات المنامة التي بدأت أمس على مستوى وزراء الخارجية وتستمر حتى يوم غدٍ بالتئام المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي بحضور قادتها.
وأشارت إلى أنه يقصد المواطنة الاقتصادية إزالة كل العراقيل المتعلقة بالسوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والتنقل الحر على مستوى المواطنين والبضائع، وهو ما سينعكس إيجابياً على المواطن الخليجي.
وتابعت قائلة: يترقب الخليجيون ما تسفر عنه القمة الـ 33 نظراً لخصوصية القضايا التي ستناقشها ولتأثيرها على الملف الاقتصادي الذي ينظر إليه المواطن الخليجي باهتمام كبير.