قال الشيخ الدكتور النعمان منذر الشاوي إن «الصبر نصف الإيمان، ويؤكده أنَّ الإيمان نية وقول وعمل، وهي ترجع إلى شطرين، فعل وترك، فالفعل هو العمل بطاعة الله تعالى وهو حقيقة الشكر، والترك هو الصبر عن المعصية، والدين كله في هذين الشيئين، فعل المأمور، وترك المحظور»، موضحاً أن «الصبر يرتقي بالعبد للدرجات العلا».
وأضاف أن «الصبر نوعان، أحدهما بدني، كتحمل المشاق بالبدن، وتعاطي الأعمال الشاقة من العبادات، أو من غيرها، والثاني هو الصبر النفساني عن مشتهيات الطبع ومقتضيات هوى النفس، وهو إن كان صبرًا عن شهوة البطن والفرج سمي عفة، وإن كان صبرًا في جهاد سمي شجاعة، وإن كان في كظم غيظ سمي حلما، وإن كان في إخفاء أمر سمي كتمان سر، وإن كان في فضول عيش سمي زهدًا، وإن كان صبرًا على قدر يسير من حظوظ الدنيا سمي قناعة».
وأشار د. النعمان منذر إلى أن «الإمام الغزالي عرف الصبر بأنه ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الشهوة، وباعث الدين هو ما هدِي إليه الإنسان من معرفة الله ورسوله ومعرفة المصالح المتعلقة بالعواقب، وهي الصفة التي فارق فيها الإنسان البهائم في قمع الشهوات، أما باعث الهوى فهو مطالبة الشهوات بمقتضاها».
وتابع «وقد ورد ذكر الصبر ومشتقاته «103» مرات في القرآن الكريم ، كما أنَّ من أسمائه سبحانه وتعالى «الصبور» وهو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه، بل ينزل الأمور بقدر معلوم، ويجريها على سنن محدود يؤخرها عن آجالها المقدرة لها، ولا يقدمها على أوقاتها تقديم مستعجل، بل يودع كل شيء في أوانه على الوجه الذي يجب أن يكون وكما ينبغي، وكل ذلك في غير مقاساة داعٍ على مضادة الإرادة».
وأوضح أن «الله تعالى وصف في كتابه الكريم الصابرين بأوصاف جليلة، وأضاف أكثر الدرجات والخيرات إلى الصبر وجعلها ثمرة له، فمن ذلك أنه تعالى جعل الصابرين أئمة المتقين، وقرن الصبر باليقين، وإنَّ بالصبر واليقين تنال الأمانة في الدين، فقال عز وجل: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون). كما وعد سبحانه وتعالى الصابرين بأنه معهم، أي أوجب لهم معية تتضمن حفظهم ونصرهم وتأييدهم فقال تعالى: (واصبروا إن الله مع الصابرين)، فهذا إخبار منه تعالى أنه معهم، ومن كان معه الله غلب، كمن كان معه عدةٌ، كما أنه سبحانه وتعالى علق النصرة والمدد بجنده على الصبر، فقال تعالى (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين)، فاشترط الصبر والتقوى لإمداده بجنده ونصره وتأييده. أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد وصف الصبر بأنه ضياء، والضياء هو شدَّة النور، أي بالصبر تنكشف الظلمات والكربات.
وأخرج مسلم وغيره عن صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»».
وأضاف الدكتور نعمان منذر «قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر»، ولهذا جمع الله سبحانه وتعالى بين الصبر والشكر في قوله: (إنَّ في ذلك لآيات لكل صبار شكور).
ومما يدلل على هذا المعنى العظيم – وهو أن الصبر نصف الإيمان – ويؤكده أنَّ الإيمان نية وقول وعمل، وهي ترجع إلى شطرين: فعل وترك، فالفعل هو العمل بطاعة الله تعالى وهو حقيقة الشكر، والترك هو الصبر عن المعصية، والدين كله في هذين الشيئين: فعل المأمور، وترك المحظور».
واوضح ان «الصبر نوعان: أحدهما بدني، كتحمل المشاق بالبدن، وتعاطي الأعمال الشاقة من العبادات، أو من غيرها. والثاني هو الصبر النفساني عن مشتهيات الطبع ومقتضيات هوى النفس، وهو إن كان صبراً عن شهوة البطن والفرج سمي عفة، وإن كان صبرًا في جهاد سمي شجاعة، وإن كان في كظم غيظ سمي حلما، وإن كان في إخفاء أمر سمي كتمان سر، وإن كان في فضول عيش سمي زهدًا، وإن كان صبرًا على قدر يسير من حظوظ الدنيا سمي قناعة».