يمثل الهبوط الاضطراري لطائرة «بوينغ 787» العملاقة التابعة للخطوط الجوية اليابانية التهديد الأكبر لمستقبل شركة «بوينغ» الأمريكية، حيث ربما تبدأ الكثير من شركات الطيران في العالم، بما في ذلك الشركات الخليجية الكبرى، مراجعة صفقاتها مع «بوينغ» في حال ثبت وجود مخاطر في المحركات المستخدمة بهذه الطائرات العملاقة.
وفور حصول الحادث أمرت إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية بوقف استخدام طائرات «بوينغ 787» مؤقتاً، وأوصت الهيئات التنظيمية الأخرى باتخاذ نفس الإجراء لحين اتضاح أسباب الخلل الذي أدى للهبوط الاضطراري للطائرة اليابانية. واتخذت أغلبية دول العالم الإجراء الأمريكي ذاته لحين اتضاح أسباب الحريق المحتمل الذي يمكن أن يكون السبب في الهبوط الاضطراري.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «بوينغ» جيم ماكنيرمي إن «شركته ملتزمة بدعم قرار إدارة الطيران الأمريكية، وسوف تقدم الإجابات على الأسئلة المتعلقة بالخلل في أقرب فرصة ممكنة». مضيفاً: «الشركة تعمل على مدار الساعة مع زبائنها، ومع مختلف الهيئات التنظيمية، ومع سلطات التحقيق».
وقالت جريدة «فاينننشال تايمز» البريطانية إن حادث الهبوط الاضطراري للطائرة اليابانية قد يكبح جماح الخطط الطموحة لشركة «بوينغ» بأن ترفع إنتاجها من محركات «دريملاينر» إلى عشرة محركات شهرياً مع حلول نهاية العام الحالي.
ويعيد قرار الوقف المؤقت لعمليات طائرات «بوينغ دريملاينر 787» إلى الواجهة التساؤلات عن مستقبل الصفقات المبرمة مع شركات الطيران الخليجية، وما إذا كانت ستعيد النظر بها أم لا، حيث كانت شركة «طيران الإمارات» قد أبرمت مع «بوينغ» في أواخر العام 2011 أضخم صفقة في تاريخ الشركة الأمريكية، وبلغت قيمتها 18 مليار دولار أمريكي، إلا أن الصفقة تضمنت شراء 50 طائرة من طراز (ER 777-300)، أي أنها من طراز يختلف عن تلك التي واجهت مشكلة في اليابان.
و»طيران الإمارات» هي أكبر مشغل لطائرات «بوينغ 777» في العالم، إلا أنه لا يبدو أنها تستخدم طائرات (دريملاينر 787) التي واجهتها المشكلة في اليابان، وأمرت السلطات الأمريكية بوقف عملياتها مؤقتاً.
وتبدو الخطوط الجوية القطرية، وهي المنافس الأكبر لطيران الإمارات في المنطقة، تبدو أكثر اعتماداً من «الإمارات» على طائرات «بوينغ» حيث كان الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط القطرية قال في أبريل2011 إن شركته «تلتزم بشكل كبير بامتلاك طائرات البوينغ من طراز 777 التي أصبحت تشكل العمود الفقري لأسطول القطرية». وكانت «القطرية» أبرمت صفقة لشراء 30 طائرة من طراز (دريملاينر 787)، ومن المفترض أن تكون قد تسلمتها حالياً، رغم التأخير في التسليم الذي تسبب بأزمة سابقة بين الشركتين.
ولم تعلن أي من الشركات الخليجية إن كانت ستجري أي مراجعة لصفقاتها مع «بوينغ» في ضوء حادث الهبوط الاضطراري الذي تعرضت له طائرة «بوينغ» في اليابان، كما لم تعلن أي منها إن كانت قد اتخذت قراراً بوقف مؤقت لعمليات أي من طائراتها أم لا. وفي الوقت الذي دخلت فيه «بوينغ» في أزمة بسبب العطل المفترض في محركاتها «دريملاينر» فإن منافستها الفرنسية «ايرباص» أعلنت أنها تستهدف بيع 700 طائرة ركاب لمختلف زبائنها في العالم، من بينهم 25 طائرة عملاقة من طراز (A380).